منذ عامين وحتى اليوم ونحن لم نعد نلتفت لأي مشكلة تعترضنا, ولا يشغل بالنا أي حدث غير الإقتتال في سوريا , وإلى أين تسير الأمور ,ولا نهتم إلا بإثبات أن الطرف الذي نؤيده على حق ونتغاضى عن كل ماعدا ذلك,,, ولم يعد لختام أي حديث أو نقاش بين السوريين سوى نهاية واحدة ومعروفة ,ألا وهي النزاع والفراق
رغم يقيني بأن هناك مسلمات لا يمكن إنكارها أو تجاهلها ,فالحق دائما واضح وجلي ,ولا يحتاج لمجهر أو مكبر لنراه ...ولكن هناك حقيقة ننساها دائما ونحن في خضم دفاعنا عن وجهة نظرنا ,وهي أنه لا يمكن لأي طرف أن يكون ملاكا,,,فالأخطاء باعتقادي موجودة لدى الجميع , وكل كيان مكون من أفراد لابد لوجود أخطاء فيه ,,كل شخص أوأسرة أو مجموعة أو مؤسسة أو فئة أو حتى مجتمع لديها أخطاء ,,ولكن يكمن الفرق بتأثير هذه الأخطاء على بنية البلاد ونسيج المجتمع
ولن أخرج أكثر عن الموضوع الذي وددت التحدث عنه,لكن اعذروني فلا يمكن أن نتحدث عن أي شىء إلا ونستذكر واقعنا الحالي وماآلت إليه أحوالنا
هذه الظروف التي نمر بها نحن السوريون بلغت من القسوة مالم يبلغه أي حدث من قبل, ولكنني أرى أننا يوما ما سنستمتع بالنتائج الإيجابية لها ولو بعد حين ,فالنتائج السلبية ندفع حاليا ثمنها بالرغم من تفاوت حجم الثمن المدفوع إلا أننا نعاني منها جميعا دون شك
لقد بينت لنا هذه الفترة وجوها لأشخاص كنا نعتقد أننا نعرفهم حق المعرفة أو على الأقل نعرف كيف يفكرون ولكننا اليوم استطعنا مطالعة الوجوه الحقيقة لهم قرب كانوا أم بعد عنا
وكما يحدث دائما يبدأ أصدقاءك بالنزول من القطار في كل محطة لتتابع طريقك بدونهم ,هناك من كان منهم أقرب الناس إليك وكان أخا لم تلده لك أمك,ابتعد عنك لأن فكرك لا يوافق فكره..
هناك إخوة يتقاتلون يوميا ,كانوا ينامون على الفراش ذاته وهناك شخصيات لطالما انبهرنا بهالتها الثقافية وكلامها الأفلاطوني ,تداعت اليوم وتساقطت من أعيننا بسبب طريقة طرحها ودورها ومااكتشفناه من زيف بكلامها,,وقس على ذلك ممثلين ومثقفين وإعلاميين وكل فئات المجتمع .....وطبعا كلا الطرفين يرى موقف هذا أو ذاك من الأشخاص حسب اتجاهه هو للحظة لم أرى مؤيدا يحترم شخصا معارضا حتى ولو كان هذا الشخص يستحق احترام الجميع فعلا ,,والعكس صحيح عداك عن أولئك الذين كشفوا عن وضاعة وصفاقة في نقاشاتهم وحواراتهم مع الآخرين..
حيث لفتتني بعض الحوارات والتعليقات على مواقع التواصل الإجتماعي _التي أصبحت تشكل اليوم برأيي مجتمعا قائما إفتراضيا ,يعكس صورة مجتمعنا بالواقع_تلك التعليقات تحمل الكثير من الحقد وعدم اللباقة وتفتقد لأخلاق تربينا عليها يوما.هل ياترى نحن السوريون لم نضع يوما على المحك لنكشف كل هذا التناقض وعدم تقبل الآخر وإقصائه بداخلنا بهذه الطريقة أؤكد أنني من أكثر المتفائلين بالشعب السوري ووعيه ووطيبته ...
