الكلام كالماء الذي تُسقي به النباتات البيتية الجميلة, فهي تُسقى عندما تكون عطشة وجافة بماء عذب فرات غني بمقومات حياتها وصلاحها ونضارتها مناسب للعمر التي هي فيه وحسب الحاجة دون زيادة ولا نقصان وكذلك الكلام يراعى فيه حال المستمعين ورغبتهم في الاستماع وحاجتهم إليه وتراعى الكلمات وتلقى بكل حسن وذوق وحب وحرص ما فيها غلظ ولا شدة ولا استعلاء أو جرح ولا تشهير .
هل نحسن استخدام الكلام وفق معايير دقيقة وغايات سامية نبيلة تجمعُ المتفرقين المتباغضين أوتمسح الحزن عن المكروبين المرهَقِين أو ترشد الحائرين المشَوشين، تساعد المتعبين الكادحين على قساوة الحياة وضيق ذات اليد...تبدد اليأس من اليائسين وتزرع الأمل وتشرق النور في ليالي الظلام الحالك....
إننا في أكثر الأحيان نقذف بالكلمات التي تتوالد بخواطرنا بتسارع وشره وكأنها ردود
أفعال وغيظ نفس نريد أن نرمي بها متدافعة لنفرغ كل هذا الكم الهائل من الكلمات قبل
أن تنفجر بداخلنا, ألا ترون إلى الوضع الذي وصل إليه الناس وخاصة في وسائل الأعلام
(استبدلت بهاالإعلام لكثرة الرايات والخلافات) من جدال وتراشقات ومشادات كلامية
تفضي إلى الاختلاف فالاستهزاء فالسباب فالخصام فالعداء.وكأني بهذا الذي نجده حولنا
من هذه الفوضى والحروب والمعارك إنما هي خراب نتج من العبث بهذا اللسان.
نعم إنها أسلحة الدمار الشامل الاعنف التي نتقاذفها مع إخوتنا في الوجود والحياة
لتعمينا وتحيل حياتنا الجميلة إلى حجرة جحيم لا يطاق ولكنها وسط روضة من جنات
وأنهار وزهور،أليس كل ما حولنا جميل بديع مفيد يمضي لوظيفته بوضوح واعتدال وتوازن
وتعاون راقي مع بني جنسه وفق صور تذهل الابصار وتحيرعقول العلماء كعالم النحل
والنمل على وجه المثال , ما الذي حجبنا أن نرى حقيقة النعمة والرحمة والكرم الذي
خُلق لنا ملئ الكون كله فجعل كل من حولنا من الكائنات خدم لنا ، ليبهجنا ويقضي
حاجاتنا ويجمل حياتنا ويزينها ويرقى إلى تحقيق كل مراد ويقرب لنا كل بعيد حتى صار
الانسان به سيد الكون وحده
ماالذي جعل هذا الانسان المكرم ينقلب فيقتل نفسه ويعذبها ويضيق عليه الكون برحابته ، نعم ان زلات اللسان وسوء الكلام ما هي إلا نتيجة من نتائج أمراض النفس الانسانية الغريبة التي إن لم يسارع الانسان بتشخيصها وعلاجها فستسحق دنياه منذرة بضياع الآخرة، فلنبدأ بالكشف عن حقائق هذه النفس الانسانية ....
يا زلما صار عمري 37 سنه ولهلق ما قدرت اطور لغه مناسبه مع هالشعوب يا اما بينهبوك ويا اما بتطلع سئ حتى لو تكلمت العسل
ما هذه الكتابة ايها الاستاذ انها جميلة ورائعة ومعبرة وان الاشخاص مثلك يجب ان يكونوا قدوة لباقي الناس شكرا