syria.jpg
مساهمات القراء
قصص قصيرة
عندما يموت الضمير ؟؟؟؟... بقلم : ماجد جاغوب

(عرعر  ) مخلوق من فصيلة البشر مولود في بيئة زراعيه وسافر لتحصيل العلم وتخرج برتبة جاهل بامتياز وهاجر مؤقتا لتحصيل الرزق بمهنة راعي مواشي وتزوج من راعية ابقار (عبله ) وانجبا الابناء الذكور منهم والاناث وكان بكرهم (صفوان ) وعاد بعد عقدين من الزمن صفر اليدين الى بيت المرحوم والده


 ويبدو ان (عرعر ) من تركيبة غريبه حيث انه وهو في الثانية من عمره وهو يلعب تحت شجرة في الحديقه حاول اكل فرخ افعى  والنتيجه ان الافعى فارقت الحياة وعاش (عرعر) ليكبر ويتزوج ويكنى (ابو صفوان ) وبعد عودة ابو صفوان وعائلته من المهجر  اقاموا في بيت والده الذي تعيش فيه والدة عرعر الارملة العاجزة بمفردها وبعد شهور كانت صاحبة البيت في احدى زوايا الغرف التي يشاركها فيها احفادها من ابناء عرعر وعبله

 

وفي احدى ليالي الشتاء تظاهر عرعر وعبله بالنعاس وانزوى كل في غرفته وغمزت عبله لشركاء ام عرعر في الغرفة المنزويه بالبقاء والتوجه الى غرفتها لاجتماع عائلي خاص وانزوت ام عرعر في زاوية غرفتها وحاولت النوم ولكن قبل ان تغرق في سباتها وصل الى الفتحات تحت ارنبة انفها رائحة دخان وخرجت للاطمئنان على البيت الذي لم تعد تملك من امره ولا من امر نفسها شيء وكان الدخان يتسرب من اسفل باب غرفة نوم عرعر وعبله ودقت الباب ولكن كان هناك صمت القبور خلف الابواب واخذت تصرخ وتستنجد بالجيران الذين هرعوا  لدق باب البوابة الرئيسي

 

وخرج ابو صفوان غاضبا وعيونه ينطلق منها الشرر لان العجوز افسدت عليه حفلة الشواء التي كانت ام صفوان حريصه على ان لا تذوق منها شيئا وكان عرعر اسد كامل المواصفات ارنب محلي وامسك عرعر بوالدته من رقبتها حتى او صلها الى باب غرفتها ودفعها بقوة الى داخل غرفتها واغلق الباب بالمفتاح وعاد الى البوابة الرئيسيه ليعتذر من الجيران مختلقا قصة لا اساس لها ان والدته تعاني من كوابيس وهلوسات بعد وفاة المرحوم والده واغلق ابو صفوان البوابة وعاد مسرعا ليكمل تناول وجبة مشاوي اللحم مع عبله وفلذات كبدها صفوان وخلافه

 

 واثناء تناول الوجبه اكمل عرعر وعبله التهكم والتندر على الجدة المسكينه ولم يذهب الاولاد الى غرفة الجده وطلبت منهم عبله عدم الذهاب الى الغرفة المشتركه وفي ظهيرة اليوم التالي الذي كان يوم الجمعه والاجازه المدرسيه للاولاد واجازة ابوصفوان فتحت ابنة ابوصفوان باب الغرفة لتصرخ مستنجدة بوالديها فالجدة المسكينه كانت ملقاة على وجهها منذ لحظة ان دفعها الاسد عرعر ابو صفوان واصطدم راسها ببلاط الغرفة البارد القاسي وفارقت الحياة وحضر طبيب القريه ليسجل وفاة طبيعيه لكبر السن واثار الجرح في مقدمة الجبهه امر طبيعي

 

 ولم يتوقع الطبيب ان هناك احد يمكن ان يؤذي كهلا مسنا حتى لو كان ابن حرام شرعا وقانونا ولكن ابو صفوان استمر في نفس النهج لان ضميره ميت منذ ان ولدته امه حيث استولى على قطعة ارض لأيتام شقيقه وبنى عليها بيتا لابناءه وكل هذا بتخطيط ومشورة عبله التي كانت المرشد والموجه والملقن لابو صفوان الذي كان على هيئة رجل بجوهر ذكر ونهاية ابوصفوان وعبله كانت غير متوقعه حيث صدمتهما شاحنة يقودها سائق سكران اثناء عبورهما الشارع في المدينه واما ابنهما صفوان وزوجته الحامل  فقد ماتا محترقين في بيتهما ومن زرع الشوك لن يجني العنب والزمن دوار وكل ظالم له يوم لم يتخيله يوما لانه احيانا ما يفوق خيال الانسان في عقاب الدنيا اما الاخرة فهي حساب مؤجل عند رب العالمين 

 

2013-07-29
التعليقات