syria.jpg
مساهمات القراء
شعر
على متن سفينةٍ عربية...بقلم : عقيل العاقل

و أنا في رحلةٍ بحرية

على متن سفينةٍ عربية

فإذا بامرأةٍ استوقفتني في صالة الطعام

تغلب عليها ملامح عبرية


قالت: هل أنت عربيّ

قلت أنا عربيٌّ سوريّ

و أمي من جذور ٍ فلسطينية

 

قالت: كيف تركتَ الشام

قلت: يحومُ حولها شبحٌٌ غريب

قالت: وهل مثلكم يؤمنون بالأشباح

قلت: وهل من طبعكم النباح

 

قالت: نحن نؤمن بالقوة العسكرية

و عندنا يقوم عليها مخططون بارعون

و خبراء للقارات عابرون

فماذا عنكم

 

قلت: نحن قومٌ بالحكمة فائضون

و حقُّ الرد يوماً ما هو اختراعنا المجنون

و أشباحنا معاني ثورةٍ

تراكمت و أفرزتها السنون

و القائمون علينا

بالإصلاح أفكارهم ارتوت

و بالمقاومة أياديهم اكتوت

 

قالت: و لكن كيف عرفت أنَّني عبرية

هل عندكم في الوطن العربيّ تقرؤون الهويَّة

و تتدارسون الأصول والجذور

أَم أنَّكم صحوتم بعدَ ليال ٍوليال ٍ

من تغييب أفكاركم

و تقزيم أعمالكم

و سلب أموالكم

و اغتيال أعلامكم

و أنا أتساءل

هل بدأتم عصر الصحوة

و انتهت عصور الغيبوبة و الفتور

 

قلت:هل نظرت في المرآة

هلَّا تدارستِ معي علم اللغات

لتعرفي:

أنَّ زادنا هو المقامرات

بين قضيَّةٍ مركزيَّة

و صهيونيّةٍ عبريَّة

و شرابنا هو الدماء الطاهرة الزكية

و جامعاتنا تذخر بالمجسمات العبرية

و موادنا تطغى عليها ملامح أعدائنا

ليأتي اليوم الذي أكتشفك فيه

و على السفينة اسمك أرويه

 

و بعد كلِّ هذا تستغربين

و عليَّ بالسؤال تلحين

قالت: يا لسرعة البديهة

يا للصنعة البديعة

و تدرسون علم الفرائس أيضاً

إذاً لماذا لا تتبوؤون بين دول وشعوب العالم منزلةً رفيعة

و لماذا يسونكم دول العالم الثالث

 

قلت: و بكلِّ وضوح

نحن في زمن الآفات الوضيعة

و عقولٌ مغيَّبة تنوب عنها أيادٍ صريعة

و حصار أسطوليّ حول بحارنا الغنيَّة بالثروات

 

و لكن اطمئني

لا بدَّ للأشباح أن تعيد لنا البياض

و تطهرنا من أفكار ٍ سوداوية

لنسود الخارطة الدوليَّة

 

2012-07-09
التعليقات