لكنني وبكل صراحة عندما أقرأ أو أسمع هؤلاء أشعر بخوف يتسلل إلي فهم للأسف كثر,,لايريدون محاورتك ولا النقاش معك ,يبدؤون دوما كلامهم بالهجوم وقذف الإتهامات مع إحتقار ملحوظ وتحقير واضح للآخر ..علما ومع إحترامي للجميع فأصحاب هذا السلوك يعكسون نقص واضح بشخصياتهم وقلة تربية متمثلة بأسلوبهم وكلامهم بصراحة هؤلاء هم من وجب الخوف منهم على المجتمع والنسيج السوري ومن أمثالهم نعاني اليوم من انقسام شديد لا يعود علينا نحن السوريون إلا بالمزيد من الدمار والألم ,وإضاعة لوقت أكثر
كل شخص أراد أن يفرض وجهة نظره بالقوة ,وحقر واستهزأ بالرأي الآخر هو يهدم بطريقة غير مباشرة وهو مشارك بما يحصل من دمار ,أيا كان اتجاههأنا لا أقول أن كل مايطرح ويقال يعجبني ولا أدع أنني لا أستفز كثيرا وأغضب ,ولكن هناك دائما طريقة تفرض بها احترامك وكل منا قادر على أن يكون مؤدبا حتى لو لم يعجبه الرأي الآخر لن أناشد أحدا ولن أطلب من أحد أن يتصرف بطريقة معينة فهذا ليس من حقي ,,ولكن أرجو من كل شخص وفي هذه المرحلة الحساسة تحديدا أن يقف مع نفسه قليلا ويتعلم كيف يضبط أعصابه ويفكر جيدا قبل أن يجرح أو يهين الآخر ...
فنحن اليوم بحاجة لكثير من الصبر ,,والكثير الكثير من الأخلاق والأخلاق لم تكن يوما مجزأة أو مقتصرة على جانب واحد من جوانب شخصيتنا وحياتنا ,,بل هي تشمل كل مايتعلق بنا من أصغر تصرف أو كلمة نقوله .حتى أكبر وأكثر نواحي حياتنا حساسية وكما قال الشاعر أحمد شوقي:
وإنما الأمم الأخلاق مابقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم فأقم عليهم مأتما وعويلا
بعد أن ينتهي هذا الدمار الذي حل ببلدنا ومجتمعنا ...ولابد له أن ينته يوما..ستكون سوريا بحاجة للجميع ,سيكون لكل فرد منا دوره في بناء وإعمار مالحق بها من دمار..وهذا الشعب الوحيد إن رفع شعار الأخلاق وأدرك أن الوطن للجميع وليس حكرا على أحد ,,عندها لن يكون بحاجة لأحد ولن يمد يده لأحد ...خاصة وأنه أصبح يعرف جيدا أنه شعب وحيد لا داعم له ولا صديق فضع يدك بيدي ولنبدأ بأنفسنا حتى نصنع جيلا يستطيع مواجهة الأيام القادمة
جيل ينبذ العنف والتطرف والدمار فأطفال سوريا إن لم يحتضنوا سنخسر جيلا كاملا فقد شهد دمارا داخليا هائلا من هول ما رأى وسمع من دمار خارجي سيعلق بمخيلته إلى الأبد أصدقائي هذه دعوة إلى الأخلاق .......لنرفع راية الأخلاق لأنها ستكون اليد القوية المضمدة لسوريا الحبيبة وهي التي ستعلي صوت الحق وتدحر كل ماهو باطل وغريب عنا ودمتم بخير
Based on my knowledge of may Syrian hearts, I can tell you this is the war of years to come, yet I hope I am wrong
الشكر موصول للجميع ,شرفتني مشاركتكم لي ,وسررت كثيرا بأن هذه الدعوة لاقت صداها عند الشباب الواعي والمثقف والذي أثق به دائما ...
أرجو المعذرة من الاخت الكاتبة لكتابة اسمها بصيغة المذكر حيث لم أدقق بإسمها الاول إلا بعد إرسال التعليق
مساهمة ممتازة وبنّاءة وأرجو أن يقرأها ويفهمها الجميع
وانا اقرأ مساهمتك المفعمة بصدق واقعنا لم يخطر ببالي الا ما خطته انامل جبران خليل جبران وغردت به فيروز.."الارض لنا..وانت اخي ...لماذا اذا تقاتلني؟....انا لا اسمع...وانت لاترى وبنا شوق ليدرك بعضنا الاخر....فهذي يدي...وهااااااااات يدك".....اتمنى ان نلتقي جميعا وتمتد الايادي..ودمتي ودامت سوريتنا الغالية بألف خير....
الأستاذة المحترمة : ميس فايز حاتم . لقد نزف قلمك حروفاً تحكي حال الكثيرين منا ممن يريدون مد يد الأخوة نحو كل سوري . سوريا سفينة النجاة وكل فرد على متنها له عمل حساس وهم ومكمل للأخر . فلايحق لأحدنا أن ينزل الأخر من على ظهر السفينة لأنها ستختل وربما ترتطم بالصخور وتغرق وربما تتيه في البحر أبد الدهر . حيا الله دعوتك وأدام عطر كتاباتك الوطنية الإنسانية