قبل ان تغزو الحداثة مجتمعاتنا كان التنقل على ظهور الحيوانات لعدم توفر حتى طرق ترابيه يمكن لعربة بعجلات ان تسير عليها والحل الممكن هو السير على الاقدام او ركوب ظهور الدواب وحيث تنظر القضايا في مركز المدينه التي فيها مباني حكوميه
كان المعني يسير على قدميه ان لم تتوفر الدواب وفي حالات معينه يستلزم احضار شاهد او اكثر الى المحكمه وفي رحلة الذهاب يحرص المعني في احضار الشاهد على اكرامه ويسير صاحب القضيه على قدميه ويركب الشاهد على ظهر الدابه وبعد انتهاء الشاهد اذا كان شاهد زور مقابل مبلغ مالي او تخويف او نفاق او يرغب الشاهد في تنفيس احقاد والانتقام من الطرف الاخر او مساعدة قريبه المعني في احضاره لا يكلف صاحب القضيه النظر في وجه شاهد الزور ويعتبره اداة فقدت فاعليتها ويطلب منه العوده بالطريقه التي تريحه
وان اصر الشاهد على مرافقة صاحب القضيه في العوده فلن يحلم بركوب ظهر الدابه لان التعامل الكريم كان لهدف انتهى ويبرز الوجه الحقيقي وهو قلة الاحترام والتحقير لانه شاهد زور حتى لو كان لصالحه وفي ايامنا هذه في زمن تحول فيه العالم اجمع الى شبكه تنتقل فيها المعلومه او يتم نشر الخبر حول العالم في ثواني معدوده تنامي عدد المتفلسفين والناطقين والناعقين باجر او بدون وهناك ماجورين ومتطوعين تبرعا لنفس اسباب شهادة الزور وتحول الكثير من الناس حتى من لا يعرف كتابة اسمه بشكل صحيح الى محلل استراتيجي او سياسي او عسكري ويطلق احكامه على امور عظيمه وخطيره ببضع جمل ثلاثة ارباعها شتائم وتحريض واستدرار عواطف وتشويه وما يقوله سمعه من هنا
وهناك وتتناغم مع الاحقاد المترسبه في ثنايا جهله ويقدم نفسه او يتم تقديمه على انه ممثلا لقضايا مصيريه لشعب او لامه دون ان يكون له أي صفه حتى في قواميس مناصب تعتبر في نظر العالم مهزله لانهم من اسقطوه بمظله او رفعوه بروافع تكرار اسمه وصورته في وسائل اعلامهم دون أي مقومات وهو بدون تاريخ او تاريخ مزيف وجوهره لعبة ولو كان مظهره انسان لحم ودم ولكن دون جوهر فالدماغ اسود والنفس مخزن فحم واللسان يتحرك لنفث السموم والتفاهات التي تزداد كلما زادت شحنات المال الى محفظته والمهزلة التي تدفع العقلاء الى الضحك والبكاء معا هو عديمي الفطنه ممن يصدقون كل شيء مهما كانت نسبة الكذب واضحة في الخلطه والسر هو رغبتهم في التصديق لانه من طرف يحبونه عاطفيا وضد طرف يحقدون عليه ومع ان المبني للمجهول مثل قال شهود عيون او قال مراقبون او قال مصدر حكومي لم يرغب الكشف عن اسمه او قال ناشطون او قال مرصد فلكي هو مطبخ صغير لمطعم مهجور في قارة اخرى عجوز يبتدع تفسير الاحلام وينتج الافلام
وهناك مراكز لبث التفاهات وللتهرب من المساءله لا توجد مرجعيه ولا مصدر لان الهدف هو تحقيق اغراض رفع معنويات طرف وهدم معنويات الطرف الاخر والخبر او الاشاعه هو صاروخ بمفعول مؤقت لجغرافيا وديموغرافيا معينه لبدء او تأجيج الفتن وتسخين الاجواء المشحونه لكي ينظر الاخ والجار الى بعضهم بشك يتطور الى ريبه ثم كراهيه وصراع دموي ولا داعي بعدها الا للمراقبه ونقل الاحداث الحقيقيه فعلا لان الصواريخ المعنويه اثمرت ومن يمارس هذه الافعال هو دون ضوابط لان كل من يساهم فيها ضميره ميت وهرمون الاخلاق عنده مفقود والانتماء للوطن وللامه وللانسانيه لا يعني له شيئا لان الاستقامه والامانه والاخلاق بالنسبة له قوت الفقراء وتنفع البسطاء لاقناع ذاتهم بان الامور على مايرام ما دام الضمير نقي واليد نظيفه والانتماء حديدي
ولكن هذا لا يلزم للمنافقين المتفذلكين ماسحي الجوخ المتسلقين على اكتاف الجهل والجهلة ولا يمكن القول لهذه الفئات الا ان من يباع ويشترى رخيص مهما غلا ثمنه لان القضية مبدأ وليس مبلغ ولا يمكن التخفيف من هذه تأثير هذه الفئات التي هي وباء الا بتنمية الوعي الحقيقي وتعزيز القدرة على تمييزهم من كلامهم المسموم والمدسوس تحت أي قناع او غلاف او مسمى وكشفهم امام غالبية التركيبه السكانيه التي هي من يدفع الثمن فالاثرياء يهربون من الاوطان حتى يتغير الحال وان لم يتغير فيجدون بمالهم جواز سفر بديل يعيشون بعيدا عن المخاطر حتى لو كان مالهم مسروق من مقدرات الفقراء ومقومات وطن