syria.jpg
مساهمات القراء
خواطر
عـنـد الــوداع ..!...بقلم : غزوان رمضان

 يتساقط الثلج في هدوء ، يكتسي المكان لوناً أبيض ، يتربع القمر في السماء ،

 ليضفي على بياض المكان بياضاً مضيئاً يبدد عتمة الليل و يمنح الزمان رومانسية نادرة


 تصبح معه اللحظة ساحرة أخاذة آسرة تخطف الألباب .

 تقف ريما في منتصف الطريق شبه منهارة ترتجف من البرد تحاول عبثاً أن تخفي دموعها
 

 و قدماها بالكاد تحملها لا تقوى على السير و لا حتى على الجلوس .

 صمت مطبق يسود هذا المساء صمت أحمق و كأن كل شيء تجمد و لا يقوى على الكلام ،
 

 مرت لحظات شعرت كأنها دهر بكامله .

 و أخيراً قررت أن أكسر هذا الصمت و أن أكسر معه شيئاً آخر :

 _ريما أنا آسف يجب أن أرحل لقد أكشفت أني لا أحبكِ فقلبي الآن مع حبيبة أخرى .

 لحظات من الصمت تعود بسرعة لتطبق على المكان و على الأنفاس معاً ،
 

 أدرت وجهي حتى لا أرى مزيداً من الدموع و هممت بالرحيل ،

 و في لحظة أستجمعت ريما كل قواها مسحت دموعها وقفت بكل هدوء و ثقة لتقول :

 _أنتظر و لو لثواني ..

 تشاركا الأنتظار و الصمت الموقف ليصبحا معاً سيداً عليه ، عقربا الساعة يزحفان ببطء
 

 و في الذاكرة تلوح أياماً جميلة قضيناها معاً لكنها لا تشفع و لا تمنع من وداع ..

 و عند الوداع تأخذ اللحظات ملامح الأسى تغرق العيون بالدموع ترتجف الأطراف تتغير الملامح
 

 و .. ينفطر القلب .

 تضيف ريما كلماتها الأخيرة بكل عزة نفس و كبرياء لتقول :

 _أتمنى أن تحبها بصدق و أخلاص كما أنا أحببتك ..
 

 أما الآن ، أرحل فلا أريد أن أراك .. أرحل و الى الأبد ..

 

2013-01-07
التعليقات