2006-03-25 09:32:48 | ||
حركة الطفل الفوضوية طريقه إلى المعرفة |
||
"لا تلعب بالكوب سوف تكسره"، "لا تقفز سوف تقع"، "أرأيت! كدت تكسر ركبتك، لن تركب الدراجة بعد الآن".كثيرا ما يتلقى الطفل هذه العبارات "التحزيرية" عندما يبدأ الحركة واللعب والتفاعل مع الأشياء التي تحيط به. وقد تكون حركة بعض الأطفال فوضوية لأنهم لا دركون بعد ما الذي لا يمكنهم القيام به، فيتعرضون إلى الأذى أكثر من غيرهم. وهذا يفسر خوف الأهل وقلقم من أي عمل يقدمون عليه. وهناك أطفال ذوو نشاط مفرط وحركة دائمة لا يفكرون بعواقب النشاط الحركي الذي يقومون به. ولكن في كل الأحوال هل يجوز للأهل أن يمنعوا الطفل عن التحرك بحرية تجنبا للأذى الذي قد يلحق به؟ تقول الدكتورة مريم ياسين اختصاصية علم نفس الطفل في بيروت: "إن الحركة حاجة أساسية لنمو الطفل، فهي ليست ضرورية فقط لنمو جسمه، بل لنمو ذكائه أيضا. فهذه الأعمال تساهم في تطوير قدرته على التنسيق بين حركة الجسد ورد فعل الدماغ". وتضيف الدكتورة ياسين: من الطبيعي أن تكون حركة الطفل في لبداية فوضوية، كأن يتعثر أثناء المشي أو يسكب الماء حول الكوب أو يستغرق وقتا طويلا لانتعال حذائه، وقد تشعر الأم بالتوتر وعدم الصبر وتحاول القيام عنه بهذه الأمور لكسب الوقت، ولكن هذا ليس حلا. فالطفل في حاجة إلى تعلم هذه المهارات وتنميتها إذ أي نجاح على المستوى الحركي والحسي يعزز عنده الثقة بنفسه، ويساهم في نموه الفكري وتقديره للأمور. فمن المعروف أن من أهم الأمور التي تمنح الطفل الثقة بنفسه هو الإنجاز، وإذا منعناه عن المحاولة في القيام بهذه الأمور التي تشكل إليه إنجازا مهما، من المؤكد أنه سوف يخفق إذا ما حاول مرة أخرى اليام بأمر معين لأنه يخاف الخطأ". "لا ما فيك، سوف تقع"، "لا تحمل الصحن سوف تكسره"، هذه العبارات وغيرها تظن الأم أنها تعبير عن الحنان والحب اللذان تكنهما لطفلها وبأنها تحميه، في حين أنها تضعف ثقته بنفسه، وترسخ عنده شعور بأنه في حاجة إلى الآخرين لمساعدته. من المؤكد أن الطفل يحتاج إلى وقت أطول إذا أراد ارتداء ملابسه في حين أن الأم تقوم بذلك في وقت أقصر، ولكن لا مانع أن ندع الطفل يقوم بهذه الأمور وحده. فإذا وقع عن الدراجة لا يجوز منعه عن ركوبها بل نشجعهعلى ركوبها مرة أخرى حتى يتعلم، وإذا وسخ ثيابه أثناء تناوله الطعام نعلمه كيف يأكل في المرة الثانية دون أن نوبخه. فعندما يشعر الطفل بثقة أمه تتعزز ثقته في نفسه ويحاول إثبات قدرته ومهارته في الأعمال التي يقوم بها. فهو يريد أن يكتشف العالم المحيط حوله ويختبر قدراته الجسدية. أسهل الأمور... ولكن هناك فئة من الأطفال رغم تشجيع الأهل إلا أنهم يبدون متمردين لا يحسنون القيام بأسهل الأمور. فماذا يمكن الأم أن تفعل حيال ذلك؟ هناك أساليب عدة يمكن للأم اتباعها في تحسين وتنظيم حركة الطفل دون أ، تعلمه. فيمكنها مثلا أن تطلب منه أن يجلس إلى المائدة دون مساعدتها أو أن يملأ الكوب أو يتناول طعامه... ومن المؤكد، يحتاج الطفل إلى مساعدة عند قيامه بهذه الأمور، ولكن المساعدة لا تكون بجعله يكرر القيام بها عشرات المرات حتى يتقنها بل بمراقبته قبل التدخل. فمثلا عندما تراه الأم مرتبكا في ارتداء سرواله تنتظر قليلا ومن ثم تقترب إليه وتساعده وتظهر له كيفية القيام بذلك دون أن توجه له ملاحظة لاذعة كأن تقوق له مثلا: "أرأيت كيف يمكنك ارتداء السروال! أنا أكيدة أنك في المرة القادمة سوف ترتديه وحدك دون مساعدة أحد، وإن لم تستطع فلا مانع أن أساعدك مرة ثانية". فبهذه الطريقة تشعره بالطمأنينة وبأنه ليس من المعيب أن يخطئ وتحفزه على التفكير والتخطيط قبل أن يقدم على فعل أي أمر. وتشدد الدكتورة مريم ياسين على ضرورة تشجيع الطفل على التجربة وفعل الأمور التي ف استطاعته القيام بها حتى وإن فشل في إنجازها مرات عدة. فهذا ينمي عنده القدرة على التحدي ومواجهة الصعوبات وعدم الاستسلام للفشل حين يكبر. ديانا حدارة – مجلة لها |
||
Powered By Syria-news IT |