syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
الإعلام الصهيوني : بين التضليل و تزييف الحقائق ...بقلم : الدكتور خيام محمد الزعبي

مما لا شك فيه إن الإعلام له دوره الفعال في التأثير على الرأي العام ، و في تعبئة الجماهير و كسب تأييد الشعب ، و قد أدركت المنظمات الصهيونية مدى هذا التأثير و ما له من دور كبير في كسب الأصوات العالمية في صالحها و خاصة الإعلام المرئي لما لأثر هذه الصورة في ترسيخ الحدث بقوة: الأذهان ، لذلك سارعت هذه المنظمات على امتلاك أكبر المؤسسات الإعلامية التي ساعدت بدورها على تأييد الحركة الصهيونية بإعطائها الحق باحتلال الأراضي العربية .


فالإعلام الطبيعي هو السلطة الرابعة في أي دولة ، و لكن الإعلام الصهيوني شي مختلف تماما عن باقي المؤسسات الإعلامية في العالم ، لأن حقيقة الإعلام الصهيوني تبين انه أداة عسكرية لا تختلف عن أي سلاح يستخدمه الكيان الصهيوني عقب تنفيذ أي عملية إرهابية أو مخطط استيطاني أو عدواني جديد .

 

كما إن الصهيونية كثيرا ما تهتم بالإعلام لأنها أدركت فعالية سلاح الإعلام منذ قديم الزمان و قبل إنشاء كيانها الغاصب على تراب ارض فلسطين و التي أسست حكومة يهودية عالمية هدفها الأساسي السيطرة على العالم و شعوبه و جعلهم أداه تحريك لها حسب الرغبات و المصالح بالإضافة إلى إشعال الفتن فيه لأن مصالحهم لا تتحقق إلا بوجود تلك الأجواء المضطربة و التي لا يمكنها أن تنمو و تعيش إلا في ظل الاضطرابات و الصراعات .

 

و بعد تأسيس دولة الكيان الصهيوني كان للإعلام دور هام جدا في الترويج لقبول السرطان الصهيوني الذي ظهر بالمنطقة العربية ، و أيضا كان للإعلام دور بارز و كبير في التضليل على فكر و رؤية الشعوب الغربية و التي ما لبثت إلى أن اعترفت عبر حكامها بإنشاء ما يسمى " بدولة إسرائيل " .

 

و بالعودة إلى يومنا هذا نرى إن الصهيونية العالمية قد استطاعت احتكار الصحافة في بلاد العرب و أصبحت قادرة على قلب الحقائق و تصوير الضحية الأعزل على انه الجاني و تصوير الجلاد المدجج بالسلاح على انه ضحية بريئة تحمل السلاح للدفاع عن أطفالها .

و للإعلام الصهيوني منذ نشأة الكيان الصهيوني أساليب مختلفة يستخدمها في خدمة أطماعه و أهدافه في فلسطين .

 

فقد عرفت الدعاية الصهيونية أن تخاطب الناس حسب مستوياتها الاجتماعية و الاقتصادية توجهاتها الفكرية و العقائدية و انتهجت الدعاية الصهيونية أساليب متنوعة لمخاطبة الناس من اجل تحقيق أهدافها .

 

تركز الإعلام الصهيوني على مراكز الثقل في السياسة العالمية أي في البداية على أوروبا ثم بعد ذلك على أمريكا و الدول الغربية ، و بما إن الحركة الصهيونية قد ربطت نفسها منذ البداية بالدول الكبرى و طموحاتها و أطماعها السياسية و الاقتصادية ، فقد حرصت على أن تحافظ على علاقة خاصة بهذه الدول صاحبة القرار السياسي ، و عملت الدعاية الصهيونية على أن تدعم سياسة الحركة الصهيونية المرتبطة بأطماع هذه الدول على كافة الأصعدة المختلفة ، لذلك جعل الإعلام الصهيوني من خلال نشاطه و تركيزه على التأثير على الرأي العام في تلك البلدان من الرأي العام رافدا و داعما لسياسة الدول المؤيدة للأهداف الصهيونية و المتفقة مع الأهداف الاستيطانية الصهيونية .

 

و عبر ذلك تم إسقاط حق الشعوب في المقاومة و التحرر و أصبح من يحمل السلاح دفاعا عن نفسه ووطنه إرهابيا و تم التغطية بذلك على الاحتلال الأمريكي في أفغانستان و العراق و ليبيا ..... ، و التحضير لضر دول أخرى على أجندة الإدارة الأمريكية التي هي الشريك القديم و المتجدد لتسويق حق الصهاينة في العيش بسلام عبر قتل و تدمير أي حضارة و التي تقول لا للصهيونية الحاقدة و لا حق اليهود في أرضنا المغتصبة .

