syria.jpg
مساهمات القراء
قصص قصيرة
الحاجز ..! ...بقلم : غزوان رمضان

 يقف عند الحاجز يفتش السيارات يفحص الهويات و يرد السلام ، يراقب الوجوه ،  يوزع الأبتسام و يمنح العيون الأمان ..نسي منذُ  متى هو على هذا الحاجز لدرجة صادقه فيها ، أحبه ، عشق تفاصيله ، فحياته كلها معلقة على هذا الحاجز ، و مع كثرت الحواجز في هذا الوطن أمنية كانت أو غيرها


تصبح الحواجز بكل أشكالها جزء من يومياتنا و من يومياته ..مناوبته هذه الليلة طويلة والبرد قارس  , أصدقائه في الحاجز أبو صخر وإلياس وجعفر أوقدوا حطباً داخل صفيحة لتمنحهم بعض الدفء ، ذكره المنظر بقريته و لمة الأهل و الأحبة عند موقد الحطب ، و تدفقت الذكريات في خاطره  و أنبعث معها الشوق و الحنين ..


فهو منذُ أن غادر في آخر أجازة له قبل ستة أشهر لم يعد للقرية ،  شالها الصوف الذي يطوق عنقه و رائحته العطرة يحمله بالذاكرة الى شيماء بنت العم و الخطيبة  
فلقد كان من المفترض أن يتزوجا هذا الصيف لكن بسبب أوضاع البلد الحالية تأجل العرس لأجل غير مسمى ..
مع هبوط الظلام ساد الصمت المكان و زاد البرد من وحشة الزمان و خف أزدحام السيارات و المارة ..
ناداه أبو صخر ليستريح قليلاً و يشرب بعض الشاي فرفض ، أقترب منه و سأله : ما بك ؟!


رد بصوت مبحوح : لا شيء ، تذكرتُ شيماء ..
ربت أبو صخر على كتفه و قال : لا عليك يا صديقي خفف من روعك ستتزوجا و تنجبا لنا الأطفال ..
أبتسم نصف أبتسامة لأبو صخر و لكن كلماته المشجعة لم تؤثر فيه أبداً ،

فإنه على يقين أنهم هنا جميعاً مشاريع شهادة هو لا يخشى الموت ويتمنى أن ينال الشهادة في سبيل الله ،

و يعرف أن وجوده هنا ضروري ليحمي الأرض و العرض و يزود عن الوطن ..
لكنه لا يستطيع أن يمنع نفسه عن التفكير في اللذين يحبهم و في شيماء ..
اللحظات تمر ببطء شديد و كأن الوقت تجمد من شدة البرد ..

الذاكرة تنتعش و تعود به الى الوراء الى لحظة ألتحاقه بالجيش منذو سنتين تقريباً ،
ففي قريته المنفية لا يوجد سوى خيارين أمامه أما الزراعة أو الجيش حتى يعيش ،

فقال في نفسه : إذا الأرض بخلت علينا بالمواسم فهي لم تبخل علينا قط بالكرامة ..
الذاكرة تفيض بالمشاعر فيتحسس صورة لشيماء خبأها تحت الدرع في جيب القميص لتبقى قريبة من قلبه ،

فتطفر الى عينيه دمعة تحمل حرقة شوق و حنين الى القرية و الأم و الحبيبة ..
فجأة صوت رهيب يقطع شروده و يبدد الظلام و يكسر الصمت ، يتعرض فيها الحاجز الى هجوم إرهابي ..

الرصاص في كل مكان ، الدماء في كل مكان ..
يأخذ موقعاً متقدماً بعض الشيء عن زملائه خلف ساتر من أكياس ترابية ،

يضغط على الزناد و يطلق النار على الأعداء و الأعداء تتساقط أمامه و فيما حوله ..
الذاكرة تغلي ، نهارات بيضاء أمام عينيه ، بعيونهم سيرى الوطن النهار ، وستشرق شمس النصر ..
و فجأة تترئ له صورة شيماء جميلة ساحرة في فستان عروس و صور غزيرة أخرى أغلبها جميل

و بعضها حزين ، و كأن حياته كلها أختصرت في شريط صور ..
و يا رفاقه و يا شيماء ..
حين يسمع صوت دمه يخبط بالأرض ، سيقع حتماً و هو في عز تحليقه ، سيحيا كحربة في عيون الأعداء ،
فجأة سيرى كل شيء ينبض بالكبرياء و يصدح بالكرامة و سيرى راية الوطن خفاقة عالية تغمرها الشمس ..
.
في ثياب الشهيد وجدت صورة لشيماء معجونة بعرق و دم كتب خلفها :
" زغردي يا شيماء و لا تنسيني خبيني بقلبك و بعيونك دفيني و أفتخري دايماً و قولي : أبن عمي شهيد ..
زغردي يا أمي و لا تبكيني لفيني بعلم هالوطن و بعرس ودعيني و أرفعي راسك و قولي :

أنا أم البطل أنا أم الشهيد "
 

2013-02-06
التعليقات
رنا نور
2013-02-09 05:56:03
الحاجز ...الخوف ..القهر ...الغضب ...الموت
هو عشقي الوحيد هذا كلامي وهذه هي مشاعري وأنا أكيدة منها بكل تأكيد أحببته ولم أكن أعرف بعد كيف تُلَد هذه المشاعر أو كيف يتشكّل ذاك الوليد هو عشقي الذي يبكيني الآن لأن الحواجز كانت بيني وبينه كثيرة كبيرة تنظرُ إليَّ وكأني لها عبد وما أكثر عند الحواجز ..العبيد كنتُ نسيتُ أن أصرخ ليبعد ذلك الوحش عن حبيبي ...لم يعد بأيامنا حباً ولا للحب عيد ...إستسلمتُ وهربت وتركتُ حبيبي وحيد ... بقي حبيبي بين الحواجز يبكي دماً ..بقي حبيبي لأظل بما بقي من عمري أندم أنني لم أنسف ذلك الحاجز الذي قتل صوت الحرية

سوريا
علي العمري
2013-02-08 22:35:49
غموض
كان واقف على حاجز للثوار أو على حاجز للشبيحة .... في فرق كبير بين الاثنين

سوريا
عمر
2013-02-07 23:10:27
الله يحميون
الله يحمي كل شباب سوريا و كل اهلها

سوريا
مقهورة
2013-02-07 22:02:57
لاحول ولاقوة الا بالله
الله لا يسامح يلي عمل هيك ببلدنا الغلالي والله لا يسامح يلي عم بتل هالشباب يلي متل الوردة وانشالله يارب بيشوف ولادو عم يصير فيون متل ما عمل بولاد العالم والله يمهل ولا يهمل ودموع امو مارح بتروح هيك رح تنزل صاعقة على يلي قتلو ابنها وحسبي الله ونعم الوكيل فيون هالاشرار

سوريا