تعتبر الأزمة السورية من أهم الأزمات التي ظهرت على سطح الأحداث السياسية العالمية في السنوات الأخيرة، والتي انتشرت أخبارها في الصحافة والإعلام في جميع أنحاء العالم وبذلك أصبحت في مقدمة الأزمات و المشكلات
ما تتعرض له سورية من حرب عدوانية وتدمير وتخريب يطال بنيتها الإقتصادية والتحتية و الخدمية، بنية تفكيك و تقسيم وإضعاف سورية هدفه حماية أمن إسرائيل . فلم يعد سراً على الإطلاق أن هناك محاولات مستمرة طوال السنوات الماضية وحتى الآن من بعض القوى الدولية لزعزعة الاستقرار في المنطقة العربية، وخلق مناخ يسوده التوتر والإحتقان ويشجع على إثارة القلاقل والاضطراب واللعب على أوتار الخلافات العربية والأثنية وتصعيدها والعمل على تحويلها إلى صراعات ملتهبة ومستمرة تهدد البلاد العربية وسيادتها.
لذلك نرى أن فكرة الهيمنة على المنطقة العربية وعلى الأخص سورية فكرة قديمة لمنع ظهور أي قوة إقليمية على أساس عربي إسلامي وقد سلكت الدول الغربية عدداً من السبل في محاربتها للمشاريع القومية والتوجهات أو المآلات الوحدوية التي يمكن بواسطتها بناء القوة الذاتية العربية وتحقيق التنمية المستقلة. فإذا نظرنا اليوم إلى العالم العربي الإسلامي سنجد إنه يمر هذه الآونة بمرحلة حرجة تعتبر من أخطر المراحل التي تمر بها الأمة العربية ذلك ما يحاك في الخفاء ضد العروبة والإسلام، أصبح يتم الآن علناً وتمثل ذلك بالدرجة الأولى فى الهجوم الشرس على المسلمين وإلصاق تهمة الإرهاب بكل ما هو إسلامي. فالمدقق يستطيع في حال الأمة العربية اليوم أن يرى بوضوح تعرض هذه الأمة لمحاولات عديدة لإعادة تشكيلها، وتهيئة مناخها لميلاد شرق أوسط جديد .
وبذلك يعتبر الكيان الإسرائيلي أكبر تحد استراتيجي يواجه الأمة العربية، وأخطر تهديد لأمنها القومي، فهو ليس اغتصاباً للوطن، بل هو أداة تقطيع أوصال الوطن العربي، وتخريب مستمر لكل طموحاته القومية، وتدمير برامج التنمية الاقتصادية والسياسية والثقافية.فهو وجود يناقض الوجود القومي للأمة العربية، لأنه يسعى إلى تجزئة قطرية برعايته للأقليات العربية، ونهب الثروات المائية والاقتصادية، لأن المشروع الصهيوني هو مشروع إفناء لمقومات الوجود العربي من خلال التوسع والعدوانية. وبالتالي تعتبر سورية ذات إمكانيات بشرية كبيرة وثروات طبيعية هائلة كما تتميز بموقعها الهام والاستراتيجي هذا مما جعل الدول الغربية وفى مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لإيجاد منفذ لها للسيطرة عليها، وتحقيق مصالحها الإستراتيجية بالاستمرار بالهيمنة على مقدرات الشرق الأوسط ، حيث سعت أمريكا بعد حرب العراق للاستحواذ على سوريا ،رسائل جورج بوش الابن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السابق أيام حكم الجمهوريين و الرئيس الفرنسي جاك شيراك ووزير الخارجية الأمريكي الحالي جون كيري تؤكد جميعها دعوة القيادة السورية و ترغيبها للانخراط في المعسكر الأمريكي و الإبتعاد عن محور الممانعة والقبول بتمرير المشاريع الأمريكية الصهيونية عبر الأراضي السورية .
رفضت سوريا كل تلك العروض وأصرت
على موقفها المتسم بالطابع الاستقلالي ،إن إستهداف سوريا من قبل أمريكا و حلفائها
في المنطقة لان سورية بموقفها و موقعها الرافض للانخراط في المشروع الأمريكي تشكل
عقبة أمام استكمال تنفيذ المخطط الأمريكي المرسوم للشرق الأوسط لمناهضة الصين
وروسيا ، تمت الهيمنة على الجامعة العربية وأخضعتها لتمرير قرارات تخدم المخطط
الأمريكي الصهيوني عبر عملاء أمريكا في المنطقة، وهنا لا ننسى دور إسرائيل الهام في
تعقيد المشكلة السورية وتدويلها بغية الالتفاف حول الأمة العربية وسوريا بالذات.
ومن أبرز ملامح التدخل الدولي الراهن في سوريا هي عودة التكالب الاستعماري من جديد
إلى المنطقة .
