syria.jpg
مساهمات القراء
فشة خلق
الافتخــار بالغيــر... بقلم : محمد العلو

يقول المثل العامي: "قالوا للبغل مين أبوك؟.. قللون الحصان خالي!"

وما وراء هذا المثل أمـرٌ لا يخفى على أحد إنه يُضرب بكل من لا يجدُ في نفسـِه ما يستطيع أن يفتخرَ به بين الناس فيبحث عمن يجعل من انتسابِه إليه فخراً له.


فالبغـلُ حين يدّعي الانتسـابَ إلى الحصان ويتباهى به، فإنــه يبني قوله هذا على الإنسايكلوبيديا بريتانيكـا وعلى مراجع علمية أخرى يثـق بهـا كل الوثوق. لكنَّ هذا الأمر بالتأكيد، لا يشـرِّف الحصان أو يسعده أبداً، لأنه لا يرى في انتساب البغل إليه مدعاة للفخر!.. فالحصان يحب أن يكون أولاده كلهم أحصنة، وكذلك أولاد أولاده وأبنــاء إخوته وأخواته أو أبنـــاء عمه.. إنه يريدهم جميعاً أحصنةً    لا بغالاً.

ومن ناحيةٍ أخرى، يخشى الحصان عواقب هذا الانتماء، وله في ذلك وجهة نظر!.. فإذا كان البغل يفخر بانتمائه إلى الحصان، فماذا يمنع الحمار من أن يفخر بانتمائـه إلى البغل أيضاً؟.. ألا يصبح تفاخر الحمار بالحصان آنذاك، تلويثاً أكبر لسمعته؟.. لا بل ألا يخشى الحصانُ أن لا يستغربَ أحدٌ بعد ذلك، أن تقف بعوضةٌ على منبرٍ وتخطبَ في الناس وتقول: أيها الناس.. لقد وقفت اليوم على ذنب الحمار ابن أخت البغل ابن أخت الحصان، وامتصصت بعض دمه فأصبح بيني وبين الحصان قرابة دمٍ!

طبعاً، إن مثلنا هذا، لا يُقصَدُ منه النيل من البغل أو الحمار أو الحصان أو البعوضة؛ لأن هذه المخلوقات        لا تفهم بلغة الأمثال التي يتعامل بها بنو البشـر.. إنها تفهـم بالتدريب أو الضرب (البعوضة بالضربة القاضية فقط)، لا بل ربمـا كانت هذه المخلوقات في هذا المجال، أفضل بكثير من بعض بني البشـر الذين لا يفيدهم لا تعليمٌ ولا ضرب.

هذا المثـل، يقوله الناس في أولئك الذين لا يرون في حاضرهم ما يسـتطيعون أن يرفعوا رؤوسهم به  فيلجئون إلى نبش تاريخهم أو تاريخ جيرانهم أو جيران جيرانهم، علهـــم يجدون فيه شيئاً، يجعلون به من هوانهم عزةً ومن تأخرهم حضارة.. وطبعاً، بما أن المثل عربي، فلا بد أن يكون العربُ همُ فيه بيتَ القصيد.

ألسنا في كل مرة يعيرنا أحد بما نحن عليه من تخلف، ننتفض ونقول: ذاك ابن سـينا خالُنا، وذاك الفارابي عمُّنا.. مِنّـا الخوارزمي ومنا صلاح الدين ومنا الأصفهاني ومنا ومنا!.. ولكن إذا كنَّـا نرى في أبناء أوزبكستان وتركستان وخراسان وكردستان وإيـران فخراً لنا، فماذا يمنعنا غداً، من أن نضم إلى تاريخ أمجادنا، آبا إيبان وموشي دايان؟.. أفليس أحفاد موسى أبناء عمنا أقـرب إلينا وأحق بفخرنا؟

إذا كان السلام يجر السلام والكلام يجر الكلام فإن المثل يجر المثل أيضاً، ولذلك فإن مثلاً آخر ينطبق علينا في هذا الخصوص، ويقول: "مثل أكابر الديماس.. كبار بعين حالهم، صغار بعيون الناس

 

2010-11-30
التعليقات
Roro
2010-12-01 05:44:53
إلى السيد زوركوف
لك عن ايا جامعات عم تحكي وعن ايا تطور صناعي ونزاهة وحداثه وجوده .. وين عايش أنت !!!!

الإمارات
haysamm
2010-11-30 09:55:33
للأسف هذه مشكلتنا
فالبعض يفتخر بعلماء هم أصلا غير عرب ويفتخرون بماضٍ عفا عليه الزمن ولو فعل الصينيون والهنود ذلك وجلسوا يدخنون الأركيلة ويشربون الشاي ويتذكرون تلك الأيام فما كنا سنجدهم على ماهم عليه الآن .. ومن جهة أخرى هناك البعض اللذين يفتخرون بالغرب وبتطوره بينما الغرب لا ينظر حتى إليهم بل هم يريدون فقط نسخ التجربة الغربية ... ولعلك أشرت لنقطة هامة وهي أن اليهود أبناء عمومتنا وهم أقرب من غيرهم من حيث الدم والجينات وهذا ما أثبتته الدراسات الجينية لسكان شعوب العالم

سوريا
abu sarah
2010-11-30 06:40:00
ها انا ذى
لاتقل من كان عمي وأبي..بل قل ها انا ذى,شكرا للكاتب

الولايات المتحدة
زوركوف
2010-11-30 05:03:29
?!!?
مافهمت شو بدك تقول بالتحديد، بجوز قصدك إنو ماعنا حاليا أي إنجازات نتباهى بها، وهذا خطأ. ياسيدي نحنا أسياد الإنجازات ، سجل عندك يا حبيب: 1. انتصارحرب تشرين 2. زيادة الناتج الزراعي بأضعاف وفاضت إلى أسواق دول مجاورة 3. التطور الصناعي الملفت، يا معلم نحناأغلب سلعنا إنتاج وطني وأقسم بالله العظيم أن جودتها تضاهي أفضل الماركات العالمية، يعني عنا هوية إلنا طابع مميز خاص، سجل لقوللك 4. جامعاتنا الأساسية منارات علمية وقمة بالنزاهة والحداثة، لك روووح شوف باقي الجامعات عند غيرنا بعدين تعا حكي..

الإمارات