syria.jpg
مساهمات القراء
قصص قصيرة
الام وطن والوطن ام (ام المجد )...بقلم : ماجد جاغوب

ام المجد  عجوز في الثمانين من عمرها ابنها البكر   استشهد في  احدى الحروب التي لم يعد يمكن احصاءها وابنها الثاني امره ليس بيده ويسكن في الطرف الاخر من الضيعه وقد نسي امه من الاصل لان كثرة الزن على الاذان ان لاقت قابليه تؤتي ثمارها


 وتسكن ام المجد بيت قديم من اللبن مسقوف على الطراز الاسلامي مثل القبة من الخارج ويقع في طرف  ضيعة ضائعه والمطبخ داخل جدران البيت والحمام  في الساحة الخارجيه الصغيره والذي تجد صعوبة في الوصول اليه بعد غروب الشمس وحلول الظلام خوفا من الكلاب الضاله والوحوش الجائعه  ولا يزورها الا بعض الاقارب درجه عاشره من منطلق انساني  وبين الزيارة والزياره اسابيع ولربما شهور  واثاث مطبخها عباره عن  بريموس   (بابور كاز) يعمل بالكيروسين وتكاد انفاسه تنقطع تضامنا مع مالكته لكثرة السواد المتراكم في مواسير التهويه وطنجرة صغيره وصحن مجوف واخر مسطح وتكاد تسقط ارضا كلما حاولت نقل خطواتها او السقوط فوق البريموس  

 

وسريرها عباره عن زاوية في طرف البيت وهو سقف خزانة مبنية من الطين ارتفاع ثلاثة ارباع المتر ومسقوفه بلوح خشبي  على ظهره فرشة صوف قديمه وتشكل غرفة نوم ام المجد التي لا تسمع في الليل سوى نباح الكلاب الضاله واحيانا اصوات مخيفه اكثر لا تستطيع تمييز اسماء  الحيوانات  التي تطلق الاصوات الغريبه اهي ذئاب ضباع ثعالب ولكن المؤكد انها ليست ارانب ولا دجاج  ولا خراف ومن يحضر لها ما تحتاجه راعي مواشي بين جنباته روح انسانيه حقيقيه

 

وفي تصميم خزانة ام المجد التي تنام على سقفها جوارير بداخها باقي امجاد الماضي  قبل وفاة زوجها منذ حوالي عقدين وهي كثيرا ما تتمنى انها سبقته الى القبور ولكنها يد القدر خطفته وتركتها تعاني الوحدة والعزلة والخوف ومحتويات احدى الجوارير  سكاكين ثلمه لا تذبح حبة بندوره وملاعق منها الصدء او المنحني  الذنب  قليلا او  المنحني الذنب  بالمقلوب ومنها المكسور  الذنب وبما ان الصمت الذي يشبه حال القبور  هو سيد الموقف ولا يوجد من يتحدث مع ام المجد من البشر والملاعق والسكاكين مهمله في جارور لا يوجد من يستخدمها من البشر لان بيت ام المجد ليس  لديها ما تقدمه ماديا ولا معنويا في نظر الناس المسيطر على اغلبهم النفاق وليس روح الانسانيه  جرى حوار ساخن بين السكاكين والملاعق حيث كان لكل منها عيوبه والمشترك هو انها جميعا داخل الظلمة ولا تستخدم منذ ان تحولت ام المجد الى ارمله

 

 وسخن الحوار واشتبكت الملاعق الصدئه والمنحنيه والمكسورة الذنب والسكاكين الثلمه  ومع ان ام المجد سمعها ثقيل الا ان صوت اصطكاك المعادن ايقظها من نومها لتسمع اصوات مثل اصوات حرب السيوف التي سمعت عنها عند تحرير صلاح الدين الايوبي للقدس واعتقدت  ان الشياطين احتلت بيتها فاصيبت بالسكته وبعد ثلاثة ايام مر الراعي ووجد الباب مقفلا ونادى على ام المجد وطرق الباب ولكن ما من مجيب فنادى اهل الضيعه حتى لا يتهمه احد بالقتل او السرقه وكسروا الباب ليجدوا ام المجد جثة هامده وبيدها السبحة 99حبه وشاهدين التي لم تكن تفارق يدها حتى وهي نائمه  لانها تغفو وهي تسبح لخالقها  وقد حضر ابنها الحي الميت ليضرب راسه بجدار البيت ويبكي  دموعا لا يمكن تفسير سببها ويصرخ انا كنت مقصرا في حقك يا امي ولكن ما الفائده لان من مات ضميره لن يصحو  مجددا والاموات لايعودون ولا يمكن اعادة عجلة الزمن للوراء واعادة الوالدين للحياة للبر بهما 

 

2013-01-01
التعليقات