syria.jpg
مساهمات القراء
قصص قصيرة
ابو وشاح...بقلم : ماجد جاغوب

استيقظ ابو وشاح وهو يشعر بجسده وكأن كل عضله مفسخة عن الاخرى وظهره مثل لوح خشب صلب وكأن جسده مكسر  واستغرب الامر علما انه ينام في فندق سبع نجوم والفرشه من ريش النعام حيث فضلها على الفرشة المائيه


 وتساءل بينه وبين نفسه عن السر في احساسه عكس ما كان متوقعا حيث قذفته ظروف الالفيه الثالثه  ومتغيراتها  المسماة ربيعا الى وزيرا للثقافه وهو خريج الثالث الابتدائي بالتزكيه ولكنه وجاهه ولسانه بسبعة شعب وقد ساعده سجنه لدى النظام السابق مع الرئيس الحالي  الذي كان نزيل معه في نفس غرفة السجن الذي كان متهما بالنصب والاحتيال في العمل في الدجل و تفسير الاحلام  

 

ولم ينسى الرئيس تعيين اثنتين من النساء من منطلق مشاركة المرأه ولكنهن من نفس طينته حيث كان مجال عملهن التبصير وعلاج عقم النساء ورجعت به الذاكره الى ايام الصبا والطرب باستخدام الشبابه للنفخ فيها لاطراب الكلب الذي كان يرافقه في رعي المواشي  وكان يحرس المواشي عند شعور ابو وشاح بالتعب والنوم في ظل صخرة او شجره على التراب وتحسس ابو وشاح ظهره واكتافه وغادر السرير في غرفته الفندقيه وذهب الى الحمام للتخلص من المواد الصلبه والسائله التي لو بقيت في جسده لسببت له الضغط والالام والمرض

 

ولكنه يرفض التخلص من جهله وحقده ولا زال يفكر في الانتقام من زميل مهنة ايام كان راعيا للمواشي حيث نعته يا تافه وها هو اليوم وزير ثقافه ويقيم في فندق لا يحلم به  زميله وعدوه من ايام الصبا وانتقل في تفكيره الى المدرسه التي امضى فيها ست سنوات حيث كان يعيد الصف الدراسي مرتين ويتم ترفيعه تلقائيا ولازال لايستطيع القراءة جيدا بالرغم من محاولات زملاء السجن تعليمه ابجديات اللغه على اصولها  وهو لا يشعر بالرضا لانه كان يطمح لوزارة التعليم للانتقام من مدرسه الذي كان يضايقه بمناداته (ياطبل ) امسح اللوح وهو كان يتحرك من مقعده فورا لمسح اللوح لانه كان يعرف لقبه

 

 وصباح اليوم التالي مطلوب منه القاء كلمه ترحيبيه  ولكن من كتبها  له لا يعرف ان ابو وشاح شبه امي وهناك جمله ضايقته حيث اقتبس كاتب الكلمه عن المفكر الايطالي غرامشي (النظريه رماديه ولكن شجرة الحياة خضراء ) وهنا تذكر ان ساق الشجره يستخدم لربط الدواب واوراقها لاطعامهن وما هي النظريه وما علاقتها بالشجرة والحياة وهنا احس ابو وشاح بالتعب ولم يجد ابو وشاح ما يريحه سوى قطعة من السجاد على باب الحمام فتناولها وفرشها على الارض بالقرب من باب الحمام وتمدد عليها ليغرق في نوم هانىء لم يحلم به منذ ان قذفت به الثوره الى الوزاره واذا كان فاقد الشىء لا يعطيه فما هو مستوى ثقافة مجتمع وزيره امي ورئيسه مفسر احلام والمستشارين نساء يمارسن الدجل وبيع الاوهام ومؤشر تراجع الامم هو التعلق فيما هو خارج الواقع للهروب من مواجهة الواقع والحقيقه حتى يتمكنوا من فرض تسلطهم على الناس بحرف توجيه انظار وتفكير الناس عن الواقع المرير  

 

 

2012-12-25
التعليقات