syria.jpg
مساهمات القراء
فشة خلق
الشمس لا تُطفأ ... بقلم : مريم توفيق رجب

ألمْ ينتهِ بعد ذلك الجنون بوطننا ..ألم يشبعْ الذين لا يشبهون شيئاُ من نهمهم للدمار والدماء والأشلاء...... فاليوم كما بكل لحظةٍ مضت أضافَ المجرمون إلى تاريخ الوقت بأن ما يفعلونه لا حدود له ولا طاقة لنا على تخيله بأنه يحدث في بلاد الأمن و التآخي والوئام....


فكلما غابت حروفي عني يُرْجعها تفجيرٌ و يُبكيها اغتيالٌ و يدميها قتلٌ.... كلما قلت غداً سيكون أجمل تصدمني بشاعة الآتي بحضور واقعٍِ أليمٍ لا نملك حياله شيئاً إلا أن نحمد الله عليه فهو أدرى بما نعمل...

 اليوم فاقت الصورة والحدث كل التصورات وتجمدت العيون حين شاهدتها وتوقفت الآذان حين سماع خبرٍ مفجع لم تعِِ ما تسمعه أحقاً ما يُقال !!!!

 

هكذا تبدأ الحكايات المشرفة والبطل لا يموت فالغدر حين ينال من صوت حقه أجراس كلماته لن تختفي من يومياتنا وحنجرة سلامه الصادق ستحل محل حناجرنا سنحنط أقوالك تماثيل في عمر زماننا ونمشي و رنينها يعلو في درب حياتنا ونستعير ألفاظك حين تضيق الدنيا بنا ستلقيها الذاكرة على مسامعنا وتذكرنا بأن جهاد الكلمات الصادقة أعظم جهاد ...سنزرع بذور حروفك الغضة التي كنت ستنطق بها في تربة أرواحنا و نسقيها بمحبتنا لتنمو وتعمر حيث شاء القتلة أن يخمدوا إيمانك ولم يدروا بأن الإيمان يزهر حين يغتالونه ويكبر حين يشاءون اجتثاثه من جذوره ليقض مضاجع راحتهم...يظنون بأنهم نالوا من رفعتك و حطموا وضوح حقك فما زادوك إلا علواً وما استطاعوا أن يضعفوا قوة حجتك لأنهم لم يدركوا حجم وجودك الواسع بيننا الآن و أكثر من قبل !!!

 

هم حاقدون يجهلون المحبة التي دعوت لها و أنت كبيرٌ جدا بحياتك وباستشهادك بروحك التي كانت تسعى لوأد الفتنة التي تسعى لتهلك كل شيء حولنا فحاولت أن تزرع البسمة التي سرقوها من وجنات شآمنا ... ما زلنا نتساءل وماذا بعد ؟ وهل ستقدرون أن تطفئوا الشمس بإرهابكم و تغيروا مسار القمر بعدوانكم ! الرحمة عليك علامتنا وشيخنا الكبير الجليل الأستاذ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي فلقد انتقاك الله لأنك جدير بالشهادة فهنيئاً لك مكانك الرفيع الذي كنت تطمح إليه و وصلت له.....

 

مريم 21 آذار 2013

2013-03-23
التعليقات