إن إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية تقفان على أرضية واحدة لأن الأهداف مشتركة والإستراتيجية متناغمة للهيمنة والوصاية على المنطقة العربية، بالرغم من أن المجتمع الدولي يرفض التوجهات الإسرائيلية لاستهداف الأرض والشعب العربي، إلا أن النفوذ الإسرائيلي داخل المجتمع الدولي قوض إرادة المجتمع الدولي للوقوف ضد المشروع الصهيوني.
واليوم يبدو أن العالم العربي هو الساحة الوحيدة لتطبيق الشرعية الدولية الجديدة بعد أن فقد أهلية اللاعب حتى في قضاياه القومية ، فاستبيح الوطن العربي وتم تفكيك المواقف العربية بحيث لم يعد هناك قضية قومية واحدة على عكس ما كان العالم العربي يشعر حتى ثمانينات القرن الماضي إنه جسد واحد تنتفض كل أعضائه إذا مس عضو فيها، وانشغل كل وطن بعلاقاته ومصالحه الفردية فتراجعت الروح الجماعية، فازدهرت العلاقات الإسرائيلية مع بعض الدول العربية ، ناهيك عن أعمال الإبادة التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب العربي و الإسلامي، فقد كان من نتائج مواقف بعض الدول العربية المتواضعة في فلسطين والسودان والعراق وليبيا وغيرها إزاء إسرائيل وأن توحشت إسرائيل ولم تعد تطيق مجرد النقد، ناهيك عن إلزامها بقواعد السلوك القديم وتجسيد آثار التحالف الإسرائيلي الأمريكي وموضعه عوامل القوة الإسرائيلية بتوليد عشرات العوامل الداخلية والإقليمية لتحجيم القوة الإسرائيلية.
ومن هنا نجد أن الوجود الإسرائيلي في قلب المنطقة العربية وما به من نشاط للتوسع الإستيطانى وتغيير ملامح الأرض وتهويد مدينة القدس وإعتبارها عاصمة أبدية لإسرائيل ومحاولاتها المتكررة لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم ونظرية الأمن الإسرائيلي نفسها تمثل مشكلة ليس بالنسبة لسوريا وإنما لكل الدول العربية أي إن إسرائيل تشكل ذروة التحدي الاستعماري الصهيوني للأمة العربية ونقطة تحول وتنفيذ للمخططات الاستعمارية. ولا ننسى الوجود الأمريكي المتنامي عسكريا وسياسياً واقتصادياً والقائم فعلا في المنطقة العربية يمثل تهديدا للمنطقة العربية خاصة عند النظر إلى العلاقة الإستراتيجية المعلنة بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية في ضوء إنفراد الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة العالم كقوة عظمى منفردة.
فالمؤامرة على سوريا أصبحت
حقائقها واضحة وأهداف الأدوات المنفذة لهذه المؤامرة هو خدمة أسيادهم في البيت
الأبيض الأمريكي مقابل وعود لإستتاب أمن ممالك وعروش في طريقها هي الأخرى للتهاوي
نتيجة التأمر عليها وشمولها بالمخطط الأمريكي الصهيوني، أمام هذا الواقع الذي لا بد
له من صحوة ضمير من قبل المجموعات المختلفة التي تقاتل الشعب السوري أن تعي خطورة
ما تقوم به وأهداف ما تسعى أمريكا لتحقيقه سعياً لتحقيق أمن إسرائيل
لذا لا بد من أن تعمل المجموعات
على وقف كل أعمالها العسكرية وتقوم بمفاوضة القيادة السورية بحوار وطني يؤدي لتوافق
وطني سوري يضمن وحدة سوريا ويحافظ على وحدة و تماسك الشعب السوري و ينقذ سوريا من
هذا الدمار الذي تتعرض إليه . و بهذا نكون قد أفشلنا المخطط الأمريكي الصهيوني الذي
يستهدف امن إسرائيل على حساب امن سوريا و الأمن القومي العربي بالإضافة إلى
الاحتفاظ بالهوية الوطنية السورية و إسقاط كل أدوات التأمر على سوريا و الأمن
القومي العربي و نعيد للصراع أولويته و بوصلته الحقيقة لتحرير الدول العربية و
الإسلامية من الاحتلال الأمريكي و الصهيوني.
اسرائيل هي العدو الاساسي لسوريا لكن ما هي خطط الحكومة لمواجهة هذا العدو ومؤامراته لماذا دائما الحروب على ارضنا وفي سماؤنا لماذا لا نقوم نحن بمؤامرات تهدد اسرائيل لماذا لا ننقل الصراع الى داخل اسرائيل الم يقول الرئيس حافظ اننا سنعمل على جعل الجولان في وسط سوريا فهل تحقق شيئ من هاذا لماذ دائما نعلق فشلنا على الاخلرين ونحن اصحاب نظرية النقد الذاتي البناء
تحياتي لك دكتور خيام تحليل يعبر عن فهم واعي بالاحداث