أنت تريد فرض قناعاتك على مجتمع كامل في حال كنت تظن بأنك تمثل الأكثرية فيه (جدلا) و ليس إحصاءا دقيقا و لقناعتك الكاملة بأن هذا هو الصحيح و ما تطمح إليه غير قابل حتى للنقاش أو المساومة لأنه برأيك هو من عند الله و ليس فكرا بشريا و لكن كيف ستفرض هذه القناعات على من يخالفك الرأي و هو يشاركك نفس الأرض و له نفس الحقوق في العيش الكريم مثلك تماما ولم يقتنع بفرضيتك المثلى هل ستفرض قناعتك و فكرك بالقوة ؟
عزيزي غير المؤمن ربما ترى أن كل هؤلاء المتدينين الذين يشاركونك هذه البلاد أقل منك فكرا و اطلاعا و أنهم يسيرون بالاتجاه الخاطئ و تحاول جاهدا أن توضح لهم خطأهم و قد تصل بك الأمور بأن تستهزأ بمعتقداتهم و أنت تنظر إليهم بفوقية ما و ترى بأن فكرهم لا يناسب هذا العصر و ربما إن وصلوا إلى مراكز القرار سيقيدون حرية الأخرين و سيكون لقراراتهم أثار سلبية على اقتصاد البلاد هل تستطيع أن تهمشهم و كيف ستفرض أرائك عليهم ؟
لذلك أود أن أطرح مثالا فرضيا بأنه هنالك 1000 شخص يعيشون على جزيرة في منتصف البحر
و كل فئة منهم لها معتقد خاص بها و أرادوا أن يعمروا هذه الجزيرة وأن يضعوا قوانين
ناظمة للحياة عليها و عندما بدأوا بصياغة
دستور لجزيرتهم لم يتوصلوا إلى قوانين تناسب الجميع إذ كل فئة أرادت أن تملي على
غيرها ما ورثته من معتقدات و أفكار على
سبيل المثال . يريد يوم الجمعة عطلة رسمية و . يريده السبت و . يريده الأحد ,
و عندما لم يتوصلوا إلى نتيجة ظهرت فكرة
العلمانية التي لا تجبرهم على التخلي عن معتقداتهم و لكنها ترسم قوانين ناظمة قد
يستمد البعض منها من معتقدات الجميع في حال توافق مع الجميع وإهمال ما تم الاختلاف
عليه كأن يحدد يوم العطلة الرسمية للجزيرة
يوم الثلاثاء لأنه موضع خلاف و ينص على معاقبة السارق بالحبس لأنه موضع اتفاق فتم
إنشاء قانون مدني ينظم كافة أصول الحياة و يسير مبتعدا عن معتقدات الجميع بنفس
المسافة من هنا نشأت العلمانية و هي الحل الوحيد لكافة المجتمعات المختلطة لكي
تستطيع العيش مع بعضها البعض.
و بما أن العالم كله أصبح قرية صغيرة أي لا يمكن لمجتمع ما أن يعيش منفصلا عن
العالم أصبح من الضروري لكافة المجتمعات و البلدان أن تفصل الدين عن الدولة و تنحى
منحا علمانيا كما في المثال السابق لكي تستطيع التعايش مع الأخرين و مع شعوبها.
يسلم تمك ... يا ريت كل العالم تقدر هيك تفكر بس المشكلة انو الشخص المتدين هو الشخص الالغائي بجدارة.. الغير مؤمن ما بيتدخل بحدا طول ما حدا عم يقرب صوبو .. أما المتدين بدو يلعن دين العالم اذا ماكانو متلو يا زلمة
شكرا لتقييمكم و أنا اثمن رأيكم غاليا و أكرر الشكر لمروركم سيدي الكريم.
مثالك رائع أستاذ وتحليل مبسط وعادل في انتظار المزيدمن التألق والإبداع . تقبل مروري
شكرا لينا بس و الله يا لينا شايفلك بدنا كتير لنتعلم ثقافة قبول الأخر و عدم الإقصاء يعني لهلا مو باين تماما انو غير المؤمن أحسن بكتير من المؤمن الكل بدو يقصي الأخر حتى لو بالعنف أين الحلول الوسط؟؟.