syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
علموا أولادكم الملاحة في الإنترنت .. بقلم : جواد حمزة

شئنا أم أبينا فقد أصبحت الإنترنت هي المكان الأول لممارسة أعمالنا وترفيهنا واستقاء أخبار العالم وخوض حياتنا الاجتماعية ومد رؤوسنا عبر نافذتها لنرى الكون بتفاصيله الصغيرة والصغيرة جداً ،


وشئنا أم أبينا أيضاً فقد أصبحت هذه البيئة الافتراضية الخلاَّبة مرافقة لوعي أبناءنا ووتعمل على حفر مكان لذاتها في عمق ذاكرتهم الفتية ليألفوا بعد ذلك العيش في وجودها كما سيألفوا طعامهم وشرابهم وألعابهم ومدرستهم وحتى الهواء حولهم ، وحتماً ستهفو إليها أفئدتهم الصغيرة والبريئة ومنذ نعومة أظفارهم لما تزخر به الإنترنت من مغريات مرئية وسمعية تلهب خيال الكبير الناضج وتحفزه فكيف لا تفعل فعلها هذا بعقل الصغير الزاخر بالفضول والمتلهف للمعرفة والمرح ..؟

 

والكثير منا يقف بحذر وخوف شديدين من هذه البيئة الجديدة على حياتنا ولاسيما بأن جميع الآباء والأمهات وبلا استثناء هم حديثو العهد على هذه البيئة الافتراضية حيث لم تعرف طفولتهم أي شيء عنها ولو حتى بالاسم لأن الإنترنت وإن عُرِفَتْ في مطلع ثمانينيات القرن الماضي على نطاق ضيق جداً في الغرب الأمريكي فإن انتشارها بين العامة بشكلها الحالي هو حديث العهد ولاسيما في عالمنا العربي على وجه الخصوص حيث لم يتجاوز انتشارها نحو العامة عتبة العشرة أعوام إلا بقليل ..

هذا الشعور بالخوف والحذر هو شعور طبيعي جداً واللاطبيعي هو أن يصبح مبالغاً به ليتحول إلى أداة هدم بدل أن يكون أساس بناء متين لشخوص أطفالنا وتوجيهها التوجيه الصحيح والسليم ، وخوفنا هذا ينبع من وجود سلبيات هدّامة للعقل والروح تزخر بها الإنترنت ، وأيضاً مما تبثه في فضاءها الافتراضي المفتوح من سموم وموانع صلبة تعيق رقي السلوك البشري وترديه صريعاً في غياهب الانحراف والخلل وبالتالي تنامي خطورته على الفرد والأسرة والمجتمع ككل ،

وأعتقد بأن الجميع بات يعرف كل هذه السلبيات ويدركها ويلمس خطورة حتى الاقتراب منها من بعيد ، وبناء على ما نرى ومانعرف وماندرك من سلبيات هذا العالم الافتراضي بنينا موقفنا الحذر والمتشكك هذا ونما خوفنا الشديد على أطفالنا وبات حاجزاً حال بين (شيطان ) اسمه الإنترنت وبين أطفال لابد وأن يقتربوا من هذا الشيطان الآن أوغداً بعلمنا أو من خلف ظهرنا شئنا أم أبينا أيضاً فكيف لا وحديثنا عن الإنترنت لايتوقف آناء الليل وأطراف النهار ..؟

كيف لا وقد خلطنا بين واقعنا المُعاش وبين العالم الافتراضي الذي بات يحيط بنا وبأطفالنا من كل حدب وصوب وكأننا وإياهم أسماك تسبح في عمق المحيط..؟ .. كيف نحاول تقزيم هذا الشبح الافتراضي في حياتهم بتجاهله ومحاربته وصدهم عنه وقد اقتحمتْ الإنترنت بيوتنا ومدراسنا وجامعاتنا وأماكن عملنا ولم تنسَ حتى هواتفنا النقالة المتعددة ..؟ ..

 إنه برأي كمن يهرب من المطر إلى تحت (المزراب) وحتماً الوقوف تحت المطر أعذب وأنظف من أي شيء آخر ..

وما أراه بأن محاولة تجنيب أبناءنا هذه السلبيات بذعر وجزع وبمنع الإنترنت عنهم هو من سيلقي بهم بين براثنها وكهوفها المظلمة ، وبدل أن تكون لهم منهل علم ومنصة مرح وحديقة وارفة الظلال ومتنوعة الفوائد وبيئة آمنة تشغلهم لبعض الوقت بالجميل والمفيد والقيِّم ستكون بفضل خوفنا المبالغ به الشرك الكبير الذي نحاول تجنيب أبناءنا الوقوع به فيغافلونا ويقعون به بلاحول ولاقوة لنا ..

