لاأعلم كيف علموا
بتوفر مادة الغاز في أحد المراكز،وكيف انتشر الخبر كانتشار النار في الهشيم
.
كنت واحداً من أصحاب الهمّ المشترك ، الذين
تسارعوا ليصطفوا أمام المركز ، مستغرباً كيف اصطفوا بانتظام .
منظر الرتل هذا
جميل ، فالاصطفاف والانضباط لا يُفقِدُكَ
كرامتك ، كما أفقدتك إياها أزمة المازوت السابقة .
ما إن خرج البائع من باب منزله ، حتى فقد الرتل
هيبته وكرامته وتبعثر الحضور ، فبدأ الازدحام ، وبدا المكان أشبه بساحة حرب
.
ازداد الصراخ وعلت الأصوات بأنواعها ، الرجالي
والنسائي والولادي ، فلم تعد الكلمات واضحة ومفهومة .
الجملة الوحيدة التي تمكنت من قنصها كانت
:
سعر الاسطوانة سبعمائة ليرة ………
اقترب أحدهم ونَقَدَ البائع خمسة آلاف ليرة ثمناً
لخمس اسطوانات .
توقف البائع عن البيع ونادى :
أصبح سعر الاسطوانة ألف ليرة .
بدأ الجدال بين البائع وأحد المشترين …
حلف الشاري ألا يدفع أكثر من خمسمائة ليرة ثمناً
لها ، فيما حلف البائع طلاقاً بالثلاثة ألاّ يبيعها بأقل من ألف ليرة .
أقسم الشاري أن يشتكي للتموين ……
أجاب البائع : روح بلّط البحر …….
بسرعة البرق انطلق مسرعا ليوصل شكواه إلى الجهات
المختصة ، ما إن اشتم مراقب التموين رائحة الغاز ، حتى عاد مسرعا معه إلى مركز
التوزيع .
في الطريق المختصر ، تذكّر مراقب التموين تأنيب
زوجه المستمر لفقدان الغاز من منزله .
استذكر كيف أعاده فقدان الغاز ـ كغيره ـ عشرات
السنين إلى أيام مواقد الحطب .
عاد بمخيلته إلى موقد الحطب في حديقة منزله
.
تذكّر كيف تعذب حتى استطاع تأمين الحطب ، بعد أن
ضيّق مخفر الحراج الخناق ، وعاد إلى تنظيم الضبوط بحق جامعي الحطب .
تخيل كيف سيعود إلى منزله رافعاً شارة النصر بيده
.
تذكّر كيف سيستعيدُ مكانته أمام أهل ضيعته ، بعد
أن لاموه ، حين فضحه الإبريق المسخن على موقد الحطب .
تذكّر مكافئة زوجه، بعد أن حرمته متعة الليالي
الحميمية .
اصطفت السيارة بعد أن ابتعد الحشد المتجمهر
.
جاء الحق وزهق الباطل …..
شدّ البائع بقوة مصارع من يده ….. وانفرد به
.
أعلمه أن ضبطاً قد يُنظّم بحقه ، بعد أن تقدم أحد
المواطنين بشكوى شفهية ، وأنه كان قد تعهد للمواطن ، بـفقعه ضبط من تحت كعب الدست ،
يُنسي بائع الغاز اسمه ، وأنه سيلزمه بالبيع عالتسعيرة .
من الباب الجانبي لمركز التوزيع ، حمل مع أبنائه
ثلاث اسطوانات غاز ممتلئة ، وأودعهم في صندوق السيارة .
عاد بائع الغاز، فيما واصل نباحه ……
ياشباب صار سعر الاسطوانة بـ 1500
ليرة .
على الهامش
الحمدلله لم يتم تصوير المشهد ، فقد كان مادة
دسمة للقنوات المغرضة ، بإضافة بعض المؤثرات الصوتية .
السقيلبية 1-7-2012
حلوة كتير القصة بس نزعتها بالاخر عم تقول مادة دسمة للقنوات المغرضة ؟ يعني مو هي الحقيقة مو هيك بيعمل رجل التموين ؟ انت عم تشتري الغاز باقل من 1500 ياصديقي الفضيحة الها ريحة مابتقدر تتخبى والاهم من هيك في كتير ناس مابيحبو يشوفو الحقيقة ع المحطات الفضائية لان الحقيقة بتخرب مشاريع النهب واحتلال النفوس . عرفت ليش بيقولو مغرضة لانها بتفضحهن وانت اكدت هالحكي هون بمجرد كتابتك لاخر السطر.