بسم الله الرحمن الرحيم
لله درك والشكوى منك أي معتقد لديك
ولله هجرك العقل ودخولك عالم الجهل بقوة ساعديك .
الموجود على الساحة الآن :
فكر يقول : سنغيرك بقوة السلاح ولا يهم باطنك . المهم أن تعلن ولائك لنا ظاهرياً وتنشق عن ولائك القديم . وإلا ........ فالبديل هو السيف وأمير الجماعة والقتل والاغتصاب . بأبشع صورة ممكن أن تتخيلها .
هل هناك أحد ينكر وجود هذا الفكر ؟
وهل يستطيع أحد من الحاضنة أن ينكر ولائه لهذا النوع من الفكر على خلفية طائفية استطاع أعداء الإنسانية زرع بذور فتنتها بيننا كسوريين ؟
عندما أحاور أحد ما حول ما يجري في سورية من أحداث ومتغيرات . يفاجئني مراوغة المناظر عندما تأسره كلمات الحق التي تخرج من فمي بهدوء وثقة كبيرة بما أقول . ولجوئه إلى المناورة الطائفية . كأن يقول ( صرلون خمسين سنة حاكمينا أجا دورنا ) ومثل ( يروح يحرر الجولان بدل ما يوجه السلاح لصدر الناس ) ومثل ( لكن بيجوز من الله قصف الناس العزل والأبرياء هيك بالطيارات ) ومثل ( هدول كفار ما بيعرفو الله ) ومثل .. ومثل .. ومثل .. وهكذا .
ثم يستشيط المناظر غضباً . ويقوم ويقعد ( كأنه يقلد أحد ما ) . ويعلو صوته بالضجيج فوق صوت المنطق والبرهان والدليل . ( وكأنه يقلد أحد ما ) . وأشعر أن الذي يناظرني ليس هذا الجالس أمامي . بل هو ذاك الدجال الذي يخاطب مشاعر الناس الطيبة من وراء الأثير والموجات المرئية .
وقد يزبد فمه زبدا أبيض . وقد يرعد بالتهديد والوعيد . أن يوم الحساب قد أقترب . وقد يلوح إلى أن بشائر النصر على ( النظام ) باتت قريبة جداً . ثم يضرب لي الأمثال بما حدث . للقذافي ولحسني ولبن علي و . و . و .
وأنا جالس أنتظر أن تمر ثورته اللحظية المبنية على الغضب واللامنطق . ولما أعاود الحديث معه يصم أذنيه ويردد ( لا تحكي ما بدي اسمع أنت من جماعة قناة الدنيا والقنوات الوطنية ما بدي اسمع ) . وحدث مرات معي أن قلب طاولة الحوار وقام يجر لحيته المعبأة جهلا ويذهب دون وداع . ولربما هددني بكلماته مرة . وبنظراته مرة أخرى . وهو يهز رأسه ولحيته ترتجف من الغضب .
سؤال : ما الذي أثار صاحبي المناظر لهذه الدرجة ؟
إن كان غيرة على البلد .. فهو جزء مساهم في خرابه . لأن عدم قبول الحوار والمنطق يغلق باب التفاهم والتواصل مع أبناء جلدتنا . وشركائنا في الوطن والهوية السورية .
طيب : وإن كان غيرة على الدين .. فليس لصاحبي التزام ديني أرقى ولا اشمل ولا اصدق من التزامي . ولا يحق له تقييم مستوى التدين عندي بحسب موافقتي لأرائه . بل إن الممارسة العامة والسلوكيات تعطي صورة عن صحة وحجم التدين لدى الشخص .. أليس كذلك ؟ .
( ليس منا من أذى مسلماً ) و ( المسلم من سلم الناس من يده ولسانه ) و ( خيركم , خيركم لأهله ) أليس كذلك .
طيب تهجير الناس : وإحراق بيوتهم والاعتداء على حرماتهم بكل الأشكال . أهذا دين . أهذه وطنية . أهذه ديمقراطية .
