ان من يعرف الاديب زكريا قضيب البان عن كثب يعرف مدى رومانسيته المفرطة فقد كان اديبنا يعمل ساعيا للبريد في بريد سيف الدولة وكان مفرط الحنين والشوق واللوعة والحب والدماثة فهو الاب والاخ والعم والصديق لكل من عرفه عن كثب
فقد كان اديبنا زكريا قضيب البان يتجلى بالانسانية اولا وبالانسانية ثانيا وبالانسانية اخيرا وهو مفعم الانسانية والرومانسية هاهو يخاطب حبيبته التي اخذت بتلاليب عقله فيقول
احب خصلات شعرك الذهبي .. احب ترنم ثغرك الوردي
احب قيثارتي عينيك .. والورد في وجنتيك
احبك حتى تصير الدنيا بلاشمس فانت شمسي.. احبك حتى يطبق الصمت فضحكتك شعري وهمسي
فالقارئ لهذه المقطوعة الجميلة اول مايتبادر الى ذهنه ذلك التمازج الجميل لكلمات اديبنا الفذ المتعتقة بالرومانسية فكلمات مثل(شعرك الذهبي,ثغرك الوردي,قيثارتي عينيك,الورد,الشمس ,الهمس) تحمل القارئ ليحلق في فضاء متوج بنجوم متلآلئة حنانا ورومانسية ومن جهة اخرى فمن المثير للدهشة وصف شاعرنا لعيني محبوبته بالقيثارة ففيه من التعبير الموحي بجلبة كبيرة تحيط بموقفه الشعري فكثيرا ما وصف الادباء الاخرين ثغر محبوباتهم بتعابير خاصة بالموسيقى والطرب اما اديبنا قضيب البان فقد انطقت رومانسيته المفرطة عيني محبوبته فجعلتهما تعزفان ارق الالحان واعذبها وهذا يغري القارئ في متابعة بحثه الشيق في أتون رومانسية متأججة يقدمها اديبنا الكبير على طبق من ابداع.
ولا يفوتنا في هذا المجال ان اديبنا زكريا قضيب البان المرهف الاحساس متورط بالرومانسية ويذكر ذلك صراحة فيقول:
تورطت في الرومانسية لاجل عينيك
وليلي اشعلته دفئا على تفاح خديك
فأطفأت المدافئ وغفوت على يديك
فهو يستعيض عن صعوبة الحصول على المحروقات بعد تخفيض دعم الحكومة عنها بالتورط في الرومانسية ليشعل الدفئ على خدي محبوبته وهذا يؤكد ان اديبنا يمتلك الرومانسية من جميع اطرافها فهورومانسي الطبع بحكم روحه المفعمة بالحنان وهو رومانسي التطبع بفعل ازمة المحروقات .
وشاعرنا الكبير قضيب البان كما هو معروف عنه من ذوي الدخل المحدود لكنه ليس من ذوي العزم المهدود فهو يجد في رومانسيته وعشقه الدائم ثروة كبرى فلا ينتقد تقصير الحكومة في زيادة دخل المواطن فيلتفت الى رومانسيته قانعا بان الكلام لا يجدي مع الحكام فيقول
يداي ياحبيبتي قصيرة وعيناي بصيرة
لكني اموت شوقا حين ارى التنورة القصيرة
وان لم يكن في الجيب الادريهمات يسيرة
فقبلة من شفتيك عندي بمليون ليرة
وتتقطر رومانسية شاعرنا وجدا وشوقا وحنينا حينما يذكر محبوبته في دوامه المسائي بعد وظيفته فلا ينسيه سعيه الدؤوب لسد رمقه ورمق محبوبته واولادهما لاينسيه رومانسيته المفرطة فيقول
وانا في المصنع في غرفة الامبلاج
تحضرني عينيك فتحيطني بكل ابتهاج
فأوظب الثياب بسرعة فيزداد الانتاج
وتصير جوارحي قمة في الاصطهاج
وأمام ارتفاع اسعار السلع والخدمات وزيادة الاعباء المعيشية وزيادة الضرائب على المواطن نجد شاعرنا قضيب البان يرى الاوضاع من وجهة نظر رومانسية حالمة فيقول:
عجيبة انت يا حبيبتي وغريبة
فأنت لروحي الدواء والطبيبة
وانت الخدمة المجانية الحبيبة
فلا الحكومة تستطيع رفع سعرك ولا المالية تفرض عليك ضريبة
وهكذا نستخلص من دراستنا المعمقة لشخصية اديبنا قضيب البان ان الشعب السوري بمجمله يمتلك روحا رومانسية حالمة كاديبنا قضيب البان وان لم يعبر عنها شعرا كاديبنا وهذا ما يفسر تحمله لجميع النوائب والاعباء واستمراره بالحياة.
صحيح، وما جرائم الشرف إلاتعبير عن الرومانس والفهم الزايد كمان، إييييه... نن تن تن تننن......تن تن تن تننن . زوركوف
هههههههههه ضحكتني أخر جملة ( أنتي الخدمة المجانية الحبيبة ) فظيع قال وغرفة الأمبلاج قال ههههه أحيي لقلمك الساخر