syria.jpg
مساهمات القراء
قصص قصيرة
قهوة ...بقلم : ميس فايز حاتم

ولدت ثانية ,,,, من رحم الألم هذه المرة..

تلك الدموع التي ذرفتها في سنينها الماضية بمذاقها الشديد الملوحة طهرت قلبها الغض,,,وغسلت شوائب الروح,كما تغسل المياه النقية جسدا آثما...

ظنت آنذاك أن الحياة استحالت بدونه ,وأنها انتهت عند هذا الحد ,ولكنها أخطأت الظن هذه المرة أيضا


رشفت رشفة من فنجان قهوتها المر كأيامها وتساءلت ماذا تراه يفعل الآن ,هل افتقدها ,,هل بكى في غيابها,,هل وهل؟ وهل ؟؟؟؟؟؟؟وتشابكت كل تلك الأسئلة في ذهنها, ولم ينقذها من ضجيجها سوى رشفة مرة أخرى ,كان لابد لها أن تشرب الماء بعدها لتخفف من حدة المذاق المر لقهوتها وأيامها بدونه

 

لكنها اعتادت الأمر ,وهي الآن حية بدونه ,بل وربما هي أفضل حالا وأقوى,, هي الآن قادرة على حبس دموعها والتحكم بها أمام أيا كان . وهذا كان قبلا ضربا من ضروب المستحيل ,,كانت دائما تبكي لسببين :الأول هو السبب الرئيسي الذي تبكي لأجله  ,,والثاني  الذي جعلها تشعر دائما بالقهر والوجع وهوأنها تبكي أمام أحدهم ولا تستطيع حبس دموعها,إحساسها بأنها  منكسرة وضعيفة كان يدفعها لتبكي أكثر وأكثر ..

 

إلهي كم كان موجعا ومهينا لها أن تشعر بالضعف ,,لكنها ليست نادمة فربما كان لا بد أن يحصل هذا لها

 

نعم كان لابد لها أن تذرف كل تلك الدموع , كان لابد أن يجتاحها هذا الكم الهائل من الفراق ,ليصبح الأمر عاديا هكذا ليصبح المرار مستساغا ومقبولا إلى هذا الحد , كان لا بد أن يعتصر قلبها دما , بل و لابد من كل هذا الألم ليحيلها نقية كياسمينة تفتحت على مهل عند الفجر..

 

رشفت آخر رشفة من فنجانها ,لكنها تلذذت بمذاقه المر المحبب هذه المرة وتمتمت :

لا تخجلي من دموعك أبدا

فليس الحزن وألمه نذير شؤم ,,,بل بشير ولادة جديدة ......حياة جديدة ...

فيالها من دموع...

 

2013-05-09
التعليقات
Fadi
2013-05-12 15:05:07
نحن محكومون بالامل..
"ارقص كما لو ان لا احد يراك....غني كما لو ان لا احد يسمعك......احبّ كما لو ان لا احد سبق ان جرحك..."...هكذا ختمت احلام مستغانمي كتابها " الاسود يليق بك"......... نحن محكومون بالامل ..... شكرا لاناملك وحروفك المفعمة بالصدق...ننتظر المزيد....

سوريا
Fadi
2013-05-11 13:24:34
ايـــــــه في امل
يقولون ان الزمن كفيل بالنسيان...وانا ارى ان الزمن كفيل بالتراكم... ندّعي النسيان ..ونمارس طقوسا جديدة...وما ان تهب الريح قليلا حتى تلهب كل ماكان ونعود من نقطة البدء والتراكم من جديد... ويبقى الامل والاصرار على الحياةاقوى كما ختمت احلام مستغانمي بكتابها ..الاسود يليق بك..." ارقص كما لو ان لا احدا يراك....غني كما لو ان لا احد يسمعك...احبّ كما لو ان لا احد سبق ان جرحك"......شكرا لاناملك ولحروفك المفعة بالصدق...ننتظر المزيد

سوريا
فارس
2013-05-10 21:36:54
رقيق
انت خديلك شفه حليب بالعسل وانسي القهوه والمراره

سوريا
تمار عيد
2013-05-09 22:32:52
شكرآ لك
الصديقة و الاخت ميس قلمك رائع ودافىء ينساب في اعماق الروح شكرا لك من القلب ..... وانت إحدى الصديقات و الزميلات الخريجات من كلية الإعلام التي اعتز بقلمها.... إلى الامام دائما.

سوريا
محمد عصام الحلواني
2013-05-09 20:38:52
مبدعة أستاذة ميس المحترمة
لا أعرف كيف تجعلين كلمة واحدة ( قهوة ) وبدون التعريف . نكرة . كيف تجعلينها قصة تحكي الكثير الكثير وبتفاصيل عجيبة . أعترف لك سيدتي بالفن والإبداع . ولقد بت أنتظر ما سيكون من نتاجك على أحر من الجمر . بارك الله بك وبما أوصلك لما أنت فيه ولعل المعاناة تولد الإبداع قسرا عند الإنسان الذي يملك قابلية الإبداع . المهم أن نحول الشيء المزعج إلى لوحة رائعة . سلمت يداك وأحترامي الكبير

سوريا