الحقيقة لم أكن يوما موظفا في القطاع العام , ولا علم لي ما هو متوسط دخل الموظف, لكن لا يخفى على أحد أن الراتب الشهري للموظف في القطاعين – الخاص والعام – لا يكفي , وخاصة لمن تتكون أسرته من خمسة أشخاص وأكثر ويكون هو المعيل الوحيد لها .
سأروي لكم قصة لسائق أجرة , فقد ركبت سيارة الأجرة مضطرا , والسبب أن سيارتي الخاصة مع زوجتي وأولادي , وقبل أن أغلق باب سيارة الأجرة طلب مني السائق وضع حزام الأمان لأنه حسب قوله – لا ينقصه أيضا مخالفة مرورية – وعندما نظرت للرجل أحسست بأنه غاضب من شيء ما , فحاولت أن أجري معه حديث لعلي أخفف عنه قليلا , وأكسر حاجز الصمت , وأيضا لكي لا أشعر بطول المسافة فيمضي الوقت مسرعا, فسألته ممازحا عن سبب تجهمه؟
فقال : الشكوى لغير الله مذلة , وبعد إلحاح مني قال : أنه يعمل عملين (أحدهم وظيفة في القطاع العام والثاني في الخاص) فيخرج من منزله في السابعة صباحا , ويعود في الواحدة ليلا , ومنزله في الريف (مستأجر) وعمله في المدينة , ويقسم ما يقبضه فيذهب راتب العمل الإضافي أجرة للمنزل , وراتبه في القطاع العام لمعيشته , وعدا أن الراتب لا يكفي لنهاية الشهر , فهو لا يرى أطفاله إلا في العطل الرسمية وانقطع عن المطالعة والزيارات الاجتماعية , ونسي النزهات والرحلات .
هنا قلت في نفسي ( هذا الموال حفظته , كلما ركبت سيارة أجرة , روى لي السائق قصته , فهذا لديه مهنة لا يكفيه الوارد منها , وآخر موظف لا يكفيه راتبه .... إلخ)
هنا سألته ألا يمكن أن يتدبر أموره براتب القطاع العام ؟ وهنا جاءت المفاجأة..!
بغضب قال لي : احسبها حضرتك , ( خمس أشخاص خليهم يأكلوا فلافل وجبتين باليوم , وأسامحك بالعشاء , إذا كانت سندويشة الفلافل بخمس وعشرون ليرة , يعني كل يوم 250 ليرة أي بالشهر 7500 ليرة سورية بدون أن تشرب معهم شربة ماء) وفاتورة الكهرباء والماء والدواء والهاتف والموبايل وأجرة المنزل والمستلزمات المدرسية للأطفال والمنظفات والملابس والمواصلات ووووووووو
هنا كنت أتمنى لو لم أسأله , لأنني أحسست أنه سوف يصاب بأزمة قلبية من شدة الانفعال , وسألته إن كان بإمكاني المساعدة في شيء - مع أنه الحال من بعضه - فشكرني وحقيقة لم يقبل المساعدة المالية فترجلت من السيارة وودعته متمنيا له أن يصمد ويتمسك بمبادئه.
أقول : هذه القصة تنطبق على الكثيرين ولا يمكن لمن هم مثل هذا الإنسان أن يكملوا حياتهم هكذا خاصة مع تقدمهم في العمر, كما لا يمكن أن نجد الكثيرين ممن يعانون ويصمدون مثله لكي لا يقعوا في براثن الفساد , وإذا كنا سنحارب الفساد فلا بد أن نبحث أولا في أسبابه ومعالجتها .
وهنا أسئل جهابذة وخبراء المال والاقتصاد عندنا أن يحلوا لي هذه الأحجية ؟ مواطن عمل وكافح ودرس حتى نال شهادة علمية , وقام بتأدية خدمة العلم , وناضل حتى حصل على وظيفة , وكد حتى تزوج , ورزقه الله بالأولاد وبزوجة صبورة ومتفهمة تقوم برعايتهم وتدريسهم ,
كم من الوقت يمكنه أن يستمر بالعيش ومتابعة المكابدة شريفا وطبيعيا ومحترما بهذا الراتب...؟؟
نعم اخي ايادوووف كل مواطن هو وزير اقتصاد وايضا بإمكانه تسلم مكان الدردري بكل سلالسة بينما الوزير و الدردري درسو في الخارج وجاءوا لتطبيق نظريات خزعبلائية في وجه المواطن الفقير الى الله
نحن شعب نقاق .. هذا الذي يشكي لك حاله طبعا ً مع افتراض أن الشكوى صادقة سيظل ينق ولو صار معاشو بالشهر خمسين ألف ليرة .. تحياتي ..
الله يديم الغربه فوق راسي.....عالقليله....عيش بكرامتي متل البشر
و تتفضل وزارة التربية علينا بخططها لتطوير التعليم طيب جيد و لكن كيف ستطور التعليم بنفس الرواتب القديمة ؟ معاناة المعينين حديثا مع نقص الرواتب و الخدمة المستمرة في الارياف لم تعد تنتهي ! كيف سنطور اي شيء بنفس الشروط القديمة ! اليوم مثلا بقيت واقفا حوالي 45 دقيقة انتظر سيارة تخرجني من الريف الى المدينة علما ان لدي ركوبا بوسيلة نقل اخرى بعدها و ماذا بعد ؟ ارحمونا ارجوكم فاما ان تزيدوا دخلنا الذي تعرفون كم يساوي اكثر منا او على الاقل وفروا لنا شروطا مناسبة للعمل والطلاب ( حاج يتطاولو علينا )
سؤالك كبير بدو مش جهابذة بس بدو كلمة إإإإإإيه بتفرج إن شالله , وعلى سيرة شوفير التكسي مرة أضطريت أركب مع واحد طلع عدادو 31 ليرة عطيتو خمسين رجع لي عشرة قلتللو باقي 9 ( مو بخل والله بس بدي أعرف ليش قرطن لحالو ) زورني زورة رح يزتني فيها عالمريخ قلي الله معك عمي .. الله معك بدنا نعيش !!! حسيت الدخان عم يطلع من أدانو تركتلو الباقي بعدما قنطق مخي وأنا عم فكر بحالو وحال غيرو .. شكرا أخ محمد موضوعك حلو وأسلوبك مميز
بتزكر ايام الجامعة من سنة (1996 - 2001) كانت سندويشة الفلافل بعشر ليرات ومدعومة ، معقول بعد سنين الغربة تغير الوضع؟ كنا ب 25 ليرة ناكل وجبتين مرتبين كل يوم ، الله يعين شوفير التكسي و موظفي القطاع العام الأشاوس ؟، فعلا كل موظف في بلدي يصلح لأن يكون وزير اقتصاد
آآخ، والله مشكلة، أعتقد حسب ما سمعت أن الأوضاع في تحسن مستمر، والمشكلة المطروحة هامة ومعقدة، ولا أظن أننا بهالعجالة نستطيع أن نناقشها، وشكرا للكاتب محمد شبيب.
مرحبا خالو والله هالحسبة مظبوطة لهيك قررت قدم استقالتي وضل مع جوزي بالسعودية بكفي عم ناكل لوز وسكر