مضى على (أزمتنا) سبع عشرة شهراَ , خلفت الآلاف من القتلى والجرحى والمشردين , و الآلاف من البيوت المنهارة , الحكومة تتهم المعارضة ومن يدعمها , والمعارضة تتهم الحكومة والنظام , والطرفان يتبادلان التهم وإطلاق النار , والمواطن وسط هذه المعمعة لا حول له ولا قوة , وعليه وحده دفع فاتورة هذا الصراع العقيم , من دمه وماله وأمنه وأعصابه .
لقد قلتها من قبل وأعود وأكررها ولن أكل أو أمل , إن هذا الصراع لن يوصل لشيء , فلن يحقق الأمن الذي تسعى الحكومة لبسطه , ولن تغير حال مضى عليه عقود , ولن يكون الحل إلا بالحوار السياسي - السوري –
أقول وبصوت مرتفع الآن نحن المواطنون السوريون , قرفنا , تعبنا , كفا.
نحن الذين يقولون عنا الرماديين أو المحايدين , أو الملعون أفطاسهم , لا نطلب حرية لأننا ولدنا أحراراَ , ولا أحزاباَ لأننا ننتمي لحزب سوريا الأم التي تضمنا وتتحمل عبثنا وطيشنا.
لن أتكلم عن المعارضة ومن ورائها , ولن أتكلم عن الحكومة والنظام , ولكن سأقول للطرفين وأرجوا أن يسمعني الجميع لأننا إذا لم نصح فسوف ندخل النفق الذي لا يمكن لأحد أن يعرف نهايته , ولن يكون هناك سوري رابح صدقوني .
سبعة عشر شهراَ لا ثورة نجحت ولا إخمادها نجح , فإلى متى ؟
متى تنتهي هذه الميلودراما السخيفة ؟
إن الأزمة نالت الجميع , الناس هجرت من بيوتها أو هدمت عليها , وتوقفت أعمالها ومصالحها , وأنفقت مالها ودموعها , ودخل الحزن كل بيت .
وحذار.... لأننا بعد الآن لن نسمح لأحد أن يتكلم عنا أو يتاجر بنا وبدمائنا وبلقمة عيشنا , ولا أن يشردنا عن بيوتنا أو يحجز حريتنا ليعبر عن حريته بقوة سلاحه , كفا ....كفا.
الآن نقول للجميع عليكم أن توقفوا هذه المهزلة وعليكم كسوريين بالحوار الجدي لما فيه خير البلد والمواطن
وإلا سوف ننزل إلى الشوارع حاملين لافتات – لا للعنف – ولن نقبل بأي منكم .
فعليكم الآن أن تخلوا شوارعنا من حواجزكم و دباباتكم , وأسلحتكم , وشعاراتكم الهزلية , لكي ينتهي هذا المزاد على الدم السوري عبر وسائط الاتصال ووسائل الإعلام .
نحن نرفض شريعة الغاب التي تتحاكمون لها , ونرفض أساليبكم الثورية و الأمنية , نريد أن نعود لحياتنا (مثل البشر) نريد بيتا نأوي إليه , ونريد مالا لنشتري طعاما نأكله , أو أن نعود لمنازلنا ولحياتنا الطبيعية لنعمل وندرس , ونصلي في جوامعنا وكنائسنا.
أيها السوريون نريد أن نسمع فقط مدافع العيد , نريد أن تعود الابتسامة لشفاه أطفالنا , والأفراح لديارنا , هل هذا كثير ؟
اول مقالة بعلق عليها لأني حسيت انها يلي بقلبي لاللعنف لاللعنف وانا حاكون من المشاركين برفع اللفتات من اجل إيقاف العنف