كنت....

ومن داخلي اشتهي لقاء " مدينتي" التي اعشق والتي اشتقت اليها شوقاً لا يمكن ان اصفه بكل كلمات الشوق والحب في الكون...

ولكن .. شاء الله والقدر .. ان يطول البعاد والفراق.. ويؤجل اللقاء...!!!

فالموت... والاجرام ... والحقد ... اصبح لباس مدينتي الشهباء..

مدينتي التي اعطت كل الناس

واحبت كل الناس ...!!!!... فطعنت واحرقت واغتصبت.! 

بيد المغول والتتار... بيد جاهل احمق... او بيد ظالم اخرق... وبتصفيق لهذا ودعاء على ذاك....

اعترف

اعترف انكم انتصرتم... وبضربة ساحقة قاضية ... ارديتم فيها " حلبي " 

"حلبي" التي كنت اجول في شوارعها ليلاً.. لاغسل عناء اليوم 

"حلبي" التي كنت ارقب من شباك منزلي خلاص الليل من النهار واشراقة يوم جديد ... بحالة من الصفاء .. 

"حلبي " التي احفظ كل حجر من حجار ارصفتها  

"حلبي" التي كنت احتسي بها قهوتي مناجياً الليل ان يطول

"حلبي" التي كثيراً ما كنت احسد نفسي عليها

وكيف لا... وبها كانت لي صرخة الولادة..

وفيها... عرقت وتعبت وبنيت مملكة اغلى من كل الممالك

ومنها ... تعلمت كما تعلم ابي ان النجاح يأتي من طيب الارض، 

واليها... سنعود يوماً طال الزمن ام قصر وان كانت العودة " للتراب" 

حلب يا حبيبتي...

لا تحزني.... لاتتشحي بالسواد.... لا تبكي...

"لأن البكاء على الشهيد حرام"...