syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
القنبلة الجنسية .... بقلم: أيمن عشماوي.

ترى لماذا يخسر الإنسان نفسه وعرشه وسمعته، وبدل أن يحمل فوق رأسه تاج الفضيلة والأخلاق يحمل إكليلاً من الشوك والعار ..هل المرأة الماجنة الهائمة على وجهها في كل ركن ومكان تستحق سيدا شريفاً لتسرق عقله وأحاسيسه وزجّه في أتون المحرقة ؟


هل العاقل الذي ينحر تاريخه الأخلاقي والإجتماعي من أجل ليلة عصماء ، لينام بعد ذلك كئيباً على فراش التساؤلات؟

إنّ الذي ينحر نفسه من أجل شهواته ، ويقبل أن تعصف به وبعائلته الأقدار ، لا يمكن أن يكون أميناً على أعراض الناس أو على مصلحة أمته وقضاياها ومصيرها...

 

هل المرأة هي المسؤولة عن وقوع الرجال في مستنقع الرذيلة؟

 

إني أعلم أن الوسائل الحضارية التي يركب عليها الشيطان قد انتشرت في الفضائيات والانترنت وعلى التشات، ولكني أعرف الملجئ الذي يحمي شبابنا من هذا القصف الجنسي...

إن القنبلة الجنسية انفجرت في وجوه من داس على لغم الرذيلة ..وهناك من داس على لغم قابل للانفجار فهو متردد بين حلين إما أن يستعين بخبير ألغام أو يغامر ببتر ساقه...

يقول العلامة محمد الغزالي((والواقع أن مستقبل الأجيال الناشئة محفوف بالمكاره، ربما يتحول أطفال اليوم إلى وحوش عندما يحيط بهم وسائل الإغراء المتجدد بالليل والنهار..))

 

إن العلاقات الحرام لم تعد نزوات عابرة، إنما نمت كالسرطان الخبيث وتطاير شررها،وطورها الشيطان تطويراً واسعاً.

ويستحيل اليوم السير في أي مدينة كبيرة دون التعرض للقصف الجنسي..

إعلانات في كل مكان ..وأغلفة مصورة.. وأفلام سينمائية..وآلاف من الفتيات الغير محتشمات .

وقد نسى الغلاة المتشددين هذا كله ،فحبسوا النساء في البيوت ووضعوا تقاليد للزواج جعلته يقصم الظهر.

 

وحتى لا تكون صرخة هذا المقال في واد أو نفخة في رماد....

رأيت أن أدرس معكم قصة العفاف مع نبي الله يوسف عليه السلام ..

وسأدرسه كبشر كسائر البشر يكابد ويناضل من أجل العفاف..

 

وإذا كان هناك رجل في الدنيا أو على وجه الأرض يُعذر بتلطخ سمعته لكان يوسف عليه السلام..

كان مظلوماً، وألقي في البئر، ثم بيع في سوق النخاسة، وكان غريباً بعيداً عن أهله وكان أعزباً جميلاً ودخل في خدمة امرأة العزيز التي دعته إلى فراش الخطيئة في جو يحلم به أهل الخلاعة في زماننا..

ولكنه لم يتورط بالوقوع بالفاحشة،وقال بعزة وشجاعة ((معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون))

لقد كان الزنا رخيصاً في زمانه لدرجة أن امرأة العزيز عرضته على جميع صويحباتها، ولكنه كان عزيزاً وتوجه إلى الله يقول((رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه))

لقد كان حجر عثرة أمام انتشار الخطيئة..

 

فهل يقف شبابنا اليوم حجر عثرة للحيلولة دون انتشار الرذيلة وما هي الوسائل التي يستخدمونها في وقاية أنفسهم أمام الرياح العاتية.

ولو جارى يوسف هذه الواقعة مع النساء لأصبح في المدينة مركزاً للدعارة...

كان يشعر بعزة البكارة التي يحملها بين جوانحه..

ومع ذلك اتهموه في عفته وألقوه في السجن بضع سنين.

ولكنه لم ييأس من هذه الحياة لأنه كان يعلم أن العاقبة للمتقين .

 

لقد كانت قدماه في السجن ورأسه في السماء ،كان يعلم أن مدرسة العفاف هي التي تصنع الرجال.

وبعد أن ظهرت براءته عين وزيراً للمالية، لقد تخرج من جامعة العفاف وليقول للعالم((إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين))

فلماذا لا نقتدي بهذا النموذج الذي لم يتخل عن هويته وقيمه..

العلم والإيمان هما السلاحان اللذان استخدمهما يوسف عليه السلام في الدفاع عن عذريته.

 

أقول أخيراً:

لن يتغير الواقع من خلال هذا المقال ولكنني أقاوم عن طريق الكيبورد الذي تحدث عنه الرسول(ص)

((من رأى منكم منكراً فليغيره بيده)) يعني بقلمه، يعني بكيبورده، علني ألتمس آذاناً صاغية..


