كشفت دراسة تربوية نفسية أجراها باحثون على مدى خمس سنوات أن للروابط العائلية، والحب الذي يكتنف العائلة بالغ التأثير والأثر على ذكاء الطفل، وتكوين البنية العقلية والجسدية والعاطفية والنفسية لأبنائنا، في حين ان الأطفال الذين يعيشون حالة من الحرمان العاطفي والحب الأبوي ويفتقرون الى الرعاية والاهتمام فإن لذلك تأثيراً سلبياً على نمو إدراكهم وتطور ملكاتهم وقدراتهم الذهنية،
بالإضافة الى أنه يخلق مشكلات وعقد نفسية عند هذه الفئة من الأطفال مقارنة بالفئة الأولى التي تتلقى عناية ورعاية عائلية أوفر وأفضل، هذا ما كشف عنه تقرير «الرابطة الأميركية للتقدم العلمي». كذلك كشف الباحثون أن الأطفال الذين يعيشون في ظروف حرمان يعانون من إعاقة في النمو بحيث ينقص طولهم 10% عن طول أقرانهم ممن يعيشون في كنف عائلة متحابة، ولاحظ الباحثون أيضاً أنه إذا ما تم نقل الأطفال المحرومين للعيش في بيوت للرعاية، فإنهم يتغلبون على هذه الإعاقة في النمو، تقول السيدة دانا جونسون بروفسور من جامعة مينيسوتا: «ان باستطاعة الأطفال المحرومين إذا ما تم نقلهم الى دور الرعاية أن يتغلبوا على الإعاقة في النمو، بحيث يزيد طولهم بنسبة خمس مرات أسرع مما كان عليه الوضع سابقاً». ويرى الباحثون أنه من غير المرجح أن يكون لتحسن حالة هؤلاء الأطفال علاقة بنوعية الغذاء الذي بدؤوا بتناوله في دور الرعاية بل يرى الباحثون أن الظروف المحيطة بالإنسان عامل مشجع ومساعد على التطور والنمو العقلي والذهني والبنيوي، كذلك يؤكد الباحثون أن الأطفال الذين يعيشون ظروف الحرمان ينخفض لديهم معدل الذكاء بشكل استثنائي،إلا أن ذلك سرعان ما يتغير بتغير الظروف وفي أسرع وقت أي في غضون 42 و 54 شهراً من نقل هؤلاء الأطفال للعيش في دور الرعاية، حيث يصبح بإمكان الطفل التعبير عن المشاعر الإيجابية التي سرعان ما تتطور بشكل ملحوظ حالما يعيش الطفل في جو من الألفة والمحبة. إلا أن ذلك لا يعني أن كل المشكلات النفسية سببها النشأة والتربية العائلية، ذلك أن العديد من المشكلات النفسية الأخرى تكون أكثر انتشاراً بمعدل ثلاث مرات ونصف في المؤسسات التربوية لا سيما دور الأيتام، مع ذلك فإن نقل هذه الفئة من الأطفال للعيش ضمن بيئة عائلية سليمة ومستقرة، في غالب الأحيان لا يحسن من حالتهم العقلية، بينما كشفت الدراسة أن الأطفال الذين يعيشون في دورالرعاية تقل لديهم نسبة الإصابة بمشكلات نفسية، بالإضافة الى ان حالات الغضب واليأس تقل عندهم مقارنة مع أولئك الذين يعيشون في المياتم، حيث يعاني معظم هؤلاء مشكلات سلوكية وعدوانية، وتختلف ردات فعل هؤلاء الأطفال تبعاً لـ «الجندر» أو النوع ففي حين تزداد المشكلات العاطفية عند الفنان، نجد الذكور أو «الصبيان» يعانون من الفوضى والاضطراب السلوكي. وكان تشارلز نيلسون وهو أخصائي في طب الأطفال جامعة هارفاود استخدم مقاييس لدرجة النشاط الدماغي، واكتشف من خلال مراقبته لقوة نشاط الدماغ أن هناك رابطاً وعلاقة بين الطفل الذي لم يدخل مؤسسة تربوية، بينما وجد الدكتور نيلسون أن الأطفال الذين يعيشون في المياتم يتمتعون بدرجة أقل من النشاط الذهني في جميع أنحاء دماغهم وكعلاج وجد الدكتور نيلسون أنه من الأفضل نقل هؤلاء الأطفال للعيش في دور الرعاية، كي تتنشط القدرات الذهنية والدماغية لديهم. تشرين
|