syria.jpg
مساهمات القراء
فشة خلق
كل ما زاد عن حده؟؟؟؟؟ ...بقلم : ماجد غابوب

يقال كل مازاد عن حده انقلب ضده ورأس مثلث الهرم او اعلى نقطه في القمه هي نقطة الالتقاء بين اعلى القمه وبداية النزول ومن تجاوز القمه فانه لن ينزل طبيعيا بل سيهوي من النقطة التي وصل اليها ما فوق القمه ويغدو معلقا في الفضاء لزمن محدود جدا ثم يهوي بسرعة تتناسب مع ثقل وزنه وسرعة صعوده  

 


ولهذا كل ما زاد عن حده ان لم ينقلب ضده تحول الى خازوق والموضوع هنا ليس خوازيق عاديه التي لا يعرف معظمنا انها كانت وسيلة اعدام مؤلمه ابتدعها العثمانيين وهو قضيب خيزران طوله حوالي مترين ورفيع وعلى رأسه قطعه معدنيه مدببه ويتم دق الخازوق في المؤخره ليخرج رأس القضيب من الفتحه بين الرقبة والكتف  من قبل خبير طبي يستغرق عمله احيانا 12ساعه او اكثر حتى لا يموت المجرم بل يبقى معلقا يومين او ثلاثه وكانت مكافأة الطبيب تزداد كلما طال عذاب المجرم او من يتهم ظلما ولكن نصيبه  ان عقوبته دق الخازوق 

 

 وفي ظل حياتنا اليوميه التي نعيشها تختلف انواع الخوازيق  ومن الخوازيق المعنويه  مجاراة الاخرين والتشبه بهم ومسايرتهم ولكثرة المواليد نظرا لارتفاع معدلات التوالد لامم لا شاغل لها سوى الحفاظ على فصيلها من المخلوقات تتزايد مناسبات العائلات من نجاح في الحضانه او في الابتدائيه او عيد ميلاد فلعوص ابن ستة اشهر حيث صارت اعياد الميلاد مرتين او ثلاثه لشدة الحب وربما تتحول الى مناسبه شهريه او يوميه حيث يتم الاحتفال بالدقيقه المباركه التي خرج فيها البطل اقصد الغزال  في نظر امه الى الدنيا ليجترح المعجزات وربما لاتكون الساعة التي ولد فيها الا وباءا ووبالا على عائلته والمجتمع وجميع المخلوقات بكافة فصائلها وتفصيلاتها  

 

ومن العادات المستحدثه ابتداع حمل الهديه في كل مناسبه حيث لا يتوقف نزيف محفظة رب العائله في المراكز التجاريه على هدايا من مختلف الاصناف لكي تتلائم مع المناسبه ومن يسكن في عماره له علاقة مع عشرة عائلات كحد ادني وله من الاقارب والاصدقاء ضعفهم أي ان هناك هديه او اكثر في كل يوم من الشهر دون اجازات  وهناك من الناس المستورين الذين لا تحتمل ظروفهم مجاراة هذا التقليد الذي يمكن وصفه بالاعمى لانه  زاد عن حده حتى تحول الى مصدر فقر وليس تبادل معقول للهدايا لان من الاغراض  ما لا يلزم العائله حتى بعد سنوات ولكنهم مجبرين على السداد  

 

وهناك من يحتفظ بالهدايا التي يحضرها له سين من الناس ليحملها الى صاد من الناس حتى لا يشعر بالاحراج اذا لم تكن ظروفه تسمح بشراء هديه يوميه ولكن العاب الاطفال في اعياد الميلاد التي يجري الاحتفال بها يوميا في احدى شقق بناية لكل اسرة خمسة ابناء واحيانا حفلتين يوميا والالعاب  لكثرتها مصيرها حاوية النفايات للاعتقاد من الاطفال انها مجانيه وهي على ارض الواقع ليست كذلك والفرحه لمن حصل على الهديه والخازوق على جيب رب العائله لانه من سيدفع سداد الهديه بهديه مقابلها وهناك افلام قديمه كانت تمارس فيها راقصات النوادي الليليه الحيلة  عندما ترغب في اصطياد شاب او الاحتيال على صاحب جيب عامره فتبتدع حفلة عيد ميلاد كل يوم كتجاره مربحه  

 

ولا يمكن القول الا انه يجب علينا التفكير جيدا في الاندفاع وراء عادات مستحدثه نتائجها سلبيه لانها زادت عن حدها المعقول حتى صار هدية للزواج وهدية مباركة الحمل وعند البعض ممكن ان يكون هدية طلاق من الصديقات كتهنئه للصديقه التي تخلصت من الوحش الكاسر الذي كان زوجا قبل ايام ولا يمكن الدعاء لهذه الامة الا ان يتسع افقها ليتجاوز سم (فتحة الخيط ) ابرة الخياطه  وان لا تستمر في الحلم بالصعود وهي تغرق لانها تنظر الى انعكاس  رأس الهرم في قاع البحيره ولكنها واهمة انها في صعود ومصره على مواقفها  وقناعاتها حيث نشاهد فتوحات الاندلس على الشاشات ونحن نخرج من ذاتنا كانتماء للجغرافيا والديموغرافيا وغدونا في آخر مراحل الخروج من التاريخ مثل المركبة الفضائية التي تتسارع في دورانها قبل الانزلاق خارج مجال الجاذبيه الارضيه

 

2012-06-27
التعليقات