صدق أو لا تصدق .
العالم يهتز . وموازين الاستقرار قد أختلت .
فما الذي يحدث ؟ .
عادة يسبق أي زلزال هزات تتفاوت في شدتها . وتكون دلائل واضحة على حدوث الزلزال .
وبعد حدوث الزلزال وانجلاء الغبرة . تتوضح الصورة . فيطفو على سطح الأرض أشياء طال دفنها عميقا . وتدفن أشياء طال بقائها على السطح طويلا .
وهذا من شأنه أن يغير طبيعة الأرض . وكون الإنسان مخلوق قادر على التكيف بصورة عجيبة . فقد يتكيف مع الوضع الجديد .
ومن هنا .
1 - فإن زلزالا اقتصاديا ضرب العالم وهز أركانه لشدة قوته . فغير من طبيعته وتوجهه ومعادلاته كافة .
2 - وضرب زلزال أخر السياسة العالمية . بشعور أمريكا بتقدم الإتحاد الروسي من جديد مع حلفائه على الساحة . وتنامي العداء لها . وانكفائها عن كثير من ملفاتها حول العالم خاسرة ماء الوجه وأشياء أخرى .
3 - وضرب زلزال أخر الأعمال العسكرية . في ملفات عدة حول العالم تتبناها أمريكا وتنفذ المهام فيها اللقيطة إسرائيل فسقطت . وأنكسر جدار الخوف من القوة والبطش .. ونظرية الجيش الذي لا يقهر سقطت . والشعور بالصغر والضعف والضآلة عند بعض الشعوب أنقلب إلى روح مقاومة لكل أشكال الصهيونية المحتلة الغاصبة .
هذه الزلازل الثلاثة . قد هزت العالم كله .
فما هي تداعياتها ؟ .
أ - من تداعياتها أنها قسمت العالم على قسمته السابقة .
ب - ومن تداعياتها أنها أعادت ترتيب التموضع السيادي العالمي . وبروز أحلاف قوية في مواجهة الحلف ( الأمري صهيوني ).
ج - ومن تداعياتها بروز مشاريع اقتصادية ضخمة جدا . تتعلق بالغاز . صار مناسبا تنفيذها بعد أن كان تنفيذها سابقا أمر صعب وشائك جدا للجبهة المقابلة للصهاينة .
د - ومن تداعياتها تنامي الشعور بالقوة لدى حركات المقاومة والتحرر من نير الصهيونية .
ه - ومن تداعياتها أيضا ظهور شركاء جدد في لعبة الحروب والعصابات والقرصنة من حركات متطرفة دينيا وفكريا . يحاول بعضها ( أسلمة العالم ) . وبعضها يحاول لعب دور المرتزقة . وربما تبادلا الأدوار بينهما . وفي كلا الحالتين فهذا السلاح ذو الحدين صار واقعا وخطرا محدقا لمن يخطط للبعيد . ولا ينظر بين قدميه فقط .
فما العمل .
فكرت أمريكا بتطويق تحرك هذه الحركات والجماعات من القطعان المرتزقة باسم الدين . واحتوائهم . واعترافها أنه لا يمكن السيطرة عليهم عسكريا من قبلها . فهي كلما حاربتهم انقلب ميزان القاعدة الشعبية إلى صالح هذه الحركات . كون ماء وجهها الأسود مسفوح أمام الرأي العام العالمي .
وبدأ العمل على بعض الشخصيات من العالم السياسي . والمؤثرة مباشرة في تمويل هؤلاء ورعايتهم من خلف الكواليس . فعقدت اللقاءات السرية والعلنية . والمؤتمرات ذات الشعارات البراقة جدا والمحتوى المختلف جذريا عن تلك الشعارات . وكانت النتيجة أن استطاعت أمريكا راس الصهيونية العالمية . تشكيل نواة قوية جدا عبر اتفاقيات سرية للغاية . من أشخاص ذوي نفوذ سياسي في دول في الخليج العربي خاصة . والمحيط الأوروبي عموما . والعالم الغربي بأكمله .
وكانت وظيفة هذه النواة : تهيئة وتنمية المجموعات المرتزقة وترتيبها وشراء ولائها . تحت شعارات براقة . وتقديم خدمات لوجستية لها بشكل غير مباشر . ودعمها بكل ما أمكن لتشكيل قوة ضاربة منها .. تضرب بها أمريكا أعدائها فتتخلص من الاثنين معا .ا .
وأي ساحة أجمل وأروع من الساحة العربية . كونها تحوي كثافة سكانية مسلمة ومسيحية معادية لمخططاتها منذ البداية ( أي بداية أمريكا ) .
وأي بقعة أفضل من سوريا فهي الشوكة الوحيدة المتبقية في حلق الأمريكي و الصهيوني .
فكل ربيع وأنتم بخير .
دمشق في 28/5/2013 م الساعة الثالثة عصراً من يوم الثلاثاءثاء
عندما بلغت سن الوعي السياسي والوطني عرفت بسرعة بانه لم ولن يمر على تاريخ الكرة الارضية اقذر من النهج العام للحكومة الامريكية على مختلف حكامها ابدعت بالوصف سيد عصام لحقيقة الحال العربي وكما تفضلت سوريا شوكة بحلق الاسرائيلي والامريكي كل ربيع وسوريا وانت ونحن بالف خير مع ابتسامة لا أستطيع الا البوح بها
قد أحطت بالموضوع أخي مجمد من كل جوانبه ولا أزيد ... غير أني أورد حكاية مما ورد في الأثر: قيل لداهية...كيف تدير معركة وتكون متأكداً من أنك ستنتصر فيها؟... قال أحارب خصمي بأعدائي ... لو أن أعدائي إنتصروا أكون قد قضيت على الخصم. ولو أن الخصم إنتصر أكون قد قضيت على الأعداء، وفي الحالتين أكون قد ربحت!!! واللبيب من الإشارة يفهم...
لا بد أن يهتز العالم ويعرف قيمة سوريا ومدى تأثيرها على دول العالم العربي والأجنبي فالموازين تتغير وقوى تصعد وأخرى تهبط ورؤوساء تخلع ورؤوساء ترفع رؤوسها بشعبها وصمودها الأسطوري ... كل التحية لك أستاذ عصام ودمت بألف خير .