syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
السلطة الخامسة نشر أو حجب ... بقلم : فيصل سرور

من المفارقات التي أحدثتها الثورة المعرفية الرقمية أن البنتاغون هو أول من طوّر الانترنيت للتواصل العسكري السري بهدف السيطرة على العالم عسكريا فأصبح الانترنيت متاحا بل وحقا للجميع في بلدان أوربية متطورة.


 وتدور الأيام ليتحول الانترنيت سلاحا في وجه من اخترعه وطوّره وذلك عندما بدأ موقع ويكيليكس الخدمة الفعلية في بدايات عام 2007 وأعطى لأي كان من أي مكان الحرية في الدخول ونشر الوثائق والأفلام التي يمكن أن تفضح الانتهاكات لحقوق الإنسان و خروقات القانون الدولي فبدأت بدولة كينيا وفظائع اقتتالها مرورا بفساد سياسيها وانتهت بـ 400 ألف وثيقة حول الفضائح التي ارتكبت في الغزو الأميركي للعراق .

ورغم تعرض مؤسس ويكيليكس الاسترالي جوليان اسنغ للملاحقة القانونية بأميركا واستراليا (لدرجة وصلت إلى تلفيق تهمة اغتصاب فتاة قاصر إليه) فإن هذا الموقع قد قام بشن حرب فضائية حقيقية على طغاة الأرض وعلى كل من يتحكم بالمعلومات وتسريبها ونشرها لعامة الناس وإن كانوا يحاولون ولا يزالون يحاولون طمس هذا الموقع وجندوا له أبرع الهاكرز لاختراق الموقع وضربه.

 

 وكلما تعددت أساليب الحجب تفنن المبدعون بفتح آفاق جديدة للالتفاف على حجب المعلومة وهكذا دواليك فهي معركة أبدية بين إشاعة أو نشر المعلومة وبين حجبها وإن كنت أتحدث عن موقع عالمي وحدث دولي فلأعود وأتحدث بشكل وطني ومحلي فلدينا في سورية مئات المواقع الوطنية القوية والمقروءة ولكن ما أأسف له هو التعليقات والمداخلات التي تتم عليها فإلى الآن لم يستطع موقع وطني أن يمنع نشر مداخلة تسيء إلى أشخاص كثيرين ومنهم اعتباريين وللأسف أيضا يتم وضع  تعليق باسم شخص للإيحاء بأنه هو من قام بالتعليق بالوقت الذي يكون فيه هذا الشخص المنسوب له التعليق لا علم له به , مما يسبب له إزعاجا وإحراجا ويجعله يتابع المواقع ويراسلها وينذرها ويشتكي عليها ليدحض تلك الافتراءات والمزاعم التافهة التي إن دلت على شيء فإنها تدل على حقد دفين أو حسد قوي أو نفسيات مريضة تريد الضرر والإضرار بالآخرين وبسمعتهم , وقد علمت أن هناك مشروع قانون تتم صياغته حاليا لتجريم هؤلاء المعلقين المنتحلين أسماء شخصيات معروفة أو أسماء وهمية ومحاكمتكم وصولا إلى معاقبتهم عقوبة رادعة لأمثالهم ومانعة لأفعالهم .

 

وأخيرا نستطيع القول أنه ظهر إلى الوجود مصطلح جديد هو السلطة الفضائية وهذا المصطلح قد شاع وانتشر استعماله في كافة أنحاء العالم ولغاته الحية الأمر الذي أصبح منشأ لسلطة خامسة إلى السلطات الأربع التي عرفتها البشرية وهي السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية والسلطة الرابعة صاحبة الجلالة الصحافة فهاهي سلطة جديدة تفرض نفسها بقوة لا تقف أمامها أسوار ولا موانع مدججة بسلاح الانترنيت وممتشقة سيوف التكنولوجيا إنها السلطة الخامسة السلطة الفضائية .

 

2010-11-27
التعليقات