syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
البحــث عــن الشبيــه والنقيــض ...بقلم : ريما الزغير

 أشخاص كثيرون يفكرون برسم صفات معينة لشريك الحياة من الشباب والفتيات سواء كانت هذه الصفات شكلية بالدرجة الأولى أي تتعلق بالمظهر أم صفات أخرى تتعلق بالطباع معتبرين هذه الطريقة نوع من التفكير المنطقي والعقلاني لبناء حياة زوجية مدروسة ومخطط لها بينما نرى فئة أخرى من ال لا يبالون بهذا الأمر ويتركون الأمر للصدف غير معتمدين على فكرة الشبيه أو النقيض وبين هذه القناعات وغيرها كان لنا هذا الاستطلاع في الآراء...


خير الأمور أوسطها

رند 29 عاماً "مهندسة" تقول : "عندما قررت الارتباط تزوجت من رجل يشبهني ببعض الصفات ويختلف عني بالصفات الأخرى وبرأيي الشخصي هذا هو المقياس الحكيم للاختيار الأمثل وعلى سبيل المثال أنا بطبيعتي عصبية وسريعة الاستفزاز جدية ومنطوية اجتماعياً بعكس زوجي تماماً الذي يتمتع بطبيعة هادئة ويتصف بالصبر والتعقل إضافة إلى أنه يعتبر رجل اجتماعي من الدرجة الأولى لما يتمتع به من روح النكتة والدعابة أما عن نقاط التشابه بيني وبينه فهي أساسية فنحن الاثنان معاً نسعى إلى تحقيق طموح علمي ومادي مميز وإنجاب أطفال لتربيتهم تربية صالحة وفق خطوات متفق عليها نسعى دوماً لمناقشة جميع الأمور التي تخصنا لنتشارك بأخذ القرار النهائي الذي يرضي الطرفين وهذا كله يجعل حياتنا سعيدة ومريحة".

 

التشابه أفضل حتى لا أضطر للتأقلم مع صفات جديدة

 

ريم 25 عاماً "طالبة" لها وجهة نظر مختلفة: "أبحث عن شريك يشبهني والسبب بسيط جداً وهو أن أكون قادرة على فهم طباعه التي ستكون نفس طباعي تماماً وبالتالي سيكون سهلاً علي إيجاد الأسلوب المحدد للتعامل مع زوجي لأحقق التفاهم بيني وبينه والذي يعتبر حجر الأساس في الحياة الزوجية حتى أني أفضل شريكاً يشاركني هواياتي وبالتالي لا أكون مضطرة لتغيير نمط حياتي هذا التغيير الذي تتحدث عنه المتزوجات دوماً ويعانون الكثير بسببه وبقناعتي الشخصية أن كل إنسان على وجه هذه الأرض سواء امرأة أم رجل مستقل عن غيره بشخصيته وطباعه وقناعاته الخاصة به ومن غير الطبيعي أن تغير المرأة طباعها من أجل إرضاء الرجل لتحقق زواج ناجح في قالبه الخارجي وفاشل في مضمونه والعكس صحيح أيضاً أي على الرجل ألا يتفاءل بأنه سوف يغير من طباع حبيبته بعد الزواج لأنها قد تجامله في بداية الزواج ربما من شدة حبها له لكن بعد فترة ستبدأ الخلافات والمشاكل فالطبع كما يقولون يغلب التطبع حتم".

 

الخداع كبير قبل الزواج ولا يظهر الإنسان على حقيقته

 

رولا 27 عاماً "صحفية" تقول : "الزواج هو أمر مقدس غير قابل للغش أو التلاعب لكن ما أصبح دارجاً في أيامنا الحالية يختلف كثيراً عن هذه المبادئ حيث ازدادت نسبة الطلاق بشكل ملفت للنظر والسبب الرئيسي هو أن الرجل يقدم على الزواج مرتدياً ثوب الحمل الوديع والفتاة ترتدي بدورها ثوب الملاك الطاهر لتخلعه بعد مرور شهر العسل ويزول القناع وتبدأ معاناتها مع شريكها الذي بدأت تظهر عيوبه المكنونة أيضاً ويصل الاثنين معاً إلى طريق مسدود ألا وهو الطلاق بغض النظر عن كون هذين الزوجين متشابهان أم مختلفان عن بعضهما يكفي ابتعادهما منذ البداية عن نقطة الوضوح والصراحة".

 

التناقض أفضل كي يتحمل كلانا الأخر

 

د. عادل 33 عاماً : "برأيي الشخصي التشابه بين الزوجين له إيجابياته وسلبياته كما هو حال الاختلاف وليس لأي منهما قاعدة يبنى عليها موضوع الزواج الذي كان وما زال حتى يومنا هذا موضوعاً هاماً يتطلب قراراً مصيرياً والقاعدة الصحيحة هي استفادة كل من الزوجين من إيجابيات التشابه والتناقض بينهما في خلق التفاهم وبناء أسرة سعيدة بكل المقاييس، لكني كرجل له تجربة وخبرة في الحياة أقول أسوأ ما يقع على الرجل أن تكون المرأة سيئة وبلا عقل حتى لو كانت حسناء فاتنة لأنها عندها ستكون امرأة متخشبة وبلا جاذبية أو شعور".

