syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
هل سورية عصية.. على محاولات تقسيمها... دويلات.. وأقليات... بقلم : د.م

 - لم تتوصل الأمم المتحدة إلى اتفاق بشأن التعريف للأقليات.. ومن الدراسات والبحوث التي قدمت في هذا الصدد لإيجاد تعريف للأقليات ما قام به الخبير القانوني "(Jules Deschênes : الذي حدد الأقلية.. بأنها «مجموعة قليلة العدد من المواطنين .. وبالرغم من أنهم ينتمون إلى هذا المجتمع إلا أنهم لا يستطيعون السيطرة أو الهيمنة عليه.. ويتميز هؤلاء عن باقي أعضاء المجتمع باختلافات عرقية أو لغوية أو دينية)".


 - فالمجتمعات العربية تتصف: بالتـنوع الديني والمذهبي.. والقومي واللغوي والثقافي.. ولكنها جميعاً قابلة في الوقت ذاته للاندماج ..ولعل النموذج "اللبناني" في تطرفه هو الذي يقرع ناقوس الخطر..و ضرورة البحث عن حل جذري.. علماني وديمقراطي لكل أطياف البنانين للتخلي عن الطائفية ونبذ المذهبية السياسية والتستر وراء استغلال الدين .. وقد خطت سورية في طريق الاندماج الوطني..الاجتماعي خطوات متقدمة.. بل إن سورية عصت على محاولات تقسيمها إلى دويلات لأقليات مذهبية أو عرقية.. في زمن الاستعمار .. واستعصت بعد ذلك على محاولات العبث بوحدتها الوطنية.. حيث يمكن اعتبار حقوق الأقليات احدى  دعائم حقوق الإنسان.

 

- في الحقيقة هوية الدولة التي تحدد بصورة نهائية إمكانية الاندماج الوطني.. والاجتماعي أو عدم إمكانيته.

فالدولة الدينية والدولة الاستبدادية.. لا تتيحان أي فرصة للاندماج.. بخلاف الدولة الوطنية أو الدولة القومية.. التي لا يمكن أن تكون وطنية حقاً وقومية فعلاً.. ما لم تكن علمانية وديمقراطية في آن واحد

 

  - إن المجتمع القابل للنمو والتطور هو المجتمع الحر.. ولا يكون المجتمع حراً إلا حين يكون جميع أطيافه أحراراً..

إن حل مسألة الأقليات في سورية حلاً علمانياً.. بفصل التستر وراء الدين والمذهبية عن السياسة ..وحياد الدولة حياداً إيجابياً .. وعلى نفس البعد إزاء جميع الأديان والمذاهب والأيديولوجيات السياسية.. العلمانية.. وديمقراطياً بتحقيق المساواة بين جميع المواطنين أمام القانون.. وبتحقيق العدالة الاجتماعية بوصفها الصيغة العملية للمساواة.. وبإطلاق الحريات العامة....

 

- أن مسئوليات نجاح سياسات التعايش والمواطنة.. تقع علي عاتق جميع المكونات الوطنية.. وبشكل أخص علي عاتق الأخ الكبير (الأغلبية ) .. ووسط المجتمعات العربية والإسلامية.. تعيش مجموعات متنوعة من الأقليات التاريخية  العرقية والدينية والقومية.. التي ساهمت في تقدم وتطور الحضارة الإسلامية.. والدفاع عنها وقت الأزمات والشدائد.. ولكن الآن بعض هذه الأقليات تعاني من التهميش والإقصاء.. الذي  بعضه متعمد و منه غير مقصود.. ولكن هذا لا يخلي مسئولية (الأغلبية ) من ضرورة تدراك الأخطاء والظلم .. ومعالجة الخلل قبل انفجار الأزمات الطائفية والعرقية.. وذلك عندما يستغل الطرف الخارجي  هذا الخلل ووهم وتضخيم الظلم الواقع علي الأقليات.. ويبدأ في نشر سمومه وآفاته القاتلة التي سوف تنخر في جسد الوطن والعيش المشترك للأمة العربية والإسلامية.. لتفريق وتمزيق وتقطيع أوصال الأوطان ..وفق شماعات وفزاعات الديمقراطية.. وحقوق الانسان.. والأقليات..كما حدث في العراق وتقسيمه الى كانتونات مذهبية..وفدراليات عرقية..لتحقيق ديمقراطية وحرية تشكيل المذاهب...وشفافية صناديق الاقتراع.. في تقسيم العراق وفق محاصة طائفية وعرقية..وتحت وصاية غير عربية.

 

 -نعم مانشاهده على ارض الواقع تجعلنا نشك ونندهش .. أن بعض أطياف ومكونات فسيفساء العيش المشترك  في سوريا أم  لكل السوريين يبتزون ويستغلون ثورات ربيع الاصلاحات الديمقراطية.. ضاربين بعرض الحائط حق العيش المشترك والمواطنة.. وحتى نقل سوريا الى جديدة  تعددية..بعمل صفقات غير وطنية وغير تشاركية بالمحافظة على وحدة سورية أرضا وشعبا ..حتى مع كلا الطرفين معارضة وسلطة..  عاملين الى الانفصال و الانقسام عن المجتمع السوري ..وفق ماحدث في بعض المناطق السورية  ذات الأغلبية الكردية.. رغم نيتهم الطيبة..فهذا  اجراء غير مبرر.. يتجاوز ويقفز فوق الخطوط الحمر للمواطنة والعيش المشترك.. وحقوق جميع ا طياف المجتمع السوري في التواجد والعيش والدفاع عن اي بقعة في الوطن.. وليس انفراد واستحواز فئة اوحزب ...ان المشلركة السلمية نحو سوريا ديمقراطية تعددية لايتتطلب رفع اعلام انفصالية ..ولا وضع حواجز ولا أعلام الوانها انفصالية  ولا الاستقواء  بمسلحين يتكلمون لغة  لايفهمها حتى السوريين أصحاب الأرض الوطنيين !!..     

 

 - نعم إن أطياف سوريا أغلبية وأقليات.. لاتبيع أوتساوم عن وحدة أراضيها..وعيشها المشترك.. مقابل سلطة او كرسي حكم..  ولن تسمح لأحد عمل صفقات مشبوهة  لتقسيم  وتفتيت سوريا.. الأم الحنون لجميع السورين.. باسم شماعات الفدرالية  وفزاعات التعددية وحقوق الأقليات المزيفة..واستفتاءآت الانفصال الضالة ..عن الوطن الأم سوريا التي تتسع لجميع السورين وحتى حاملي الجنسية السورية..ولا ترضى أبدا.. أن يقال عن احدى طوائفها بأنها: اقلية وخنجر غدر مسموم مدفون تحت الرماد...لوقت العوزة ولزوم التقسيم والانفصال مهما سمت الحجة والميررات...    

    نعم نحن مع احفاد القائد صلاح الدين.. والمناضل ابراهيم هنانو.. وكل أطياف الأقليات الشرفاء الوطنين.. في المحافظة على وحدة اراضي وشعب سوريا..أم لكل السوريين "لهم مالنا وعليهم ماعلينا"...

 

2012-08-15
التعليقات
فراس دومط
2012-08-16 13:00:11
موافق وبشدة
يسلم تمك، وياريت مشاركتك تتوزع و تنتشر بصورة اكبر

الإمارات