syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
رسالة مفتوحة لنايلة تويني... بقلم : سامر عوض

جاء السفير السوري بلبنان ( السيد علي عبد الكريم)، ليعزي بوفاة (غسان تويني) يوم إعلان وفاته ب(8-6-2012) فإنسحبت حفيدتيّ تويني، وأخو زوجته الأولى الوزير السابق (مروان حمادة)، وقد قال الأخير، للسفير عبد الكريم: (أنت شخص غير مرغوب به هنا).

هذا موقفُ عهرٍ... سوريا بنظرهم: احتلت لبنان، وقتلت جبران.


أ‌-    احتلت لبنان: ألم يدخل جيش الإنقاذ السوري سنة 1975، إستنادَا لطلب الرئيس اللبناني (الياس سركيس) الذي كان تويني مبعوثه الشخصي لواشنطن يومًا ما.

ب‌-        احتلت لبنان: ألم يُسأل الرئيس اللبناني (الياس الهراوي) في كتاب "عودة الجمهورية من الدويلات إلى الدولة"، (مّن جدد لك)، فأجاب: (الروح القدس)، فسُئل: (ومَن إختارك؟)، فأجاب: (الروح القدس) وعندما سُئِل: (مَن الروح القدس؟) فأجاب: (سوريا). وأَليس الكتاب إصدار دار النهار! أَم أنكم تريدون أن ترجع تلك الحقبة، وتلك النبرة من الخطاب، وقد إحتجيتم على التعامل السوري الندِّي لكم (سفارة-تمثيل دبلوماسي-علاقات ثنائية).

 

ت‌-        احتلت لبنان: لماذا أجرى الصحافي (جبران تويني) يومًا ما مقابلة مع الرئيس الراحل (حافظ الأسد)؟! إن لم تكونوا معترفين بسوريا كدولة (نِد).

ث‌-        احتلت لبنان: ألم تستعمر فرنسا لبنان... أَم أن الفرنجي برنجي. وأَلَم يستقطبها إليه البطريرك الماروني (الياس الحويك). أليس الحويك كسركيس، هذا إذا نَحَينا السبب، فهو مناطقي بالأول، ووطني بالثاني.

ج‌-  احتلت لبنان: هل كان من الممكن أن يكون لبنان لولا سوريا، وخصوصًا مسيحيه.. لا أعتقد. لا بل المنطق، والوقائع، والوثائق تؤكد ذلك. ولولا دخول سوريا لإنحلَّ لبنان؛ بسبب حروبكم على أرضكم.

 

ح‌- احتلت لبنان: يقول (جون كيندي): (لا تسأل ماذا يقدم لك وطنك، بل ماذا تقدم له). في مجلس الشعب السوري اعترف الرئيس (بشار الأسد) بأخطاء القوات السورية العاملة في لبنان، ولكن هل اعترفتم بأخطائكم تجاهه، ومعه. هل قرأتم ما يكتب سياسيكم عن تلك الحقبة، في مذكراتهم، وذكرياتهم.

خ‌- قتلت جبران: ما الدليل؟ بشهادة المحكمة الدولية، التي عُقِدَت بالرغم عن أنف لبنان، والتي قدَّمت لنفسها أكثر مما للعدالة، فإن التعاون السوري معها ممتاز بحسب قولها. أَم عندكم دليل آخر.. لماذا لا تعرضوه. (البينة على مَن إدعى) وما دليلكم على إدعائكم؟!

 

د‌-   قتلت جبران: قال الرئيس (بشار الأسد)، في مقابلة له مع ال(bbc) سنة 2005: "لماذا نقتل شخص يكتب ضدنا منذ خمس وعشرين سنة، بعد خروجنا من لبنان؟!". أي ما المصلحة السورية من قتل شخص يعارضها، وقد إنسحبت من لبنان.

ذ‌-   قتلت جبران: ولماذا حمادة وزير، والمرِّين وزراء ونواب، والخازن، و... أَم أن الموقف يقتصر على العزاء، دون التمنع عن المناصب.

 

نايلة جبران غسان جبران تويني مكتبي: أنصحك أن تعتني بلغتك العربية، بدل إتخاذ المواقف الساذجة، والتافهة. كلمتك في رثاء جدِّك يندى لها الجبين خجلًا، من ناحيتيِّ اللغة، والمعنى. اعتني بالأمر، اتعبي على نفسك بدل إتخاذ المواقف غير المسؤولة. موقفك موقف عهر، فأنتِ أسأتِ لدولة شقيقة قدمت لكم أكثر مما قدَّمت لنا دولتكم.

 

عندما مات جبران، شعرت بالحسرة، كما على كل شهيد.. وعندما مات غسان كتبت:

 

(قلَّ أن يقف الإنسان في المكان ذاته، ليودَّع والده، ثم وبعد ستين عام ولده. أنا في هذه المناسبة لا أدعوا لا إلى حقدِ ولا إلى ذم.. أنا أدعوا أن ندفن مع جبران الأحقاد كلها).
بهذه الكلمات ودَّع ولده الشهيد، مَن نودِّعه اليوم أيوب القرنين العشرين والحادي والعشرين (غسان تويني).


فبعد سماعي كلماته هذه في 14-12-2005 شكرت ربي أنِّي أنتمي لأمة، من رجالاتها غسان تويني. فقد علَّمني طلب دفن الأحقاد عندما يفقد الإنسان فِلذة كبده إبنه جبران، كم صغيرُ هو الإنسان في حَضرة الكبار. فأنا أذكر موقفه النبيل هذا مرَّة بالشهر على الأقل. وأسعى بشكل دائم لوضعه أمامي عندما أتعرض لأيِّ ضائقة، وأشعر بها صغيرة أمام كِبَرِه.

فكثيرًا ما تخلِّف الوردة شوكة، كما في هذه الحالة.

 

2012-06-21
التعليقات