لعلّ من أهم ما يؤرّق الشعوب والأمم ْ ومن أنبل ما يمكن أن يخطّه القلمْ هو: موضوع عمالة اليافعين والأطفالْ وفي الحقيقة هذا دافعي من كتابة هذا المقالْ , وأعلن من الآن أنني إذا فزت بجائزته سأتبرع بها فوراً وفي الحالْ لأية جمعية أو برنامج يُعنى بهذا المجالْ .
فمن منّا يا أخوة لا يألمْ وفي كبده لا يُكلمْ , لدى مشاهدته لطفل يفترش ببضاعته الطريقْ والبؤس يقطر من قمة رأسه حتى حذائه العتيقْ وعيناه تحدّق بك وتنتظر من الأمل البريقْ .
أما عن الأسباب التي تقف وراء تلك الظاهرة والتي لمعايير تقدم المجتمعات أصبحت قاهرة :
يأتي بالدرجة الأولى الفقرْ : فعندما تصاب العائلة بالضيق والعسرْ , يُجبر الطفل على التسرّب من المدرسة والعملْ ليذهب فيحمل حملاً ينوء عن حمله الجملْ , سعياً وراء لقمة المعاشْ والتي كما تعلمون هي ليست مجانية " ببلاشْ "وإذا سألت أحدهم عن سبب عمله فيقول لك إنها الظروفْ منعتني من العلم وحتى كتابة الحروفْ , فبعدما توفى والدي أصبحتُ وعائلتي بلا معينْ فتلقفني أحد التجار مع بضع أطفال آخرينْ فكان هو يُعطينا البضاعة أما نحن فتحوّلنا عنده إلى صغار باعة , نفترش كل يومٍ الطرقاتْ ونطرق أبواب المنازل والمحلاتْ لنأتي لأهالينا بالقليل من الليراتْ .
ثم يأتي في المرتبة الثانية الجهلْ : والذي يلعب دوراً أساسياً فيه الأهلْ فمن الآباء من ينظر لنفسه على أنه فقط فحلْ , وظيفته الوحيدة في هذه الدنيا هي الإنجابْ والجلوس في المنزل مع الأصدقاء والأحبابْ والتهام الطعام مالذّ منه و طابْ ولا يكترث لمصير أولاده وإذا سألته عن عملهم أجابْ : أنا ربّ الأسرة وهم " العيالْ " ولا فرق عندي أن يكونوا متسولين أو عمالْ , المهم أن يأتوني آخر النهار بالمالْ .
وبذلك يكن هؤلاء الأبرياءْ ضحية جهل وكسل الآباءْ , الذين دفعوا بهم لممارسة أعمال الرجال وفق قوانين السوقْ فأصبحوا عرضة لأنواع العنف والقمع والفسوقْ , وتحوّلوا إلى أطفال شقاء وحرمانْ بدلاً من أطفال ينعمون بطفولتهم في هذا الزمانْ .
وفي المرتبة الثالثة يأتي التفكك الأسري :والذي هو في ازدياد ليس بشكل سنوي بل وشهري , خاصةً مع كثرة حالات الطلاقْ فيجد الأطفال أنفسهم في وضع لا يُطاقْ سيّما إذا مُنيَ أحد الزوجين الراعي لهم بالإخفاقْ , كذلك فإن من الأسباب كون أحد الوالدين منحرفاً أو سيء الأخلاقْ .
_أما عن الطرق الإيجابية للعلاجْ فأفضلها أما اعتمد على برنامج وقانون ومنهاجْ , يُعالج ما تقدم من أسبابْ ويُدخل الوعي والثقافة للألبابْ وفق أسلوب حضاري راقي يكن فعّالاً وللطفل واقي , تشارك فيه المؤسسات الحكومية مع الشركات التجارية والجمعيات الخيرية .
_أما عن الطرق السلبية للعلاجْ فهي لأكثر من ذكر هذه القصة لا تحتاجْ : فمنذ عدة أيامْ وأنا أقود سيارتي وسط الزحامْ , توقفت فجأة عند الإشارة وأمام ناظري وأعين المارة , تقدم من نافذة سيارتي طفل يافعْ ظننته بدايةً متسوّل لكنه كان بائعْ , وعرض عليّ بعض الوسادات الخاصة بفُرش السيارات وما هي يا أحباب إلا لحظات حتى ظهرت بجانبي إحدى " الفانات " , فاستدار ذلك الطفل المسكين نحوها بعكس عقارب الساعة عارضاً عليهم البضاعة , ثم دوّت فجأة إحدى الهتافاتْ " متسوّل متسوّل " لا تدعوه يتمكن من الإفلاتْ , ونزل من ذلك الفان ثلاثة رجال ضخامْ وتحوّل ذلك الغلامْ إلى ظبي تطارده السباع كما في الأفلامْ , وراح يتخبّط بالسيارات من الوجلْ حتى صار أخيراً في قبضتهم مثل فرخ الحجلْ وأخذ يشهق أنفاسه التي تباطأت على عجلْ وخفت عليه صراحةً من دنو الأجلْ .
ورحتُ أسأل مذهولاً ثم أسألْ : هل يُعقل يا سادة هل يُعقلْ ؟؟؟ هذا البائع الصغير الذي كان منذ لحظات بيننا يتجوّلْ والذي لم تره عينٌ أنه تسوّلْ , هكذا وبقدرة قادر إلى لص مطارد يتحوّلْ !!!