 

و لا شك بان الأساليب الإعلامية المختلفة التي ينتهجا الإعلام الصهيوني هي دليل واضح على إن الحركة الصهيونية هي من الحركات القليلة في هذا العالم التي أحسنت استخدام سلاح الإعلام و سخرته لكي يصبح أداة قوية و مؤثرة في يدها .

و الأساليب المستعملة في الإعلام الصهيوني كثيرة و متشعبة و متداخلة مع بعضها البعض و لكن جميعا تفي بالغرض المطلوب سواء كان على صعيد الابتزاز و الاستقطاب أو أسلوب المناورة .

 

اعتمدت إسرائيل في سياستها الإعلامية و الدعائية على فبركة الأحداث و المعلومات الخاطئة و التضليل الإعلامي الموجهة و التستر و التعتيم على سير مجرى الأحداث و الأخبار الهامة التي تخص الكيان الصهيوني و أفعاله تجاه الفلسطينيين و العرب كما حصل في حرب غزة و لبنا نو غيرها من الدول العربية بما يخدم ذلك مصالح الكيان الصهيوني .

 

إن الإعلام الصهيوني هو بلا شك السبب الرئيسي في تشويه الصورة العربية في أذهان العرب بأسره فكذبة الإرهاب التي التصقت بالشخصية العربية و التي كدنا نصدقها من تكرار ذكرها ما هي إلا صورة مشوهة لنا ، برع الإعلام الصهيوني بنشرها في كل انحاء العالم .

فماذا يأتي إرهابنا الذي يزعمون ، أمام إرهابهم الهمجي المتعسف فلو استعرضنا المجازر و الجرائم التي اقترفتها أيدي البطش الغاشمة منذ احتلالها لأراضينا لاحتجنا إلى مجلدات لعرضها ، فهي جرائم بشعة لا يمكن تصورها .

 

إن الإعلام الصهيوني المدعم بالآلة الإعلامية الغربية الموجهة للعرب يحاول أن يصل بهم إلى الاقتناع بعدم جدوى خيار المقاومة لتحقيق هدف نهائي يتمثل بالمضي بهم إلى قمة اليأس من إمكانية التخلص من الأوضاع التي يفرضها عليهم التفوق الإسرائيلي التقني و العسكري ، و من ثم تحطيم أي أمل في نفوسهم بإمكانية تغيير الواقع أو حتى التفكير في تحسين الظروف الذاتية و الموضوعية التي من الممكن أن تحقق لهم استعادة حقوقهم كاملة .

 

بذلك كان الهدف الإعلامي الصهيوني هو قلب الحقائق و صياغتها لتقديم القاتل بصورة الضحية و تحويل الفعل الوحشي إلى فعل مبرر لدى الرأي العام الذي يراد إعادة تشكيله من جديد بهدف إحداث التأثير المقصود مستخدمة تقنيات دعائية متطورة تلقى الدعم و التأييد من الغرب و لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية " الم يقل جورج بوش الابن إن شارون رجل سلام " .

 

لذا يجب علينا أن ندعم بما استطعنا من مال أو جهدا و دعاية كل المنابر الإعلامية ، و علينا مقاطعة كل الإعلام المفضوح أو المستتر الداعم للصهيونية لان الأمة العربية و الإسلامية ستظل هدف سهل الاصطياد للصهيونية و الامبريالية الأمريكية طالما ظلت العلاقات بين بعض أنظمتها من جانب و الولايات المتحدة الأمريكية من جانب أخر علاقة السيد و المسود ، و ستظل عملية النهوض و الارتقاء بالكرامة العربية الإسلامية مرهونة بالندبة في التعامل مع الآخرين و بالاستخدام الأمثل   بما يملكه العرب و المسلمين من طاقات مادية و بشرية و قيمية في تعاملهم مع الصهيونية و الولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص .

 

لنعمل معا جميعا من اجل إيجاد تقنية إعلامية للربط مع كافة الدول العربية و الإسلامية و تطوير كل الوسائل الإعلامية و الدعائية في الرد على الإعلام العبري و الغربي و كبح كل تبجحاته و أكاذيبه المفبركة .

كفى أن نعمل ضد بعضنا البعض في قنواتنا العربية و إعلامنا المختلف و ترك الفضاء الإعلامي مفتوحا للإعلام الصهيوني و الشعب العربي و الفلسطيني لقمة سهلة له

 


 
2013-06-01
التعليقات