syria.jpg
مساهمات القراء
قصص قصيرة
قهوة 4 ... بقلم : ميس فايز حاتم

مكالمةٌ واحدة منهُ...كانت كفيلةً بإعادتها حبّاً كاملاً إلى الوراء.....
ذاتَ حياةٍ,,اقتاتت على فُتاتِ اتصالاتهِ ,وغذّت حبّها ببقايا كلماتٍ كان ينثرها لها لتعتاشَ عليها أياماً بانتظارِ اتصالهِ التالي.....


أمضت اللّيل باجترار كل كلمةقالها وكان ينوي قولها في تلكَ المكالمة, بحثت كثيرافي أنفاسِهِ الفاصلةِ بينَ كلِّ كلمةٍ وأخرى علَّها تجد رسالة شوقٍ أو حنينٍ إليها‘‘‘‘.أو اعتذاراً مبطناً أراد أن يتفوه به لها لكنَّ كبرياءهُ منعه....اختلقت عشرات الأسباب التي دفعتهُ للاتصال بها...((((لكن لم يخطر ببالها أبدا السبب الوحيد الذي كان يضمرهُ لها )))))


اتصالاً واحداً كانَ كفيلاً بإعادتها على قيدِ الحب...
وهي الآن تقف في مواجهة نفسها....وماتوقعت أن يكون التحدي صعبٌ إلى هذا الحد...فهو بدأ يتحرَّشُ بالذَّاكرة ,,,,واتصالاً بعد آخر لن تقوى على مقاومتهِ ...فهي تعلم جيداً إلى أي درجة سيهزمها إغراءُ حرائقِهِ ثانيةً.....
عدَّلت جلستها وكأنها عثرت على شىءٍ ما سينتشلها من محنةِ النِّزال مع نفسها ويضع حداً لحيرتها ...


فكرت....ربما لوذهبت في رحلةٍ قصيرة إلى مكانٍ ليس لها معهُ ذكرياتٍ تطاردها فيه,,ستنساهُ قليلاً وتستعيدُ نفسها كثيراً ....
لِمَ لا !!!! ففي السفر دوماً شيئاً جديداً
((( كل شىء جديد يحمل بداخله بذور حياةٍ جديدة )))


كانت على يقينٍ تام أن الهرب في مثلِ حالتِها شجاعة......هي التي لم تهرب يوماً من مواجهةِ مشاكلِها ,,,ولكن معهُ اختلفت كلُّ حساباتها 
كانَ الهرب من براثن هلاكهِ بالنسيةِ لها غايةً لا وسيلة,,لتنقذ ماتبقى لها من فُتات روح...


نفضت رأسها كما لتنفضَ منهُ كلَّ الأفكارِ التي تؤدِّي إليه...أغمضت عيناها علَّها تغفو قليلا بانتظارِ الصباح ....
لكنها تمنت لو يغفو رأسها المستيقظ ليل نهار ,,علَّها ترتاحُ قليلاً ,,وتضعُ بعضَ أحمالَ حبِّه التي أثقلت كتفي قلبها ,,,وتنسى........

 

2013-05-28
التعليقات
محمد عصام الحلواني
2013-05-28 15:30:36
الأستاذة المحترمة ميس فايز حاتم
الإبداع يعشش لتنمو فراخه بين الحروف التي تخطينها . والعبارات تأسر كقولك ( فهو بدأ يتحرَّشُ بالذَّاكرة ) فهو استعمال في هذا المقام من البلاغة والفن قد نال الظفر. وقولك ( عدَّلت جلستها وكأنها عثرت على شىءٍ ما سينتشلها من محنةِ.. النِّزال مع نفسها )عجيب . أين تجدين المفردات سيدتي . فإن كان كنزا فدلينا علنا نغترف منه بعض الحروف التي تسعف خيالنا الجاف . لك الله فبرغم المعاني الكبيرة في القصة إلا أنني أود الخوض في وصف الكلمات أكثر من البحث في الحالة التي تصورينها .تقبلي مروري

سوريا