syria.jpg
مساهمات القراء
فشة خلق
دوي الصمت ...بقلم : عفيف

إن لمجرد سماع كلمة ماء ... لاتروي العطش ، بل هي قطرة ماء متجسدة تسقط في جوع الصحراء ..تغيّر صمت الجفاف ..

هذا ماتعيشه سوريا اليوم جفاف الحقيقة ، وصمت عن كلّ ماحدث ويحدث للشعب عامة والكردي خاصة والذي يقلع أشواكه بيديه ...

منذ بداية الأزمة والقتلة من متطرفين ومدعي الاسلام وهم يتولون إعداد مائدة إفطارنا بما لذ وطاب من اخبار الموت وكوكتيلات الفتاوي التي لا تمتّ للإنسانية والدين بصلة تذكر ، وهم بذلك يختبؤون خلف إصبعهم الوسخ ......

والأصعب من ذلك أن يصخب سمعك صوت الصمت ، صمت البشرية جمعاء عن كل مايحدث من مجازر ، ومذابح ، وقتل وخاصة لشبابنا الكردي وأخص بالذكر الوضع الراهن الذي نعيشه ..


فعلى الصعيد الاقليمي ، لم يحظ شعبنا الكردي بأي تعليق أو رفض أو استنكار حتى من الجانب البرزاني الشقيق  للانتهاكات الواضحة والصريحة والفتاوي المعلنة من قتل وسلب وانتهاك للأعراض من قبل المتطرفين من جبهة النصرة  علما ان ممارساتهم الوحشية إزاء شعبنا موثقة بالصوت والصورة ، ومن يتتبع سير الأحداث في المنطقة لابد أن تخبره عين الانسانية بفظاعة مايحدث ، فكيف يستطيع الفم أن يصمت ؟ إلا اذا كان ذلك هو المطلب .... وقد جاء مايحدث خادما لنواياهم ... وبذلك هم شيطان أخرس يرفض أن ينطق بالحقيقة . لابل ويقفون مسلّمين لما يحدث لاخوتهم الكرد متجاهلين الألم الذي يلحق بهم ولا يدركون تعاظم فضيحتهم على صفقات الأسلحة فوق موائد النفاق ودماء اخوتهم ، وكانهم يكرهون النجاح الذي حققناه ووحدات الحماية في الآونة الأخيرة ، ويحوكون لهم المؤامرات للوقوع عوضا من الالتفاف حولهم ودعمهم سندا .... ولهم صدق الشاعر : جمعت اللؤم ، لا حيّاك ربّي         وابواب السفاهة والضلال

 

وتتضح أبعاد الصمت لتشمل دول الخليج التي طبلت وزمّرت في بداية الأزمة ورفعت الشعارات وأقام ( حمد ) المؤتمرات منددا مهددا وتشعّب الكلام وتنقلت ساحاته من قطر لآخر

لقد انقلبت الوعود والعهود والايمان بحقوق الانسان وحمايته من براثن الحرب ، وهذا مايظهر جليا على مائدة أميركا وروسيا وغيرهم على الصعيد العالمي ..

 

ان حال عالمنا الكردي المستباح من الخارج والداخل أكثر مدعاة للقلق حتى أصبح الصمت عالميا واقليميا ومحليا، وتجاهل الحرب على الكرد أكثر حربا من حمل السلاح لا بل وفوق هذا كله يظهر احد شخصيات الجيش الحر البارزين مهدّدا بانهاء الكرد عن بكرة أبيهم ... موضحا بذلك تأييده ودعمه الواضحين للجماعات التكفيرية الارهابية

هنا يتوقف السؤال حول : حجم المسؤولية من هذه الدول ، وتردي الوضع الانساني وتحول الأرض الى مذبح لانتهاك الشعب الكردي ، وهم بذلك يعيدون ولادة طاغية جديد أمثال نيرون وجمال باشا السفاح وغيرهم ..

 

اليس عارا أن تقف هذه الأطراف المدعية للسلام والمناهضة للانسان هذا الموقف السلبي الصامت تجاه الممارسات الوحشية من قبل الكتائب الارهابية ضد الكرد ، وليس هذا قبيل المصادفة لابل وتقوم بمساندة من الجيش الحر ودعمه بالنفاق الرخيص أو بشبكة ماسونية ، بشكل مستباح من الخارج ومن الداخل ... وهذا اشد بؤسا وأكثر مدعاة للقلق .....

 

-  وعلى امتداد وطننا المثخن بالجراح يبقى الشعب الكردي مستيقظا متيقظا لخدر الأوهام والمزاعم الساقطة على موائد النفاق

ويكاد يكون الألم أكبر أمام الصمت المحلي داخل أرضنا الحبيبة وكأن اخوتنا الرافدين من كل الانتماءات قد سقطوا بدورهم تحت احتلال اللامبالاة فيظل غيبوبة الدولة والنظام وتغيبها بين صمت الأنظمة الحاكمة واكتفاء أخرى بأضعف الايمان وادعاء سواها بالعجز وتواطؤ بعضها مع المخربين والتذكر للانتماء لهذا الوطن وانسحابه منه جهرا وشماتة عدد منها ....

 

بات هذا كله واقعا يثقل صدر وضمير كل كردي صاحب قضية في سياق صراع تاريخي مصيري .

هي أزمة أمة ، لا أزمة شعب فحسب .. والكرد منذ الأزل هم جزء لا يتجزأ من النسيج السوري العريق

نرفض هذا الصمت العالمي – الاقليمي والمحلي وخاصة في هذه الأوضاع الموبوءة التي اشتد فيها التضخيم الارتزاقي لنهك العرض .. وعدم الاعتراف بالدماء التي تروي أرض الوطن دفاعا واستبسالا .

ويشعر مجتمعنا الكردي الحيّ وخاصة أصحاب العقول النيرة والنفوس العالية والضمائر الواعية فيها ، بخطورة التحدي المصيري الذي يواجهنا كشعب حيّ نابض بالحياة .

لا للصمت عن الحقيقة .. لا للصمت عن التخريب ومحاولة ابادة حضارة شهد لها التاريخ .

2013-09-02
التعليقات