سؤال : لماذا كل التهم التي تتعلق بالقتل والقصف والاغتصاب والخطف والذبح على الهوية الطائفية تلصق بظهر ( النظام ) .. ويظهرون الأطراف الأخرى الوليدة على الساحة السورية بفعل الفوضى الأمنية أنها بريئة من هذه الأعمال . رغم تقديم الدليل الحسي والمرئي والمسموع .
لماذا شرار قوم المناظر هم خيار قوم آخرين . ؟؟؟؟؟؟؟؟
عناوين عامة لا بد من ذكرها .
العنصرية ..
الطائفية ..
التخريب ..
السرقة ..
الخطف ..
الاغتصاب ..
هتك الحرمات ..
تدمير البلد ..
إضعاف قوة الجيش ..
فتح ثغور لأعداء البلد للدخول منها ..
الحلف مع أمريكا وإسرائيل ..
تقاطع المصالح مع أمريكا وإسرائيل ..
لماذا كل هذا ؟؟ ..
كم نوع من الجماعات المسلحة بات لدينا . والعالم كله يلقي بقمامته إلى ساحتنا ؟ .
القاعدة ..
جند الشام ..
جبهة النصرة ..
الجيش الحر ..
الميليشيات المسلحة ..
المرتزقة ..
العصابات المسلحة .
الكتائب ..
اللصوص ..
الخاطفون لتمويل العمل المسلح ضد النظام ..
كل هذا في مواجهة الجيش النظامي .
ناهيك عن التقسيمات الأخرى كالتنسيقيات والمجالس والمعارضات .
نكتة لطيفة مؤلمة :
في أحدى وسائل النقل الجماعي حافلة لنقل الركاب بمنطقة زملكا . أوقف حاجز طيار للجماعات المسلحة هذه الحافلة . وصعد أحدهم إلى الحافلة وصرخ بوجه الجميع ( يلا كل واحد يحط ألفين ليرة تعاون ونشاط للجيش الحر ) فقال له شاب صغير . ( ما معي مصاري ) . فالتفت المسلح إلى أميره وقال : أيها الأمير هذا لا يريد أن يدفع . فلما أراد الغلام أن يشرح فرق الالتباس الحاصل بين قوله وقول المسلح للأمير . أتهمه الأخر أنه من أعداء ( الثورة ) وتم إعدامه في المكان بعدد كبير من الطلقات النارية .
نكتة أخرى أكثر إيلاما :
رواها لي شقيق الفتاة الموالي وأسمها ( فلانة ) وهي جميلة جداً .
في منطقة عين ترما بريف دمشق شاب متزوج من فتاة من دوما الشاب معارض ومسلح ويضرب زوجته كل يوم ويهينها ولا يدع طريقة في إذلالها إلا ويستعملها ( على قول شقيقها ) . وفي إحدى المرات اتصلت بنا أختي يقول شقيقها الموالي . وذهبنا ورأينا أثار الضرب والتعذيب على جسدها واضحة جداً فاصطحبناها معنا بعد كسر قفل الباب وأحضرناها معنا إلى دوما .
وعندما علم الزوج المسلح المعارض بالأمر جن جنونه وصار يهددنا على التلفون ولم نلتفت إلى وعده ووعيده . وفي يوم دخل إلى بيتنا مسلحون قالوا : من ( فلانة ) . وقفت وقالت أنا . فأخذوها وعندما حاول والدي منعهم ضربوه بمقبض البندقية فنزف بشدة وكاد أن يفارق الحياة وأغمي عليه لساعات . هنا أخبروا ولدهم الثاني شقيقها المعارض فقالوا له أختك خطفها الجيش الحر .
