من يرى نفسه من وجهة نظره "صغير" "وغير مؤثر" وأعماله ونتائجها لن يتعدى تأثيرها عتبة منزله ، وهو محق فى ذلك .. فكل ما تعتقده عن نفسك يشكل واقعك ويصنع المحيط الذى حولك ؛ ولكنه أيضاً يؤثر فى واقعنا ويغير وجه عالمنا أيضاً.
أن تأثيرك علينا كتأثير الفراشة وهى نظرية فيزيائية شهيرة أكتشفها عالم أرصاد أمريكى اسمه " إدوارد لورينز " تعرف بنظرية " تأثير الفراشة " ، وتنص هذه النظرية على أن أي فعل أو حدث "أول" تقوم به وبالرغم ما يبدو من بساطته في الظاهر يولد تأثيراً كبيراً ؛ إذا ينتج عنه سلسلة متتابعة من النتائج والتطورات المتتالية والمتواترة والمترابطة مع باقى الأحداث فى الكون ؛ وقد يتطور هذا التأثير تطوراً هائلاً وغير متوقع و ينشأ تأثيرات ضخمة والتى يفوق حجمها بمراحل حدث البداية... وفي شرح هذه النظرية جملة شهيرة جداً تقول) : أن رفـّة من جناح فراشه في نيويورك .. قد تؤدي لزلزال عنيف للغايه في اليابان في غضون بضعة سنين).
لو أنك ذهبت يوماً لمساعدة رجل مريض ومسكين وأعطيته مال لشراء الطعام والدواء ؛ بفعلك هذا تكون قد حميت أبنه الكبير من الإنزلاق لهوة الجريمة ؛ لانه كان ينوى الذهاب اليوم لسرقة شقة أخيك لتوفير الدواء لوالده وتوفير الطعام لأخوته الصغار ؛ ولو لم تكن صدقتك هذه أتت فى هذا الوقت بالذات لكان الولد ذهب لشقة أخيك ولربما أكتشف وجوده أحدى أبناء أخيك فإضطر لضربه وإحداث عاهة مستديمة لديه وأصبحت أسرة أخيك مكلومة لوجود ولدها طريحاً للفراش ولضياع مستقبل ولدها ؛ وتأثرت الأم بمرض إبنها فإصيبت بمرض مزمن ؛ وأهمل أخيك فى عمله لرثائه لحال ولده وزوجته فطرد من العمل ؛ وأصبحت عائلة أخيك فقراء لا يملكون ما يسدون به حاجتهم ويعتمدون على المساعدات الخارجية من الأهل والأقرباء ؛ وضاع مستقبل باقى أطفالهم .. وبعد فترة اكتشفت الشرطة مكان الولد الجانى الذى أحدث العاهة بولد أخيك ويحكم عليه يالسجن لمدة طويلة ؛ ويفقد أبوه المريض ولده الوحيد القادر على إعالة أخوته الصغار ؛ وبالتالى يشرد الأطفال ويضيع مستقبلهم أيضاً ، وتزيد الجريمة فى المجتمع لعدم وجود عائل لكل هؤلاء الأطفال وتضطر الدولة لصرف مبالغ كبيرة وهائلة لزيادة الأمن وزيادة كادر الشرطة لإحتواء الجرائم .. وهكذا .. أكمل بنفسك لتعلم تأثيرك فى حياتنا.
أن صدقتك الصغيرة تلك والتى تراها "غير مؤثرة" ؛ لولا أنك قمت بها فى هذا الوقت وفى هذا المكان لكانت ضاعت أسر وشردت عائلات وأنتشرت الجرائم ؛ وتحملت الدولة مبالغ طائلة كان من الأولى أن تنفق على تحسين جودة معيشة مواطنيها.
قد تستهين بالقصة ولكنك مؤثر بالفعل فى عالمنا حتى وأن لم ترد ذلك ، أننا نعتمد عليك بالفعل لتـُغيرالعالم للأفضل والأحسن .. من فضلك أعد النظر فيما تتوقعه من نفسك ، كلنا وحدة واحدة لا تتجزأ ما يحدث لك يؤثر على وما يحدث لى يؤثر عليك ، وشئ واحد يجعلنا نحدث فرقاً فى حياتنا جميعاً "عندما تحب لى ما تحب لنفسك وتكره لى ما تكره لنفسك" ،.. وإذا لم تتركنى وتتخاذل عن دعمى ومساعدتى ؛ فأنا بدورى لن أتركك ولن أتخاذل أبداً عن دعمك ومساعدتك ما حييت.
لذا من اليوم لا تستهين أبدا بأى شىء تقوم به فى حياتك .. لا تستهين أبدا "برفـّة جناح منك" والتى من الممكن أن تغير ناس وأحداث وأفعال ويدوم تأثيرها لسنين طويلة وأجيال متعاقبة.
لأنك مؤثر بالفعل فى حياتنا وتأثيرك ممتد فى الزمان والمكان وحتماً سيصل إلينا
وللحديث بقية سطور .. اترك كتابتها لك ولكل إنسان يريد ممارسة إنسانيته وتغيير حياته وحياتنا للأفضل ... سجل سطورك الآن .. سجل هنا فى هذا الزمان وفى هذا المكان ما دمت تشغل حيزاً فى هذا الكون ؛ أجعل حيزك مفيداً ومؤثراً فيما حوله بشكل بناء وإيجابى ، فعمرك محدود وفرصتك محددة وأنت غير ضامن لما يتوافر لديك من وقت لتحدث ما تريد من تغيير فى حياتك وحياة الاخرين .. لذا أبدأ اليوم .. أبدأ الآن .. وتقدم بكل ما تملك لتغيرالعالم لمكان أفضل للجميع ، ونحن نعدك بأننا سنقبل منك " رفـَة جناحك" كما سنقبل أعمالك العظيمة وإنجازاتك الكبيرة .. سنقبل منك كل عمل إنسانى يدفعنا للأمام ولو لخطوة واحدة .. نحن نعتمد عليك فى ذلك الآن.
سجل سطورك الآن !!
أخي الكريم كاتب المقال الرائع والذي ترددت قليلا" عن قراءته ولكن الحقيقة أنه نال أعجابي الشديد وجعلني تواقا" من جديد لفلسفتي الحياتية والتي تنادي بما حملت النظرية الفيزيائية من معان سرمدية أتمنى أن يفهمها الجميع وليس الفيزيائيين فقط . وشكرا" جزيلا" لك.