syria.jpg
مساهمات القراء
خواطر
السمع والبصر ... بقلم : ماجد جاغوب

حسب عمل الحواس لدى بني البشر فالمفترض انهم يسمعون باذانهم وينظرون باعينهم ولكن هناك حالات شاذه مختلفه عندما يكون مبصر العينين ويرى واذنيه سليمتين ولكنه لا يسمع وحالات اذنيه سليمتين وعيونه مبصره ولكنه لا يرى


ومع ان الحواس من ناحية الفحص الطبي سريريا ليس فيها أي خلل او عجز الاان هناك ما يصعب اكتشافه مثل الهواء الذي نشمه ولكننا لانراه وكذلك الروائح الزكيه والكريهه ولكن نميزها من حاسة الشم وهناك مثل دارج عندما يقال لفلان او عن علان ان حاسة الشم لديه مفقوده والمعنى هنا هو انه لا يميز بين الطيب والخبيث وانه يسيء التصرف بناءا على عدم قدرته على الادراك و التمييز والامر غير مرتبط بالروائح الطيبه والكريهه وتقال احيانا عن انسان لا يستحي من تصرفاته او كلماته المخجله والتي يرفضها المجتمع الخارجه عن الاطار المعقول والمقبول في المجتمع حسب موازين العادات والتقاليد

 

والقيم السائده في مجتمع معين اما الاطرش معنويا الذي يسمع ويمثل انه غير سامع لان الكلام لا ينسجم مع القناعات المترسبة في داخله نفسيا وعقليا والاعمى معنويا هو الذي لا يريد ان يرى او انه يرى بشكل مقلوب او منحرف بزاوايا نظر شبه مقلوبه ويركز على تفاصيل صغيره في الصوره او جوانب شكليه في الحدث ويضخمها ليخفي كامل المشهد ومهما حاول البعض نفخ الارنب او الفأر وتقزيم الفيل فيستحيل ان يصبح الفأر او ارنب بضخامة الفيل ومهما تم تقزيم الفيل يستحيل ان يصبح بحجم الارنب او الفأر والمنافق ليس المقصود به الانسان الذي لا يدرك الصواب من الخطأ ويتصرف بموجب بساطته المستنده الى قدرات عقليه وثقافيه محدوده ولكن المنافق هو المدرك للحقيقه ويحاول اخفاءها او قلبها والمفسد الذي يثير الفتن هو من يعمل على اذكاء نار الفتنه بمزيد من التحريض وبث المزيد من الاكاذيب التي تساهم في خلق او تأجيج مشاعر الحقد والكراهيه

 

وعندما يقال فلان اعمى بصيره أي انه مبصر بعيونه ولكن هناك غشاء اسود غلف عقله ومصدره دخان الثلج الاسود المتراكم داخله وربما وصل مرحلة الجليد القاسي وهنا يكون الحقد مترسبا في اعماق النفس الانسانيه ومنفذه الوحيد غلاف على العقل ليتحول الانسان الى مخلوق يفوق اكثر البهائم وحشية في مسلكه فالعقل عليه غلاف اسود وينفث الانسان حقده دون وعي بمحرك شهوة الغريزة ليغتصب وحب المال ليسرق والانتقام ليقتل بشكل عشوائي ودون مبرر وكل ذلك لان العقل معزول بغلاف اسود يشبه السخام (ذرات سوداء يصعب ازالتها ) وهو ما يترسب على غلاف قدور المطبخ التي توضع على مواقد النار ولا يوجد ما يزيل الران (السخام ) وما يذيب الثلج الاسود المترسب في النفوس سوى المحبة والتسامح والاخلاق والاقتناع بأننا جميعا بشر خالقنا واحد ونتمتع بنفس الحقوق الانسانية التي منحها لنا الخالق عز وجل وللجميع نفس الحق في العيش بحرية وكرامه وان يتمتع بمعاملة انسانيه حقيقيه وليس دعائيه
 

2013-03-08
التعليقات