syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
افتتاحية نيويورك تايمز _ احتجاجات في تركيا . ..ترجمة : محمد نجدة شهيد .

تشكل الاحتجاجات العنيفة على مدى ثلاثة أيام خلال عطلة نهاية الأسبوع في اسطنبول ومدن تركية أخرى أخطر تحدي لغاية الآن لحكم رئيس الوزراء طيب أردوغان الممتد منذ عقد من الزمن . وعوضاً عن معالجة المشاغل المشروعة التي دفعت بعشرات الآلاف من الأتراك إلى النزول للشوارع ، فإن السيد أردوغان عمد إلى الاستجابة لهذه المظالم باستخدام مفرط للقوة لا يتناسب مع هذه الاحتجاجات .


وفي تعليقات تمثل تحدي لا مبرر له ، وصف السيد أردوغان المتظاهرين بالمتشددين وبحفنة من اللصوص ، وحذر أنه إذا كان بمقدور منتقديه أن يحشدوا 100 ألف في الشوارع ، فإنه يستطيع أن يواجههم بمليون من مؤيديه . وشجب أردوغان وسائل التواصل الاجتماعي مثل تويتر ووصفها بأنها أدوات " خطيرة" ، واتهم المعارضة العلمانية بالتحريض على قيام هذه الاحتجاجات .

 

وكانت الاحتجاجات قد بدأت في الاسبوع الماضي بسبب خطط الحكومة لتحويل حديقة عامة في ساحة تقسيم في اسطنبول إلى مجمع للتسوق . ولكن سرعان ما انتشرت هذه الاحتجاجات في أماكن عديدة ، وشملت مظالم أخرى حول أساليب أردوغان السلطوية المتزايدة ، وفرضه الاسلام المحافظ مثل التوجه لمنع بيع الكحول في بلد تأسس كجمهورية علمانية . ويشعر بعض الأتراك أيضاً بأن الدعم الذي يُقدمه للمعارضة السورية يُمكن أن يجر البلاد إلى الحرب . وبينما بدأت الاحتجاجات بشكل سلمي ، قامت الحكومة بقمعها بشكل عنيف وخاصة يوم السبت مع إطلاق الشرطة للغازات المسيلة للدموع واستخدام خراطيم المياه . وجرى اعتقال حوالي ألف من المتظاهرين ، وتحدثت تقارير صحفية عن جرح المئات منهم .

 

لقد أعلن السيد أردوغان مراراً التزامه بتطوير تركيا كمثال يُحتذى للديمقراطية ، وكقوة سياسية واقتصادية اقليمية . والحقيقة نجح حزب أردوغان العدالة والتنمية ذو الاصول الإسلامية في تحقيق النمو الاقتصادي ، ولجم نفوذ الجيش ، ونشر التسامح مع الأقليات التي كانت مهمشة في وقت من الأوقات مثل الأكراد ، كما نجح في السعي لإنهاء الحرب مع الانفصاليين الأكراد . لكن هناك ، في المقابل ، أمور أخرى كثيرة مقلقة للغاية : عدم تسامحه المتزايد مع المعارضين ، وممارسة الهيمنة على وسائل الاعلام الكردية التي قامت في البدء بشكل محدود بتغطية الاحتجاجات ، وخطط تعديل الدستور لتقوية منصب الرئاسة بحيث يتمكن من خوض الانتخابات المقررة في العام 2014 لتمديد فترة بقائه في السلطة .

 

إن السيد أردوغان التي يتصف بالعنجهية يجب عليه أن يستمع لما يقول له أعضاء آخرون في الحزب ومن ضمنهم الرئيس غول ، ونائب رئيس الوزراء ، ومحافظ اسطنبول الذين وعدوا بالاستماع إلى مشاغل المواطنين ولكن ذلك جاء في وقت متأخر بعد فوات الأوان . إن استمرار القلاقل سوف يُضر بسعي تركيا منذ أمد طويل للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والمتوقع أن يُحرز خطوة إلى الأمام خلال هذا الشهر، ويُضر أيضاً بموقع تركيا كمقصد سياحي جذاب .

 

وبعد تمكنه من كسب ثلاثة انتخابات متعاقبة ، لا يبدو السيد أردوغان أنه على الأرجح سيفقد قبضته على  السلطة ، لكن ثورات الربيع العربي أظهرت كيف أن الحظوظ السياسية يُمكن أن تتغير بسرعة في الشرق الأوسط القابل للانفجار . وفي هذه اللحظة الخطرة يتعين على السيد أردوغان وحزبه أن يُظهروا التزامهم بحرية الكلام وبحرية التظاهر السلمي ، وأن يقوموا بالاستجابة إلى حاجات مختلف سكان البلاد .

الاثنين 3-6-2013 .

 

افتتاحية الانديبندنت | احتجاجات تركيا تحتاج إلى المعالجة بشكل معقول .