 

 

 


 
2012-06-10
التعليقات
ابو عزو
2012-06-12 18:09:02
كندا
جزاك الله كل خير على هذا الطرح الحضاري و الجميل و جعله في ميزان حسناتك. ما أحوجنا لهذا الكلام و التوصيف الدقيق لمشكلة لطالما كانت من اهم المشاكل المخربة للأسر و المجتمعات. شكرًا مرة ثانية و جعل الله في هذا المقال النفع الكثير

كندا
شوشو
2012-06-12 14:27:51
نصيحة
شكرا على المقولة الرائعة لغل الفتيات عنا تقرأ ما قرأناه

سوريا
داعي السلام
2012-06-12 12:47:06
مشكور
الشكر الجزيل لكاتب المقال و مذكر القراء بقصة سيدنا يوسف علية السلام و التي ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم كي لا يكون لأي شاب حجة بعد اليوم. لقد وضع يوسف بظرف عظيم يجتمع فيه صغر قيمته عند من استعبدوه وعظيم شأن من راودته عن نفسه هي وصويحباتها و قوة بأسهن إن رفض ومع ذلك لم يجد نفسه إلا عبداً لله الواحد القهار، فصبر ثم ضفر و شكر.. يا معشر الأخوة الشباب..لنرفع لواء الطهر و العفاف.. فإننا كما لا نرضاه بأهلنا فإن غيرنا لا يرضاه بأهله فعلينا أن نكون منصفين.و اتقوا الله و يعلمكم الله

سوريا
ADIB
2012-06-12 10:46:04
وسائل الدفاع غير متوفرة الان ؟؟؟؟
وسائل الدفاع ضد القنابل الجنسية غير موجودة لدينا وهي ترخيص وتسهيل جميع انواع الزواج الموجودة في القران الكريم دون استثناء ابدا لذا فالقنابل الجنسية سوف تستمر بالانفجار وتمزق المجتمعات الى ان يطبق شرع الله بالزواج كما موجود بالقران وليس كما يروج عليه المشايخ وكهنوت الاسلام وسوف تنتشر الدعارة والعلاقات الجنسية بشكا جهنمي وسوف تصبح المراة سلعة رخيصة يتقاذفها الرجال من اجل متعتهم ؟؟؟؟؟؟

سوريا
عبده
2012-06-12 00:12:10
وا أمتاه
مقال رائع ..شكرا للطرح الراقي.. و نتمنى كما انت..ان يلقى هذا الكلام اذانا صاغية.

سوريا
إيليفا
2012-06-11 16:53:01
رائع
سلمت يداك وجزاك الله كلّ خير

سوريا
سورية
2012-06-10 23:03:57
عفة
سلمت يداك لما كتبت.. أكيد هناك آذان صاغية كثيرة ...

سوريا
صيدلانية سورية
2012-06-10 20:59:22
الحياء شعبة من الايمان
ما أجمل هذه الكلمات يا سيد أيمن ... ليتنا كلنا نطبقها في حياتنا ... فوالله لم يظهر البلاء ولم يظهر الغلاء إلا بقلة حياء النساء... ووالله إن الاكتئاب الذي يعيشه أفرادنا إنما هو بسبب زيادة الشهوات والأهواء إلى حد الجنون ولن تنفع مضادات الاكتئاب في العلاج .. إنما مضاد الاكتئاب الوحيد هو التقوى .

سوريا
راتب البورداني
2012-06-10 14:38:52
العدل
تمثل روح العدالة بقول الرسول الاكرم صلى الله عليه واله وسلم: (عامل الناس كما تحب ان يعاملوك )ولنسأل كل من يطلب ذلك اترضاه لامك ولاختك ولبنتك ولزوجتك /غاية العدالة ان تعامل الناس كما تحب ان يعاملوك والمصلحة الحقيقية للمجتمع في السمو بالسلوك انما الامم الاخلاق ما بقيت فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا نشكر الكاتب لمشاركته القيمة وحرصه على ثروتنا الاخلاقية بين الامم

سوريا
قارئ
2012-06-10 14:04:42
مقال هزيل
مع الأسف لم أجد الأفكار أو المتعة أو الحلول في هذا المقال الذي لا يرتقي إلى كونه مجرد نسخ لإحدى قصص التاريخ التي مللنا منها ... اعذرني على صراحتي لكن الحلول لم تعد بالاساليب التقليدية لأن ما نعيش فيه غير تقليدي وبرأيي التسلط وفرض ما يدعى قوانين الأديان الآن هو ما يوصلنا إلى نقطة الانفجار

سوريا
سامح
2012-06-10 10:00:21
نحن ما عم نلحقه هو عم يلحقنا
المشكلة صديقي الكاتب انه حتى اذا ابتعدت عن المثيرات الجنسية هي بتلحقك.. بتقلب بالتلفزيون وبتحط على قناة "محترمة" بطلعلك منظر لدعاية بثيرك، بتسكر التلفزيون بتفتح نت بتلاقي اعلانات او مواضيع رئيسية بتثيرك، بتفتح سيريانيوز بتلاقي زاوية اسال مجرب كلها اسئلة جنسية وعاطفية.. بتمشي بالشارع بتلاقي الصبايا بالشيال وشب وبنت عم يعانقوا بعض او يعبطوا بعض او مشنكلين بعض... يعني وين نروح بحالنا؟

سوريا