syria.jpg
مساهمات القراء
خواطر
رد - رسالة إلى مؤيد من محايد...بقلم : الدكتور

أيها المؤيد مازال لديك أمل في تغير الصواب الذي هو وبرأي الأغلبية القصوى باطل باطل باطل ، ومازال لدي أمل في أن أغير وجهة نظرك  لتكون على الحياد بأقل تقدير. فما زلت تستخدم هذا الكلام المنمق الذي يستخدمه جهابذة المتحدثين في أروقة وزارة الخارجية والحجج الخارجة عن الموضوع الأساسي للممثل في بلاط الأمم المتحدة ولكنه المبطن بكلمات ثقيلة لا تكسر الميزان فحسب وإنما القبان.


يا أيها المؤيد سأجاريك بهذا المناقشة وأوافقك بأن مستوى عصر الظلام العربي فاق عصر ظلام أوروبا بسنين ضوئية، ولكن أقول لك أن تقدم الأمم الأُخرى والتخلف (العلمي) الحاصل عند العرب قد تم بهجرة العقول العربية على مدى أجيال من بلادها التي قد رزخت لعقود تحت منظومات عفنة إلى بلاد الله الواسعة.

 

فأنت عندما تنعت الشعب بانه لا يقرأ لمجرد أنه ربما لديك مكتبة حافلة بكتب البرمجة اللغوية والإدارة واستاذ مريم نور اوشو، فهذا لا يعني أنك ترى الشمس في وضح النهار. حتى أنني أشك في أن توصيف وتعريف الشمس لديك هو ذالك النور الذي ينبعث في كبد السماء ليضيء بنوره كل ما يقع عليه وأن ألوان الطيف الناتجة عنه هي ليست أبيض وأسود، وإنما هي ألوان متعددة مختلفة ولكن مهما اختلفت تبقى مُكمِلة لبعضها البعض وتتعايش مع بعضها البعض وعند تمازجها يولد النور الوضاح.

 

عندما تتحدث عن ما يجري في العراق الآن فإنه لم يكن نتاج ثورة وإنما كان نتيجة احتلال، وهذا الاحتلال قد زرع وسقى بذور الاختلاف القائم على التعصب والكراهية والحقد المصبوغ بالأحمر.

أما ليبيا ما بعد أسد الصحراء  فلم يعرف التاريخ من انجازاتها إلا بأنها صحراء خاوية على عروشها تطفو على بحر من الثروات الذي اجتره الغرب برعاية تلك المنظومة العفنة التي ندعوا الله انها ذهبت دون عودة.

لانختلف حين نقول أن كافة أرجاء وزوايا الوطن العربي قد رضخت للحاكم ولعقود طوال، وماذا كانت النتيجة؟

 

النتيجة كانت بأن تأتي أيها المؤيد  "تقرأ وتفكر وتحلل ومن ثم تستنتج" ثم "تتحفنا بانك تشك ولن تقتنع" إلا بأننا أمة لا تقرأ وتستنتج كما فعل دارون أننا من نسل القردة المتوحشة، لا بل أصبحنا أحط من الحيوان بالقتل واستباحة دم الأخرين.

إن الرسول العربي المبين خاتم الأنبياء والرسل والذي اُنزِل عليه القرأن بلسان عربي مبين قال: بأنه لافرق بين عربي واعجمي إلا بالتقوى. وبهذا نسف مقهوم القبلية والقومية وكافة المصطلحات القائمة على تفريق بين الناس.

لكن الخبثاء مستشاروا الملوك والرؤساء على مدى العصور عرفوا أنه ليتم الحكم والاستبداد لابد من ارساء مفهوم السوقة والعامة، المختار والعبيد، العرق الآري وغيره، إلى أن تطور المفهوم ليصل إلى الحزب وباقي الشعب.

 

إن مفهوم الحزبية النخبوية قد وضعت التباين والاختلاف بين كافة الألون والأطياف تحت المجهر وجعلت ذلك التباين غير متساوي كما هو في الحالة الطبيعية. لقد اصبح للحزبي مميزات عن اخيه غير الحزبي ضاربين عرض الحائط الخبرات والكفاءات واخلاق العمل ومدى اتقانه، ومن هنا انتشر مفهوم اللا عدل والمحسوبيات والقبليات وأصبحت الانتماءات لأشخاص، وذهب مفهوم المواطنة على اساس الجماعة من محبة وايثار إلى مفهوم الشخصنة المتعصبة الأنانية والحقد والاحتكار.

 

يأيها الؤيد لقد جعلت من الجيش النخبوي أهلي وأقربائي وجزء لا يتجزا مني، وكل ماهو دون ذلك فهو مجهول المصدر والهوية. بالله عليك أهذا كلام معقول.

يأيها المؤيد إنك ترى حالات فردية من هنا وهناك على جور وظلم فئة لاتُذكر ممن ينتسبون لهذه الثورة الكبيرة لكن هذا الحراك هو حديث العهد مقارنة ب50 عام من التاسيس لمجتمع لم يعرف فيه عدل.

 

يا أيها المؤيد لا تبني تحليلاتك وتستنتج المستقبل بناءً على معلومات ماهي الا نظرية.

أيها المؤيد  لقد اهترأت السفينة لم تصل بنا حتى إلى قبرص، لقد اهملها طاقمها على مدى 50 عاما فنخرها الصدأ حتى أمست قشرة من الطلاء الزاهي والذي تساقط عند هبوب أول نسمة ربيعية.