لازم الدولة تعلمهم صنعة في معاهد معينة وتعطيهم معاشات مساعدة واعانات وبرايي اذا كان العيلة فيها اكتر من تلات اولاد ماتساعد الا التلاتة الاوائل والباقي خلي اهاليهن يتربوا والناس مابتمشي الا بالرص وهيك ناس قلبها مو على ولادها ماحدا مجبور فيها ولازم تتعاقب
دائما سيد ياسر تعودنا على مقالاتك الجميلة وبالنسبة لي بشوف الحل بتحديد النسل لأنه السبب هني الأهل والدولة مومجبورة الواحد يتزوج على كيفه ويجيب على كيفه ويكب ومايعرف يربي وهيي تبتلي والناس تبتلى لانه الولد بهيك حالة مو بس بدو مصاري بدو اهل تعرف تربي وهيك اهالي اصلا مالازم تجيب اولاد وحتى يكونوا بهالشغلة متل باقي البشر وماينحرموا الاولاد لازم يكون في عدد محدد وهاد الحل وبس وبالنسبة للاولاد هدول لازم يتلاحقوا اهاليهن او المسؤولين عنهم ويتعاقبوا واذا كانوا مقعدين او معلولين ومابيقدروا يشتغلوا لازم
مساهمة مميزة ولكن حسب رأيي المتواضع ومعاملتي مع هذه الظاهرة بأن نقف جميعا دون التعامل معهم أو الشراء منهم أو أي شيء يساعد من يستغلهم أن يكونو بهكذا مكان خاطىء لسعادة بعض الاشخاص ذوي أنفس ضعيفة ....أما بالنسبة إلى حاجة الأسرة لهم فهنالك بعض الطرق للوصول إلى حلول من خلال جمعيات خاصة تعنى بهكذا أسر ..ويقع على عاتق الحكومة منع التسول مع أنها ذاهبة بكل الشعب نحوه " راجع المقترحات على الصفحة الرئيسة "هو موضوع يطول شرحه على أي حال شكرا لك نعودنا منك على المواضيع المفيدة
انه موضوع حساس و يحمل في طياته حسرة و لهفة على حال هؤلاء الاطفال و اعتقد ان معالجتك د ياسر جاءت شافية و وافية و اتوقع ان المشرع السوري قد شمل هذه الشريحة بقواعد قانونية تلزم الاهل بالتعليم الاجباري فانا احب ان ادعوه هكذا لاننا بامس الحاجة كي نجعله اجباريا كي نحمي مستقبل وطننا من زيادة اعداد هؤلاء الاطفال الذين يغذون شريحة الخارجين عن المجتمع و القانون فشكري للاخ د ياسر لطرح هذا الموضوع الذي يعتبر كالنزيف الداخلي قاتل صامت للشريحة الفقيرة و غير الواعية من المجتمع
بداية أوجه تحية محبة واحترام للدكتور ياسر المتميز دائما بالمواضيع الهادفة بطريقته المميزة , برأيي دور الأسرة هام جدا وكما ذكرت الصديقة الحمامة البيضاء للفقر دور لايمكن انكاره
ليس بوسع المرء عندما يقرأ مقالاتك يا دكتور ويستمع إلى عظمة وأهمية معانيها وحُسن صياغة كلماتها إلا وأن ينحني لك إجلالاً وتحية وأنا أعلم بأنه لا تزال هناك بعض النفوس المليئة بالحسد والغيرة منك وهم بالنسبة للقراء أصبحوا معروفين وينتهزون فرصة أخذك عهد ( بعدم التعليق ) لكي يوجهوا سهامهم المسمومة نحوك , فاستمر في الكتابة ياأخي فيكفيك فخراً ونجاحاً ما لاحظته أنا بأم عيني وهو أن مقالتك السابقة(أطفالنا : سعداء أم تعساء ) قد اقتبست ونشرت من خلال موقع سيريانيوز لأكثر من عشرين موقعاًومنتدى حول الوطن العربي
استخدام السجع في معظم مساهماتك يحد من امكانية نجاحها لذلك أنصحك أخي الكريم شي منو ولا كلو ثم مواضيعك المطروحة شبعت منها الناس على كل حال يعطيك العافية بالنتظار جديدك
مقالك رائع والموضوع جدا مهم وبرأيي السبب الرئيسي الفقر واذا تمكنت الدولة كمافي دولة الكويت مثلا ان تفرض راتبا لكل طفل منذ أن يولد يحميه له حق طفولته فإن هذه المشكلة ستنتهي
أخي الكريم نعم البؤس والفقر مستشري بشكل كبير في داخلنا (السوري) مما أدى وبكل أسف لخلق نسبة كبيرة من عمالة الأطفال وجنوح الأحداث ولحل هذه المشكلة العويصة يتوجب علينا استئصال المشكلة من جذورها ألا وهي (الفقر) ، أليس من واجب الحكومة البحث عن الأسر السورية والتي هي تحت خط الفقر وانتشالها من مستقبل قد يكون حاملاً الأذى للدولة؟أليس من واجبها إحداث وزارة (كباقي الوزارات المهمة) تعنى بالأسرة السورية وبالطفل السوري بشكل خاص؟ أليس من واجبها إحداث صندوق للأسر الأكثر فقراً؟ (هذا مجرد رأي شخصي)
أرجو ألا تؤثر فيك سهام الحاسدين المسمومة كتلك التي تتخفى بإسم لاذقانية ولكنها معروفة تماما .. هي وصاحبتها الدكتورة في البرتغال تحياتي لإبداعك وبالتوفيق