 

م. رامي 28 سنة : "أبحث عن فتاة تناقضني بالطباع وتشابهني بالقناعات وطريقة التفكير فأنا نوعاً ما أعتبر نفسي شاباً غريب الطباع عصبي جداً وحساس وأحياناً مزاجي لذا أسعى للزواج من فتاة صبورة وعقلانية وذكية قادرة على التعايش مع طباعي واستيعابي لكي تعمل على تخفيف حدة هذه الطباع أما في حال تزوجت بفتاة عصبية ومزاجية مثلاً سأكون دوماً مستعداً لنشوب المعارك عند أي خلاف أو اختلاف في وجهات النظر وهذا لن يحقق أسرة متوازنة وأنا أعتقد أن الذكاء العاطفي عند الرجل أو عند المرأة هو الذي يلعب الدور الأساسي في هذا الموضوع ويساهم بالاختيار الصحيح أو حتى أحياناً الاعتماد على الحدس والإحساس القوي بالزواج من شخص ما سواء كان شبيه أم نقيض".  

 

التعامل الطيب يغير من حدة أسوأ العيوب

 

السيدة سوزان 47 سنة تؤكد أنه ليس هناك ما يسمى البحث عن شبيهي أو نقيضي فالزواج هو أولاً وأخيراً نصيب مكتوب عند الله عز وجل إضافة إلى أن الحياة الزوجية بحد ذاتها تدفع المرأة والرجل معاً نحو التغيير وأحياناً يكون تغييراً جذرياً بحكم المسؤولية والالتزام إضافة إلى توفر عاملين هامين في حياة كل إنسان ألا وهما الأمان والاستقرار العاطفي ليتجرد كل من الزوجين من القلق والتوتر وهنا تظهر شخصيتهما الحقيقية كما أن التعامل الطيب بين الزوجين قادر على تغيير حدة الطباع وأسوأ العيوب لتحقيق هدف واحد مشترك هو خلق السعادة الزوجية وتربية أولاد صالحين.

 

يشبهني أم يختلف عني ليس مهماً.. إذا أحببته سأتزوجه

 

غرام 35 سنة "مضيفة طيران" تقول : "أنا لا أفكر بهذه الطريقة لأني لا أبحث أصلاً عن شريك حياة وأترك الأمر للصدف لأنها أجمل وحتى عندما ألتقي بشخص صدفة وأحبه وهو أيضاً يحبني وتتطور العلاقة ونتعرف على بعضنا أكثر أوافق على الزواج منه إذا تأكدت من مشاعري تجاهه ومشاعره تجاهي سواء كنا متشابهين بالصفات أم مختلفين لأن الحب هو الذي يجعلنا نتأقلم مع بعضنا فيما بعد وأحياناً يكون الاختلاف بالطباع بين الزوجين أفضل من التشابه فإذا كان الاثنين انفعاليان بصورة كبيرة مثلاً لن يتوصلا إلى حل مشاكلهما أبداً بهدوء وعقلانية لكن بنفس الوقت التشابه قد يكون مشكلة فإذا كانت هي من ال المتفائلين في حياتهم وهو من ال المكتئبين دوماً فإنها ستعاني الأمرين معه لذلك أقول أن التأقلم مع الشريك قد يكون هو الحل الوحيد في هذه الحالة لأن من المستحيل أن يغير شخص ما طباع الشخص الثاني خصوصاً إذا أحبه ولا يستطيع التخلي عنه وكما تقول الأغنية "ارضى بالنصيب ترتاح بالحبيب" لماذا نحن كمجتمع شرقي نفتقر لإمكانية تقبل اختلاف الأخر عنا إنها مسألة جداً إيجابية أن نتعايش مع هذه المشكلة إذا كان الحب موجود".   

 

لا شبيه ولا نقيض.. العزوبية هي أفضل حل

 

د. سالم يقول وهو يبتسم : "أنا لا أعاني من هذا الموضوع أبداً كما يعاني الآخرين لأني منذ سنوات طويلة قررت عدم الزواج ويحسدني الكثير من أصدقائي المتزوجون على هذا الخيار الصحيح فالرجل يريد من المرأة أن تفهمه وتريد هي منه أن يحبها وهذا هو منشأ الخلاف بين كل زوجين كما أن سحر المرأة ليس بما فيها من صفات بل بما في الرجل من ضعف لذلك أنا أسير على قاعدة عش ملكاً ومت عبداً وحيداً أفضل من أن تعش عبداً وتمت ملك".

 

ومضة:

أجمل ما يحدث في حياتنا هو ما يكون بفعل المصادفة، ولا مفر من الاعتراف أن الخيبات الكبرى تأتي دوماً عندما نفرش سجاداً فاخراً لاستقبال السعادة!!   ;

2012-10-11
التعليقات
سالم
2012-10-28 12:33:32
جملة‏ ‏موفقة
ان‏ ‏اضافة‏ ‏الجملة‏ ‏الاخيرة‏ ‏للمقالة‏ ‏اعطى‏ ‏المقال‏ ‏رونق‏ ‏،بالرغم‏ ‏من‏ ‏ان‏ ‏طريقة‏ ‏مقالاتك‏ ‏السابقة‏ ‏كانت‏ ‏اوضح‏ ‏واغنى

سوريا
يامن أبو هايلة
2012-10-13 09:16:58
...
في كل يوم أزاد اعجابا باسلوبك الدائم التطور وافكارك الخلّاقة. دمتي وقلمك بألف خير

الإمارات
ابن الخمري
2012-10-12 18:07:40
إعجاب بالمقال
أهنئ الكاتبة على جهدها الرائع و الاستقلالية في البحث والاستطلاع أتمنى منك يا ريما أن تيفدينا بمقال يتحدث عن نسبة العنوسة بمجتمعنا . من أهم الآراء التي وردت في استبيانك هو رأي السيدة سوزان 47 سنة . خلق السعادة الزوجية و تربية أولاد صالحين .. بس الله يستر ما يطلعلنا ماجستير الهندسة العاطل عن العمل .. ويزيد . " أولاد صالحين يخرجون مظاهرات فيقتلون و يقتلون " تحية و شكر لك ريما الزغير .

سوريا