وقفت أو تهاويت لا أدري !! في لحظة بعثر صاروخ جدار الغرفة ...شطر عائلتي نصفين نصفٌ تناثر شظايا, ونصفٌ تكفكف الملائكة جراحه.
في تلك اللحظة... لم أدري إن كنت أنا على قيد الحياة أم روح تطفو لترى النار والدم.
لتسكن روحي الأنين... أنين الأحبة وتصرخ وتبكي..
مشطورة أنا...ونصفي خيط ُ ألم معلق بجسد, ونصفي الآخر روحٌ تنظر لمن تعشق...
أأبكي؟.. أأصرخ؟.. أأعود للجسد؟.. لنصف مشطور ونصفي الآخر مضرج بالدم؟...
وقفت حائرة كيف سأحمل جثماني وأمشي ؟..
كيف ترحل روحي عن مكان الجسد؟... وأنا أنظر لأطفالي أسمع أنينهم, اسمع استغاثاتهم, فمنهم من يمسح الدم عن وجهي ويقبلني ويبكي...ومنهم من فقد الوعي لهول المشهد ...وطفلي الصغير ملاكي أصبح روحاً بقربي يمسك بيدي
فضمت روحي روحه وبكت الأرواح معاً.. وكل منا يمسك الآخر .
أشده أنا للأرض ليعود معي ...وهو يشدني ليطير بي إلى السماء...
هو يبكي ويقول تعالي...وأنا أصرخ وأقول عد إلي ولا ترحل...حتى تفجر نوراً عظيماً بيني وبينه أعمى بصري... و رحل... صعد فوق جناح النور ليضيء كنجمة في سماء روحي... حمل تحت جناحه أمنياتي... قبل نوره جبيني وتلعثمت شفاهه بدموعي ...ورحل...
رحل ملاكي الصغير ..وعدت أنا لنصف جسد...
لأصارع آلامي ...وأحمل جثماني طوال عمري...
ولأبكي ملاكي الذي رحل.
الأستاذة المحترمة نور غسان بركات : لك الله لقد أدميتي قلبي وغرقت في نوبة بكاء مريرة على وطني . والله لم أقرأ في حياتي تصوير بهذه البراعة لتلك اللحظة . عجيب كيف استطعت أن تصفي باختزال رائع عدة مشاهد ومن زوايا مختلفة في لحظة واحدة . والأعجب أنه مع المحتوى الفني البارع هناك وجدان يحرك الصخر ويبكي من في قلبه مثقال ذرة من الرحمة . تقبلي مروري
أستاذ محمد ...سلامة قلبك لم أرد أن أبكي أحداً ...لكن هذا واقع وطني المؤلم...يبكينا جميعاً ..ودموعك دموع وطن ..نبكيها من عيوننا وقلوبنا وأرواحنا الحزينة ...ليت هذه الحكايات نسج خيال...لقد اعتدنا الموت والألم والفراق...واعتدنا نوبات جنون الحزن.. لنعيش خيال ما بعد الفراق ومابعد انشطار الجسد...ومابعد الألم...مرورك عطر أستاذي الكريم...وأشكر طيب حرفك وروحك...