syria.jpg
مساهمات القراء
فشة خلق
يوميات لاجىء سوري ...بقلم : سلاف يعقوب ابراهيم

جلسة نميمة بامتياز


أُخِذَ القرار ..عليَّ الاستعدادُ للحظاتِ الوداع ...عينايَ لا تشبعانِ من نهم النظرِ الى شوارعِ دمشقَ وتحايدان تماماً النظرَ الى عباراتٍ دخيلةٍ على جدرانِها "إما الأسد أو نحرق البلد .."العرعور صانع الحريات" ...أريدُ سوريا فقط من دونِ مذاهب أو اتجاهاتٍ سياسية أو أحقادٍ خفية أو علنية ..فقط أريد بلدي لتعانقَ روحي عبقَ التاريخ وأطبعَ قبلةَ الوداعِ على أملِ اللقاءِ على أرصفَتِها ..وكلُ ما يتردَدُ الى ذهني حينَها كلامُ الأب الياس زحلاوي "احملوا الشرقَ في قلوبِكم "فكيف لو حملتُ من الشرقِ سوري"...سوريا بعذريتِها من دونِ الآثار التي تركها المغتصبون..


وطِئت مطارَ السويد وهنا تقابلُ جميعَ أصنافِ البشر ..وفي الكامبات "تجمعات سكنية لإيواء اللاجئين " تسمع نقاشات السوريين تخترقُ صمتَ الليلِ وصفيرَ الرياح ..... موالٍ أو معارض؟؟ سؤالٌ عليكَ الإجابةَ عليه وتحملَ شتائمِ وغضبِ الجهةِ المعاكسة وأحيانا ًغضبِ الجهتين معاً.

 

وإضافةً للنقاشاتِ الساخنة ..عليكَ تحملَ الحكايا ذاتُ الطابعِ الغريب وما عليكَ سوى الهز "برأسك" علامةَ الموافقة...فأحدُ المعارضين مثلا كان ينقص حديثُه أن الرئيسَ تخلى عن مهامِه وأرادَ الانتقامَ منهُ شخصياً لأنه خرجَ في مظاهرةٍ سلميةٍ دعت الى المحبة والقداسة والصلاة وجزء من الحرية


يردُ عليه موالٍ بأن الرئيسَ شخصياً وزعَ الورودَ والرياحين في حارتِهم ......وعلى حكاياااا وذلك لتبرير اتخاذ المعارضة أو الموالاة "موقفا "


ناهيكم عن حكايا البطولاتِ التاريخية التي تذكرُنا بشمشون الجبار وداوود قاتل جليات وعنترة ووو ..النسخة الحديثة من هذه البطولات هي حكاية جندي سوري عفوا هيرو سوري ...والقصة هي التالية
منذُ بداية الأحداث طُلِبَ مني إطلاقُ الرصاصِ على المتظاهرين السلميين في درعا فلم أفعل (بطل ) ....وفي حمص حملتُ الذخيرة الثقيلة مسافة 5 كم (رجولة ) ...وفي التضامن قُتلَ صديقي أمامي وحملتُه على كتفي وركضت مبتعدا عن المكان ( إخلاص في الصداقة ) ....وعندَ الحدودِ التركية نزعتُ ملابسي العسكرية وارتديتُ المدنية ( خلقت الملابس فجأة) ...وهناك تلقفني الجيش الحر فطلب مني الانضمامَ الى صفوفِه وإطلاقَ الرصاص تجاه أصدقائي في الجيش فلم أفعل ( كمان بطل) ..
شكلو الجيش مافيو غير آرتين والإعتماد الأول والأخير عليه (آرتين اسم اشتهر بإحدى النكات السورية)
ماعلينا ماحدى بيعرف حدى والتأليف شغااااااال


أما النقاشات التي هي خارج إطار السياسة يتفقُ فيها الجميع ...فجميعُ اللاجئين كانوا وزراءَ في بلادهم ...حاملُ شهادةِ المعهدِ السياحي كان وزيرا للسياحة ..وحامل شهادة إقصاد كان وزيرا للاقتصاد ..وحاملُ شهادة صحافة وزيراً للإعلام ووو..ماعلينا ماحدى بيعرف حدى
و للاستمرار بأهم عاداتِ الشرق وهي النميمة سأخبرُكم عن الجاليةِ السورية في السويد


بعد التخرجِ من الكامبات بشهادة لاجئ تدخُلُ معتَرَكَ الحياة وطبعاً بعض من المعارف يريدون اسداءَ الخدمات، وللحقيقة ليس جميعهم من باب المساعدة وإنما من باب التمييز الطبقي ومحاولة التقليل من الشأن
مثلا أثناء السير معَ إحداهنّ في " سوبرماركت " تشيرُ بإصبعها وتقول هذا خبز ( على اعتبار أنا شايفتو كافيار ) ....وهناك سمك ( لا يا ) ..وأثناءَ زيارةٍ لإحداهنَّ في منزلِها تحاولُ تعليمَك أصعبَ تقنياتِ السويد "إذا سحبتِ قبضة صنبور المياه الى اليمين ستحصلي على الماء البارد والى اليسار ستحصلي على الماء الساخن ( أعجوبة )


للأسف يا أخوتي ان الكثير من أبناء الجالية السورية يعتقدون أن سوريا تعيشُ أيامَ الجاهلية ..ويتعجبون من كلِ شيءٍ ...يتعجبونَ إن تحدثنا لغةً غير العربية ..يتعجبون إن أحسنا التصرف ....
ولا أخبركم عن تكاتفِ السوريين في الغربة يعني تلفونَك مابيهدى والناس عم تطمن عليك ( مع استثناءات أوجه لهم الشكر )
لن أعلق أكثر ......السوري بات وضعُه مؤلماً في الداخلِ والخارج

2013-02-04
التعليقات
من المانيا
2013-02-04 15:40:58
صاحب خبرة
بحكم عملي كمترجم للاجئين العرب مر علي طبعا لاجئون من سوريا. ويمكنني ان اؤكد ان معظمهم دخلوا الاراضي الاوربية و مزقوا الجوازات و اخترعوا اغبى الاكاذيب كي يتم منحهم حق اللجوء. للاسف استغل الكثير من السوريين الاحداث للهرب الى اوربا. وللاسف معظمهم يتلقون المساعدات المالية و السكن و المصاريف و اتعاب المحامي و الدكتور والمستشفيات و النقل و مع ذلك يعملون بشكل غير قانوني و يتحالون على الدول التي فتحت لهم ابوابها. وصدقوني كل لاجئ يدفع مبالغ هائلة للمهربين وهم معظمهم ليسوا من المحتاجين.

سوريا
أنس
2013-02-04 12:00:58
حلوة المقالة
مقالتك كتير حلوة يا سلاف وللأسف كل شي حكيتيه أكتر من صح ... بس انا متغرب من 7 سنين بأحدى الدول العربية "التي تعد من أغنى دول العرب بل العالم" بس صدقا اللي بسوريا مو موجود بالعالم كلله. اللي استرعى انتباهي بكلامك هو أخر سطرين أول شي الناس بالغربة وخصوصي السوريين بيفكر أنو السوري اللي بيتغرب جديد لازم كل ما يشوف شي بتفاجأ ويندهش علما انه مع كل المال اللي هون بس التخلف واصله جذوره لأعماق الأرض. فعلا السوري بات وضعه "مهزله" ويا محلا اللي بالداخل والله - وهنن مفكرين انو اللي برا عايش بالمدينة ا

سوريا