لذلك فلننظر إلى الجانب المشرق من الأمر منطلقين من حقيقة واقعية مفادها بأن الإنترنت ليست كلها سلبية كما نظن بل أكاد أجزم بأن الجانب السلبي بها يكاد لايذكر أمام ما تعجُّ به من فوائد جمة ترافق مراحل العمر المختلفة ، ولا أذيع سراً أو أدعي اكتشافاً أو أقول مبالغة إذا قلتُ بأنها قد أصبحت عصب حياتنا العصرية ونحن حديثي العهد بها فأين سيكون موقعها في حياة أبناءنا مستقبلاً إذن وهي التي سترافق مسيرتهم العلمية والتربوية والاجتماعية وحتى أوقات فراغهم ومرحهم ..؟ ..

فلنغير نظرتنا السوداء هذه ولنبدل شعورنا القلق هذا اتجاه ضيفنا الجميل الذي يسمونه الإنترنت ، ولنحرص على ملاطفته ومؤانسته ، وأن نفتح له بيوتنا ونمنحه ثقتنا وبعض الوقت من حياة أطفالنا العزيزة على قلوبنا ، ولنغرف بذكاء وحنكة من كنوزه الكامنة في صفحاته ونقدمها لأبناءنا بكل رحابة صدر ، ولندرك بيقين بأن هذه الفوائد هي أضعاف مضاعفة عن تلك السموم المبثوثة في ثناياها وظلماتها ، ولايتطلب الأمر إلا اتباع بعض القواعد البسيطة جداً للتعامل الإيجابي مع الإنترنت أولها تجاهل السلبيات وكأنها غير موجودة وتجنبها أنَّى وجدت ، وثانيها وضع الطفل أمام خيارات ومواضيع تناسب سنه وإدراكه فالفيس بوك على سبيل المثال ليس لطفل لم يتجاوز الثالثة عشر من عمره ، وثالثها بل وأهمها هي المراقبة الدائمة والعلنية لما يفعله أو يزوره أطفالنا على الإنترنت لتجنيبهم ما لايطيقون مشاهدته أو سماعه أو فعله ..

لنعلم أطفالنا الملاحة بذكاء في هذا البحر المتلاطم ، ولنقف نحن على الشاطئ نراقب بعين يقظة وحذرة وهم يشقون عباب الإنترنت ، ولنناقش أطفالنا بمايروه ويسمعوه على هذه الشاشة الصغيرة ، ولنبدي اهتمامنا بعالمهم الافتراضي الوليد كاهتمامنا بطعامهم وشرابهم ولباسهم وألعابهم ، وآخر قولي هو حذاري ثم حذاري بأن نجعل من الإنترنت ( لصاً ) يسرق وقت أطفالنا كله ويحولهم إلى ( سجناء الشاشات ) بل لنخصص لهم سويعات قليلة كل يوم مقسمة بين الفائدة والمرح فهي تكفي وتفي بالغرض المنشود ..

وهنا قائمة ببعض مواقع الإنترنت المفيدة والتعليمية والترفيهية والعلمية تناسب جميع الأعمار تقريباً بما فيهم الآباء الذين مازالوا يحملون في ذواتهم ذلك الطفل الصغير :

مواقع لتعليم اللغة الإنجليزية بشكل مرح :
http://www.poptropica.com/
http://www.brainpopesl.com/
http://e-learningforkids.org/

موقع جميع لتعليم الحروف والمفردات :
http://www.starfall.com/

موقع لتعليم الرياضيات :
http://www.ixl.com/

موقع لتعليم التجارب العلمية للأطفال :
http://pbskids.org/zoom/

قناة ديسكفري للأطفال :
http://kids.discovery.com/

قناة ناشونال جيوغرافيك للأطفال :
http://kids.nationalgeographic.com/kids/

موقع ناسا للأطفال :
http://spaceplace.nasa.gov/

قنوات على اليوتيوب لتعليم التجارب للأطفال :
http://www.youtube.com/user/Stevespanglerscience
http://www.youtube.com/user/medakheel
http://www.youtube.com/user/TheQuirkles

التعليم واللعب :
http://www.learninggamesforkids.com/
http://www.funbrain.com/

موسوعة الطفل :
http://www.kidsbiology.com/
http://www.factmonster.com/

تعليم مهارات الكمبيوتر للأطفال
http://www.kids-online.net/learn/click/table.html

موقع براعم :
www.baraem.tv

سبيس تون :
http://www.spacetoon.com/spacetoon/home.html

2013-06-03
التعليقات