syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
قوتنا بتنوعنا...بقلم : عادل حسين علي

التنوع في أي مجتمع هو غنى وإثراء لهذا المجتمع إن أحسن استغلاله ووبال عليه إن لم يحسن استغلاله ألا ترى معي أن جمال الحديقة بتنوع زهورها وأشجارها فبئس الحديقة التي لا تنبت إلا نوع واحد من الشجر وبئس المجتمع الذي ليس فيه إلا لون واحد من البشر


 فالعيب ليس بالتنوع بحد ذاته بل العيب إن لم نحسن استغلال هذا التنوع كالأرض إن أحسنا زراعتها فسوف تنبت لنا حصادا وفيرا وخيرا من الورد والقمح والعطاء وان لم نحسن زراعتها فلن نحصد إلا شوكا وأنا إن شاء الله متفائل بأننا في سورية الحبيبة متحابون ومتسامحون بالرغم من اختلافنا في قومياتنا أو أدياننا أو طوائفنا ومشاربنا 

 

فأنا شخصيا والله على ما أقول شهيد لي جيران عرب ومسيحيين وأكراد ...الخ نزور بعضنا البعض ونحب بعضنا ولم نشعر في يوم من الأيام بأـن الاختلاف في الدين أو اللغة قد يكون عائقا لمحبتنا فالأديان واللغات والاختلافات وجدت ليتعارف الإنسان ويستفيدوا من تجارب وخبرات وأفكار بعضهم البعض وبالتالي لعمارة الأرض وفقاً للأمانة التي حملها الإنسان والتي ذكرها الله عز وجل في قوله تعالى
 (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا)


 فعلينا إذن أن لا نخجل أو نخاف من إظهار اختلافاتنا بل العكس تماما علينا أن نفتخر بتنوعنا واختلافنا وليس بخلافنا وعنصريتنا فالكبت والإنكار لا يكون أبدا الحل بل هو المشكلة بعينها فالخوف على الوحدة الوطنية لا يبرر أبدا الظلم والحفاظ على النسيج الاجتماعي لا يعالج بالإنكار والإقصاء والحل يكون بالمواطنة والعدالة الاجتماعية بحيث يكون لكل مواطن حقوق وعليه واجبات وباحترام خصوصياتنا ولا فرق بين مواطن ومواطن إلا بالعمل لخير الوطن

 فالله عز وجل يقول(ولو شاء الله لجعلكم امةً واحدةً) ولكنه عز وجل أراد الاختلاف فعلينا تقبل ذلك واحترامه فهكذا تربينا وهكذا سوف نبقى إن شاء الله وما يسمى بالحرب الأهلية في سورية سوف لن تحصل أبدا بإذنه تعالى فأنا أؤمن بالثالوث المقدس ( وحدة سوريا – السلم الأهلي – احترام التنوع )
 

2012-06-13
التعليقات