كنت عائدة من عملي منذ يومين...لفت
انتباهي طفلين صغيرين جداً متسخين وبالكاد يرتديان ما يقيهما من البرد...لا أدري إن
كانا تجاوزا الرابعة من العمر!!!...كانا ممسكين بأيدي بعضهما يريدان قطع الشارع
لابد وانهما من الأطفال الذين يسكنون المدينة الجامعية
نظرت حولي فلم أجد أحد يرافقهما، اقتربت منهما
وسألتهما: أين والديكما؟
أشار أحدهم أن أمه في الطرف الآخر وأنهم يريدون قطع الشارع للوصول إليها!
طبعاً الشارع اوتوستراد عريض ومزدحم...فقلت لهما: أمسكا بيدي وأنا سأقطع بكم
الشارع...وهكذا فعلنا
كانا ينظران إلي متأثرين ونحن نقطع الشارع...جعلتهما يركضان وكان ذلك ساراً بالنسبة
إليهما
وبعد وصولنا الجاني الآخر...ودعتهما وأوصيتهما بالاسراع إلى أهلهم
مشيت خطوات مبتعدة فإذا بأحدهم يركض نحوي ممسكاً بقطعة بسكوت صغيرة ويقول: شكراً
لك...هذه مني إليك!!
ابتسمت وأخذتها وقلت له:أسرع إلى أمك
نظرت إلى البسكوتة في يدي...أقسمت أن آكلها رغم يده الوسخة التي ناولتني بها...فهذه
القطعة الصغيرة من يد ذلك الطفل البائس مكرمة عندي
رفعت رأسي ودعوت الله لهما...ودعوته أن يرفع البؤس عن بلدي وعن كل أهل بلدي الحبيبة