 

من الممكن أن نكبّر أو نقلل من شأن الاحتجاجات العنيفة في تركيا التي بدأت بمظاهرات ضد قطع 600 شجرة في ساحة تقسيم وسط اسطنبول .

 

من الناحية الايجابية ، لا يوجد هنا أي مقارنة ذو معنى مع الاحتجاجات التي جرت في تونس والقاهرة في بداية الربيع العربي . ففي تركيا يوجد حكومة منتخبة ديموقراطياً تمكنت بنجاح ملحوظ من وضع نهاية لسلسلة الانقلابات العسكرية ، وفي تحقيق الرفاهية الاقتصادية لشعبها . في الواقع تعتبر المظاهرات من نواح عدة علامة صحية بأن الاتراك لم يعد يشعرون بالرهبة من الشرطة أو من رد فعل العسكر .

 

وفي المقابل هناك أمور غير مشجعّة إلى درجة كبيرة . فبينما نرى أن رئيس الوزراء أردوغان قد فتح  باب المصالحة مع الطائفة الكردية وهي الأكبر في البلاد ، فإنه يُظهر مؤشرات أكبر على اعتماده لنهج سلطوي متزايد يتضح بشكل أكبر في قمع الاعلام ، وفي تورطه في حرب لا تلقى التأييد الشعبي إلى جانب المعارضة في سورية . وقد بدأت المخاوف من زحف الاسلاميين تتصاعد أيضاً من خلال فرض قيود جديدة على بيع الكحول في الاسبوع الماضي  .

 

إن السبب الظاهري لمظاهرات اسطنبول واضح بما فيه الكفاية . وعلى الرغم من أن السبب الرسمي لقطع اشجار ساحة تقسيم هو التمهيد لإعادة بناء ثكنات عسكرية عثمانية قديمة ، فإن شكوك المتظاهرين هي أن الهدف الحقيقي لقطع هذه الاشجار هو لبناء سوق تجاري جديد في بلد مليء بمثله . والخطر هنا أن الحكومة  قد بالغت في ردة فعلها ، وتعاملت مع مخاوف هؤلاء المتظاهرين من امكانية وجود صفقة عقارية مريبة بمثابة تهديد   للدولة ، وهكذا تحول الاحتجاج إلى شيء أكثر خطورة .

 

تقوم رفاهية تركيا على تدفقات رأس المال الأجنبي . إن تأثير الأزمة في سورية ، والصدام مع إيران والعراق يُشكلان خطر عدم استقرار ويُجفل المستثمرين . وإذا ما أضفنا القلاقل الداخلية إلى الشكوك التي تُقوض وضع تركيا كقصة اقتصادية وسياسية ناجحة ، فإن شجرات الساحة ستكون آخر شيء يُمكن للبلاد أن تشعر حولها بالقلق . الاثنين 3-6-2013

 

افتتاحيات الصحف الألمانية حول مظاهرات ساحة تقسيم في اسطنبول .. شباب تركيا عانوا بما يكفي

 

 صحيفة بيرلينر تسايتونغ ذات الميول اليسارية كتبت تقول | لقد استغرق الأمر وقتاً طويلاً بالنسبة للأتراك العلمانيين والليبراليين كي ينفذ صبرهم . لقد صكوا على أسنانهم  من الغضب ، وتحملوا قيام حكومة رئيس الوزراء أردوغان الإسلامية المحافظة بكبح حرياتهم .. كانت في الحقيقة مسألة صغيرة نسبياً جعلت الأمور تصل إلى درجة الغليان ـ مشروع حكومي يتضمن قطع أشجار حديقة غازي العامة التاريخية ، والذي تصدى له عدد قليل فقط من المتظاهرين . ولكن وحشية أردوغان في قمع هؤلاء المتظاهرين السلميين تسببت في توسع رقعة الاحتجاجات بشكل عنيف . وهم الآن يقومون أخيراً بإفراغ مشاعر الإحباط والغضب التي يشعروا بها بسبب أعمال القمع وفرض أحكام الشريعة الاسلامية عليهم خلال السنوات العشر الماضية . إن حركة الاحتجاج في تركيا قد تكون على الأرجح خطيرة على حكومة أردوغان ، فلأول مرة منذ توليه منصبه يُواجه غضب الشعب .

 