فحاول مع من يعرف من جماعاته أن يستردها وبعد يومين نجح في ذلك . غير أن أخته كانت تعاني من صدمة نفسية حادة فأثار التعذيب كبيرة جداً على جسدها وهي تمتنع عن تناول الطعام أو الدواء . وكانت تجلس ساعات طوال تحدق في الجدار . لم يمضي على رجوعها البيت يوم واحد حتى دخل مسلحون آخرون وقالوا : من ( فلانة ) . فقال لهم أهلها : البارحة رجعت من عندكم عن طريق الأمير ( فلان ) ! . والشيخ ( فلان ) فقالوا : نحن غير جماعة ونحن حلقة ثانية . هؤلاء كانوا حلقة أولى .
وأخذوا الفتاة من جديد وعاود الأخ المعارض أعماله لاسترجاع أخته . فوصل أخيراً إلى أمير الجماعة وكبيرهم وكان في مسجد ( ........ ) من منطقة عين ترما . فقال له الأخ المعارض وكان بصحبة أحد الوجهاء عندهم : أيها الأمير أنا معارض ومعكم ودمي على كفي فداء ( للثورة ) وأريد أختي ( فلانة ) . فقال الأمير وهو يجلس متكئاً على وسادة وبهدوء وطمأنينة . ولكني زوجتها أمس للأخ المجاهد ( فلان ) من ليبيا . فقال الأخ المعارض ولكنها متزوجة من فلان وهو معكم . فقال له الأمير : لا هي غير متزوجة ونتيجة التحقيق الذي أجريناه معها أصدق من قولك أنها متزوجة .
وعلى كل حال نحن نلزمها بما ألزمت به نفسها . وهي الآن عند زوجها وإذا استطعنا أن نردها عليكم فيكون ذلك كرماً منه وقد أخبرني العريس أنه تكلف على العرس 300.000 ثلاث مائة ألف ليرة . فقال الأب مندفعاً : ندفعها . فقال الأمير: ونحاول . وهو يبتسم . وأمرنا بالانصراف لكثرة مشاغله ومعاودة زيارته بعد يومين حتى يشبع منها عريسها . وبعد يومين جئنا ( هذا المأفون ) الأمير( حسب قول شقيقها ) . فرد علينا أختنا وكانت حالتها قد ساءت أكثر. وذلك بعد أن دفعنا له المبلغ المطلوب .
في الطريق إلى البيت تعلقت أختي بيد أبي بشدة وقالت لوالدي : و بصوت مرتجف ( أبوس أيدك اقتلني .. لقد اغتصبوني جميعا يا والدي ) وفي المسجد .
هذه نكتة دامية برسم ( الثورة و وأدعيائها ) ..
ولا سلام في الختام إلا للقوم الشرفاء الكرام
أسد الله الغالب 22/10/2012 م الساعة الثالثة فجراً .
عندما ترى العقلاء بجانب والجهلاء بجانب .. تعرف نفسك الى اتجاه ذاهب .. أن نلف وندور ونزرع الشعير وينبت ورد وفل منثور .. هذا أمر لايصدقه لا عاقل ولا مجنون .. ولن تستطيع أن تحجب نور الشمس بالغربال ...
لماذا تريد ان نصدق النكتة ولا نصدق ما تسميه بالفبركات لماذا لا نضع جميع الادعاءات تحت التحقيق المحايد والعلمي ثم نحكم
القصص المؤلمة التي ذكرت وبغض النظر عن صحتها بكل صراحة وأسى مُتوقعة منا كبشر على اختلاف توجهاتنا ومواقفنا من الثورة. فمع التصدع الذي حدث في جهاز الأمن والفوضى التي رافقت ذلك فإن كل شيء جائز: من سرقة وقتل واعتداء وتزوير للحقائق. كما أن الضحية (الشعب)، عموماً تميل لاستخدام نفس أسلوب جلادها، كنوع من الانتقام. لست بصدد تبرير أية جريمة، لكن الحق يُقال، والتحليق في عالم المُثل ليس وقته الآن. ومن الآخِر، لو استجاب النظام لمطالب الشعب لما جرى كل هذا، لكن ثمن الحرية غال. نتمنى الخير لسورية الحبيبة.