يكفي الالتفاف والغزل والدوران على مغزل خائلي، لقد غاب العدل واستبيحت الحرمات، وسيبقى هناك حراك ضد الظالم كائن من كان جيش حر أم جيش غير حر.

 

أيها المؤيد لنترك الفروع ونبحث في الأصول، فهل يستوي تباين واختلاف على قتل وسفك دماء؟ اعتقد أنك ستوافقني أنه لا مجال للمقارنة فمهما اختلفنا فإنسانيتنا لن تسمح باتخاذ قتلنا بعضاً لبعض عذراً إلا في حالة واحدة...وهي انعدام الأخلاق والضمير. فلنُحكم ضمائرونا وقلوبنا وعقولنا ونبحث عن أصل المشكلة ونعالجه، أما الفروع فيمكن المعالجه بقصها بسهولة.

 

في النهاية لايصح إلا الصحيح، إن من نعرفه الآن لم يعد يجدر الثقة به، ومن غير الممكن أن نرضى بأن نغزل على انيابه مستقبل أبنائنا، إن طائرات الميغ ناهيك عن الدبابات والمصفحات والراجمات والتي كانت مركونة لحين الحاجة اليها في الدفاع عن الوطن والشعب قد استباحت اجواء مدننا وقرانا، هذه المدن التي من المفترض أن تكون المدن المحرمة عن كل طامع وغاشم وقاتل ومستعمر قد دُنِست شوارعها باثار المجنزرات الفولاذية ولوثت سمائها دخان نار القذائف. ولكن هيهات اطمئنك واطمئن كل من هو مؤيد ويرى النور على أنه لونان فقط، بأن غول التجزئة لن يدخل على أقدم حاضنة للحضارات قد عرفها التاريخ وسقوط جدار الممانعة لن يسقط بوجود شعب أبيّ. فما يحدث الآن هو مسح للغبار عن الرفوف لسنوات قد خلت. ولقد حان الوقت لفتح ذلك الستار حتى يدخل نور الشمس ونخرج من ذلك الظلام ونعود للقراءة من جديد.

 

2012-09-21
التعليقات
عمر
2012-09-27 15:47:00
مرور
الحياد هبة الطبيعة لأصحاب النفوس الضعيفة

سوريا
مؤيد آخر
2012-09-27 15:46:19
اسمع
أخي المحايد ، أـخي الرمادي ، كلنا محايدون لكن حين يغسل الدم شوارع الوطن ويحتنق الناس بحرقة القتل فلن نكون سوى سوريين لامكان للحياد والناس تقتل باسم الدين والطائفة والمذهب لامكان للحياد حين يخرج عليك شخص أرعن ويفجر نفسه بحجة الشهادة وأنا باختصار مع المعارضة ضد الفساد وصوب تحقيق العدالة وأنا مع الجيش ضد العصابات والجيش الحر وكل سوري شريف يجب أن يكون كذلك وإلا فهو مجرد أحمق

سوريا
من مؤيد
2012-09-26 18:02:58
رد4
يوجد فرق يا محايد بين المعارضة لنهضة الدولة وبين المعارضة لتدمير الدولة عندما تتعلق الأمور بتخريب دولة وبناء ومؤسسات واقتصاد تبنيه هنا المحايدة تصبح مثل الشك أشد من الكفر أخيرا .. سأنتسب لمدرستك الفكرية في الوطنية ان اعطيتني ضمانات . تحقق لي الحرية والديمقراطية والعيش الكريم وتحقق لأبنائي وظائف .. وتحميني من التطهير الطائفي وتثبت بانها موضع قدرة لاسترجاع بيت المقدس أحد مقدساتي الدينية في حال سقوط النظام ... اعطني هذه الضمانات ...لأحمل الان بندقية

سوريا
من مؤيد
2012-09-26 18:01:35
رد3
عام 2007 مين أين أتت تلك الناس الؤيدة .. هل تقتنع بان الأمن أجبرهم ووبأن معظمهم من أبناء المدارس.. ثم من ضحك عليك وقلك في حرية وديمقراطية بالعالم .... لك الحرية أبعد بكتتتير عن تفكيرنا .. والديمقراطية ... أحرف مصفوفة ... والعالم قائم على القوة وعلى شريعة الغاب ....... يبدو أن فقاعات الاعلام وبانادول الجرائد قد طبع لك تلك الرؤية ...

سوريا
من مؤيد
2012-09-26 18:00:55
رد2
ولك حبيبي لتكون مفكر اذا سقط النظام جماعة أصلاحك رح تستلم .. ليكا مصر شو صار بثورتها .. قرون والدولة الأوربية ناضلت حتى وصلت للدولة المدنية .. ومصر الان قامت على دولة دينية ... تأييدي يا سيدي لا يصب في شخص الرئيس انما في فكره ربما قمعي ولكن يمكن مناقشته .حتى لو وصلت ا لأمور لتغيير النظام

سوريا
من مؤيد
2012-09-26 17:59:46
رد1
كلامك على عيني وعلى راسي ... والحقيقة أقول لك أنني من أشد المعارضين قبل الأزمة .. ولكن عندما أرى معارضة عارضت بقتل وتفجير وحرق الموؤسسات وتهييج الطائفية وخطف المدنيين وذبح ع الهوية عن أي معارضة عم تحكي وعن أي مستقبل عم تحكي ...

سوريا