syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
رحلة فضائية...بقلم : فادية الشام

أعزائي المسافرين نحن على موعد معكم في رحلة فضائية فيرجى وضع الأحزمة لئلا يصاب أحدكم بأذى ..


ها قد وصلنا إلى أولى محطاتنا هل ترون هذه الوجوه النسائية الحسناء الرائعة والأجساد العارية إنها تناديك وتهمس في أذنيك بصوت دلع وغنج علك تنسى زوجك وأولادك وترتمي في أحضانهن وتمتع جسدك بما لم تعرفه في حياتك الزوجية وإن لم تعجبك هذه الأجساد فهناك محطات كثر تشبهها فهي تحمل كرت فيزيت مفتوح في كل الأقمار الفضائية بلا رفض ولا حرج ولا إعاقة فربحها وفير وطلابها ومعجبوها كثر .

 

أما الآن فنحن على موعد مع الأرواح الهائمة في ملكوت الله نحضرها ونسألها عن يومك وغدك ورزقك ومتى ستصاب بمرضٍ عضال ومتى ستضحك لك الدنيا وتملأ جيوبك بالآلاف المؤلفة من الذهب والفضة ومتى سيأتيك منكر ونكير لترحل معهما عن هذه الدنيا الزائفة  

 

إن الكوكب الفلاني يقول لك إياك والنقاش مع زوجك لأن المشاكل تحيط بك والقتال محتدم ولا أضمن لك النتائج وغداً إياك والصفقات التجارية لأن القمر الفلاني سيصفعك صفعةً موجعةً بدلاً من الصفقة المربحة , أما في التاريخ الفلاني فالكسوف سيؤثر عليك سلباً فعليك أن تجلس في سريرك ولا تغادره البتة حتى لا تتفركش وتنكسر وقد أعذر من أنذر وإن لم تصدق فاسأل العالِم الفلكي العالمي فلان الفلاني لأنه على صلةٍ دائمة مع الكواكب السيارة والواقفة على حدٍ سواء .

 

أما الآن فأرجو أن تتدرعوا بالدروع الواقية لئلا يصاب أحدكم بعفريت طائرٍ أو جنيٍ قذف تواً من الأجساد المرمية أرضاً بلا وعي ولا إرادة .

 

أما إن كنتم من هواة الربح السريع والسهل الممتنع فأعدوا العدة واستعينوا بنظاراتكم السميكة لتعرفوا الفرق بين الصورتين المعروضتين أو اعملوا الفكر والنظر معاً لتعرفوا لمن هاتين العينين وهذا الأنف وهاتين الشفتين وإلا فستخسر من المبلغ نصفه أو ربعه أو كله وستدفع ما في جيبك كله لقاء المكالمة التي غامرت بها بعد أن حولوا لك البحر إلى طحينة - كما يقول إخوتنا في مصر - لتستسهل الأمر وتحلم قبل أن تفجع بفاتورتك وتستيقظ على صوت تلك المذيعة التي تصرخ وتحثك على إعادة المحاولة بعد أن ضوعف المبلغ مراتٍ ومرات .

والآن ما رأيكم في زيارة للأسواق العالمية والماركات المعروضة علكم توفرون تعب المشوار ليصل المنتج إليكم بكل سهولة ويسر وبعد أن تحتاروا أي منتج تنتقون فإذا بمصاريف النقل تجعله أغلى مما تتصورون فتقولون – زيوان البلد ولا قمح الجلب – خلينا على مزمار الحي وإن لم يطربنا .

 

أما إن كنت صديقي المسافر تعاني من السمنة وتريد أن تنقص وزنك بسرعة الضوء فعليك أن تجرب في كل شهر نوعاً من أنواع تلك الخلطات المنحفة التي تزاحمت إعلاناتها على تلك الفضائيات المختصة بمراكز السحر والجمال والرشاقة ولكن لا تنسى أن تكون على اطلاع واتصال دائم بحسابك الشخصي في البنك قبل أن تندم ولات حين مندم .

ما لهذه الصور تسرع وتتلاحق حتى إنك لا تستطيع أن تتبين تفاصيلها ولا ترى فيها إلا حركة وألواناً هل عرفتم أعزائي هذه المحطات إنها محطات الأغنية الحديثة التي تقرع أذنيك بموسيقاها الصاخبة وتؤذي عينيك بحركاتها السريعة فلا تتمكن من رؤية المغنية التي تحولت إلى عارضة أزياء حتى تبهرك بآخر صيحات الجمال والأزياء والرقص فلا تدري ماذا تسمع من ألحان وكلمات ولا تميز تلك الأصوات التي تغيب وتحضر حسب المؤثرات الصوتية المترافقة , إنها دقائق تمضي وتمضي معها الأغنية التي عرضت ليبحثوا عن غيرها وعن تقليعة إبهارٍ جديدة .

هل ترون معي تلك الأضواء التي تتلاشى وتقترب من الغياب .. أمعنوا النظر معي أليست هذه هي الفضائيات السورية التي يحاولون إخفاءها وإسكات صوتها لا لشيء إلا لأنها ملتزمة بالقومية العربية وتحمل عن العرب أجمع ويلات العدو الصهيوني وأذنابه في العالمين العربي والغربي ... وتقف في وجه أمريكا التي كانت ومازالت تحاول خنق كل صوت حر أينما كان مصدرهُ في العالم .

يا لعار العروبةِ والأخلاق والدين إنك لتجد مكاناً واسعاً لكل هذه المحطات التافهة في عالم الفضاء لكنك لا تجد فيه مكاناً لفضائياتٍ ملتزمة بالأخلاق والفضيلة والدفاع عن حقها ووجودها, هل فقد العالم مصداقيته ومثله حتى يسير خلف من يشجع فضائيات الخلاعة التي تخدش حياء كل إنسان وتسكت صوت الحق وهم يعلمون أن الساكت عن الحق شيطانٌ أخرس .

فهل أصبح العالم كله شيطاناً أخرس ؟! ..... لا ..... فلن نعدم الشرفاء الأحرار وسيبقى صوتك مسموعاً يا سورية يوسف العظمة ... سورية جول جمال ... سورية خالد بن الوليد ... سورية صالح العلي ... سورية صلاح الدين الأيوبي ... سورية سلطان باشا الأطرش سورية إبراهيم هنانو ... سورية سيف الدولة الحمداني .

فكلنا جداول تصب في نبعٍ واحدٍ اسمه سورية وأوتارُ تعزف لحناً واحداً اسمه سورية فأي صوتٍ ستسكتون وأي نبعٍ ستردمون يا تجار الفسق والعهر والضلال ..                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      

2012-06-23
التعليقات
له له
2012-06-23 13:45:53
له له
كان المقال حلو بس نزعتيه بالاخر وقت جبتي سيرة الفضائيات السوريات انو بدهن يتسكرو لانن مقاومات وممانعات .. ياريت يتسكرو مشان هالسبب كنا ماحكينا

سوريا