في ظروف كهذه

لو قدر لادم ان يخلق من جديد

ماذا كان سيقول

ليس لدي الحق ان اتخيل ذلك

لاتخيل اذا  ان جاءت ذرة من ذراته  فماذا ستقول

حسب تخيلي  انها و هي في الطريق الى هذا الوجود البشري الحالي

ستبدا بالقول

كم هي صعبة هذه المهمة اللتي كلفني بها القدر

او اللتي سأكلف نفسي بها حبا بالله

اوصاني الله ان اكون بذرة الثمرة

و في عصر كهذا كم من الطاقة احتاج لكي اكون انا البذرة

و لكي تكون البذرة صالحة لا بد ان تكون قوية  نظيفة فيها خير مطلق

الصبر هو ما احتاجه امام الاخيار  و غير الاخيار

الصبر كي لا تتلوث بذرتي بالشوائب

ولكي تعطي حياة حقيقية

فكما القلب النظيف يعطي انسانا نظيفا

وكما البذرة الصالحة تعطي ثمرة صالحة

هكذا هي الحياة

تحتاج الى نقاوة مطلقة  كي تستمر  هي

في ظروف كهذه  يحتاج الانسان  البذرة  ان ينظف قلبه يوميا

كي لا يعكر صفاءه  شوائب  الغضب اللتي  لم تعد ترحم احدا

في ظروف كهذه يحتاج الانسان البذرة  ان يعتزل الحياة قليلا

  كي لا  يضيع طاقاته  مع شوائب الغضب

 ان دخلت المجتمع في ظروف كهذه

ستحتاج لصرف بعض الوقت في غسل قلبك

والبعض الاخر لاعذار بعض الناس عندما يؤذونك

في هكذا ظروف  اول سؤال تواجهه  هو ما هو اتجاهك الديني  المذهبي الطائفي

 ان دينا بدا في طفولته بجرح كبير

الرد العفوي التلقائي  ان يستمر نزيفه حتى الان

لكن الغريزة و اللتي هي ميزة كل المخلوقات

بل العقل   هو ما يميز الانسان عن  كافة المخلوقات 

والعقل يعالج النار بالماء   لابالنار

اولم يرد في القران الكريم وهو يتحدث عن الانبياء و الرسلل

 فردا فردا 

تلك امم قد خلت  ..     لها اعمالها    .. و لكم اعمالكم

وكم من مرة جرى تكرار هذه العبارة

 والعبرة في ذلك واضحة

هي ان ننسى الماضي  ونركز على افعالنا الحالية

الا نرمي  بزماننا  الى الوراء

فالمستقبل يستحق ان نحترمه ونفكر فيه قليلا 

ليس هناك اية ضرورة لان نحول العنب الى تفاح

او ان نحول الموز الى برتقال

ولا ان نجبر اي نوع ان يتحول الى اي نوع اخر

لكل انسان  شئ عزيز عليه في طائفته او حتى في دينه

فلو استطاع كل منا  ان يجند عقله ليختار احلى ما في تقاليده

وينشره كنفحة عطر   تنظف نفسه و ما حولها

لو اقتنع كل منا ان الدين لتسهيل التعامل بين بني البشر

ان الدين هو ان يعرف كل انسان ما هي حدوده 

لعمد تلقائيا  الى التغاضي عن جهل الكثيرين

ليس ما اقوله شعارات 

لكن الانسان  الحضاري  العاقل هو من يقيم وزنا لكل شئ و يعتبره مهما  

الانسان العاقل يحترم وجودك  دون ان يخطر في باله ان يسالك عن اتجاهك الطائفي المذهبي

لم اسال يوما اي شخص عن ذلك

وقد سئلت عن هذا كثيرا  و الى حد الملل

الم يكفي ما هدر من دماء  حتى ننسى  هذه القيود

هذه الاغلال اللتي تكبل ادمغتنا و تعود بها  الى اكثر من الف سنة الى الوراء

لكل انسان حق الاحتفاظ بقناعاته  لكن دون ان  يعرقل الاخرين

 دون ان افرض ذلك على احد

لان ايماني عميق ان البقاء دوما   للحق و الحقيقة

طريق الحياة طويل  وهو لا يحتاج منا الا ان نترك فيه بصمة جميلة

فما اجمل الانسان و هو يترك وراءه شجيرة ورد

انه يحصد بذلك الاف الابتسامات للمارين بعده

و هو بذلك يشجع الجميع على المسير

لقد اخترت ان اكون شجيرة ورد  فهذا هو اكثر ما يليق بارضي الطيبة

اتنفس هواءا نقيا  ولا انشر الا الروائح الذكية العطرة