اللوحة البيضاء تعشق القلم الأخضر . . . فالطفل يرسم به شجرة . . . وتُكمل الفتاة به رسم الحديقة
أما الفنان فيجعل خلفية اللوحة من امتداد حقول قمح خضراء في لحظة إشراقٍ نيسانية . . .
وترسم به يدٌ خفية في منتصف المساحة البيضاء نجمتين . . .
وتنتقل اللوحة من إبداعٍ إلى أبدع . . . ومن روعةٍ إلى أروع . . . ومن أملٍ إلى أمل . . .
إلى أن تصل إلى يدٍ فاسدة تحسب أنّها الأكثر فهماً والأكثر وعياً لأنها الأقذر والأبطش فتستل القلم الأخضر وتكتب :
لا ينبغي للطفل أنّ يرسم الشجرة باللون الأخضر فقط لاغياً وجود الساق البني وكي لا نسمح بتشويه الشجرة يمنع الطفل من مسك القلم الأخضر
تمنع الفتاة من الرسم بالقلم الأخضر لتناسيها باقي ألوان الحديقة الأخرى مخالفة بذلك الشروط الفنية للحدائق من نوعية الطرقات والممرات وتناسق الألوان
يمنع الفنان من اقتناء القلم الأخضر لعدم مراعاته الخطة الزراعية ورسم مساحات أكبر مما تسمح الخطة المقررة لزراعة القمح
وتمنع اليدّ الخفية التي رسمت النجمتين من مسك القلم لأنّ النجوم لونها ابيض أو أصفر وحتى في لحظات الخسوف فلونها أحمر فمن سمح لها أن ترسمها باللون الأخضر
فانبعث صوت يدوي : إنّهما نجمتا علم الوطن
ومن لا يفهم أن الطفولة لا تدرك من الشجرة إلا اللون الأخضر . . .
ومن لا يدرك أن الفتاة لم ترتكب جريمة لأنها لم ترَ من الحديقة إلّا اللون الأخضر ولم تعنها الشروط الفنية . . .
ومن لا يعي أن الفنان ليس مقيداً بخطة زراعية . . .
لن يفهم لما نجمتا العلم لونهما أخضر. . .
وهو من لا يحق له أن يمسك القلم الأخضر . . .
كلمات رائعه اخ فواز الانتماء للوطن هو نهج الشرفاء في كل العالم
مدخل رائع وقصة مبدعة بالألوان الطبيعية : أقول إن أكبر مساحتين لونيتين في الكون هما الأزرق ثم الأخضر . لست أجد أروع من اللون الأبيض أرضية لأرسم عليها . ولا يمكن لأي لون في العالم أن يحل محل الأسود للظل فهو يعطي عتامة لكل الألوان . ولا يمكن تطبيق اللون الأحمر بل يأتي مجردا فريدا . أما الأخضر فيمكن تطبيقه بسهولة والطفل يعرف هذه المهارة .لذلك لن أرسم به إلا نجمتان وسأدع اللون الأسود والأبيض والأحمر يتقاسمون اللوحة بالتساوي فيكون الناتج لوحة سورية عظيمة لايمكن نكرانها
الشكر لك أيها الفنان الذي تنبض ريشته بالوطنية لتبدع علم الوطن