ـــــ صحيفة هاندلسبلات الاقتصادية كتبت تقول | لم يكن من قبيل المصادفة أن الاحتجاجات بدأت حول حديقة غازي العامة . إن مشروع البناء الذي كان سيحل محل الأشجار هو مجرد واحد من العديد من مشاريع أردوغان المثيرة للجدل والتي أثارت انتقادات المواطنين الأتراك ، ونشطاء البيئة ومخططي المدن . ولم يسعى أردوغان أبداً إلى ايجاد توافق اجتماعي أو سياسي لهذه المشاريع . لقد أصبح حكمه استبدادي على نحو  متزايد ، وبات منتقديه يُطلقون عليه لقب " السلطان" . الآن يصب الناس جام غضبهم المكبوت على غطرسة القوة التي يُظهرها أردوغان ، وعلى الحكومة الإسلامية المحافظة التي تحاول فرض أحكام الشريعة على المجتمع . وخلال ثورات الربيع العربي ، سارع أردوغان إلى الوقوف إلى جانب أولئك الذين احتجوا ضد الأنظمة الديكتاتورية ، ولكنه على ما يبدو لم يتعلم أي شيء من هذه الثورات . وفي حين تسعى الشعوب المظلومة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للحصول على مزيد من الحريات ، نجد أردوغان يقوم بتقييد الحقوق الديمقراطية في بلاده . ومنذ نهاية الديكتاتوريات العسكرية ، لم يدخل السجون مثل هذا العدد الكبير من الصحفيين . وخلال فترة وجوده في السلطة الممتدة منذ 10 سنوات ، تضاعف متوسط الدخل الفردي ثلاث مرات ، ولكن أيضاً تضاعف بنفس المقدار حجم ما يُسمى بـ "جهاز الأمن" .


ــــ
ـ صحيفة دي تاغس تسايتونغ اليسارية كتبت تقول | أحتفل ليلة السبت في ساحة تقسيم وسط اسطنبول نصف مليون شخص لانتصارهم الاول على أردوغان منذ توليه منصبه قبل أكثر من عشر  سنوات . ولم يتضح بعد ما هي التداعيات السياسية لذلك . لقد صعد أردوغان إلى الحكم من خلال الوعد بتعزيز الديمقراطية في تركيا على الرغم من هيمنة العسكر، ولكن بعد مرور عشر سنوات على وجوده في السلطة ، بات يُنظر إليه على نحو متزايد بكونه أحد المسؤولين عن منع حدوث تطورات ديمقراطية . وبعد الأحداث التي جرت في الأيام الأخيرة ، لم يعد أردوغان هذا الرجل الذي لا يُمكن المساس به . لقد بدأت الناس ترى أن المقاومة يمكن أن تكون ناجحة .

 

ـــــ صحيفة سوددوتشيه تسايتونغ يسار الوسط كتبت تقول | بدلاً من إظهار احترام وجهات النظر الأخرى ، أظهر أردوغان الجهل فقط . وهو يقوم على نحو متزايد بتأكيد هويته كمسلم سني ، ويتصرف على نحو أقل كديمقراطي ، وهذا هو السبب في كون الغضب الآن قوي جداً . كانت الاحتجاجات لإنقاذ حديقة غازي العامة في اسطنبول مجرد عود الثقاب اللازم لإشعال حريق ضخم . وقد غذّت هذه الاحتجاجات الخوف من أن أغلبية دينية تريد فرض اسلوب حياتها الاسلامية المحافظة على الأقلية العلمانية والليبرالية في البلاد . كما لعب دوراً أيضاً في ذلك الغضب من الفساد المستشري والخوف من امتداد العنف المستعر في سورية إلى البلاد . وقد زادت وحشية الشرطة من الانتفاضة . فقد سُمح لرجال الأمن طيلة ثلاثة أيام باستخدام القوة المفرطة لتفريق المتظاهرين من دون ضبط النفس ، حتى دعت أنقرة إلى التعقل والتصرف باعتدال . لقد دعا أردوغان في إحدى الأوقات إلى" عدم التسامح مع التعذيب " بتاتاً ، وها هو يُخالف حتى هذا الوعد في موجة العنف الاخيرة .

 

ـــــ صحيفة دي فيلت المحافظة كتبت تقول | إن أردوغان ، الذي يقول باستمرار إنه يريد خلق جيل جديد من الشباب أكثر ورعاً ، لا يفهم الشباب على الإطلاق . ومن المحتمل في المستقبل أن يجد الشباب المسلم في أردوغان رجل عظيم ، ولكن شباب اليوم عانوا ما يكفي من المحاضرات التي ُتلقى عليهم ، ومن التقريع الذي يتلقونه بلهجات أبوية  صارمة : أشرب اللبن وليس البيرة ، وإذا كان لا محالة ففي داخل البيت . أنجب المزيد من الأطفال . تعرف على التاريخ العثماني . من يعاديني ، يعادي الله . وعندما قال أردوغان لشباب اسطنبول في بداية الاحتجاجات " افعلوا ما شئتم . القرار اتخذ وانتهى الأمر" ، استيقظت في داخلهم وقتها المقدرة الطبيعية على قتل الولد لأبيه . المتظاهرين بلغوا مئات الآلاف جلهم من الشباب ، وهذا لا يُبشر بالخير بالنسبة لهدف أردوغان إنشاء جيل الشباب على أحكام الشريعة الإسلامية مما يعني أن مستقبل تركيا سيكون أكثر ليبرالية مما يُمكن أن يُحب . إعداد شارلي ايلدر من صحيفة دير شبيغل . الثلاثاء 4-6-2013 .

 

ترجمة |  محمد نجدة شهيد .

 

2013-06-10
التعليقات