2007-03-20 10:53:43
ذوي الاحتياجات الخاصة «نحن نلوِّح لكم.. ابتسموا لنا»

تشير أرقام وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل إلى وجود حوالي مئة جمعية تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة، وهي منتشرة في جميع المحافظات السورية.


من هذه الجمعيات (المركز المهني المعلوماتي) الهادف إلى تدريب ذوي الاحتياجات الخاصة على مهن تتناسب مع أوضاعهم الصحية، ويمكنهم تأديتها بواسطة الكمبيوتر.

بكر صائب، أحد ذوي الاحتياجات الخاصة الدارسين في المركز المذكور، ويملك جهاز كمبيوتر في بيته، إلا أنه أتى إلى المركز ليحصل على شهادة ICDL (الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر).

يقول "لدي إلمام مسبق بالكمبيوتر، لكن التعلم من أستاذ محترف وبين مجموعة من الأصدقاء له متعة خاصة، كما أنني أطمح في الحصول على شهادة مصدقَّة أستطيع من خلالها تأمين عمل يناسب وضعي الصحي".

وتقول الباحثة الاجتماعية الدكتورة ختام تميم "من الأهمية بمكان إدماج ذوي الاحتياجات الخاصة بالمجتمع، وتعليمهم مهن تمكنهم من التحول إلى أشخاص منتجين يقدمون خدمات لمجتمعنا بدلا من أن يكونوا عالة عليه".

ويطلب قانون العاملين الأساسي رقم 50 لعام 2004 من "الجهات العامة تشغيل المعوقين المؤهَّلين وفق الأوضاع والشروط التي تحدد بقرار من مجلس الوزراء بناء على اقتراح وزير الشؤون الاجتماعية والعمل على أن لا يتجاوز عددهم نسبة (4) بالمئة من الملاك العددي للجهة العامة".

ويرافق بكر إلى المركز أخوه الأصغر عثمان، ويقول "بدأنا نشعر بتحسن في نفسية أخي منذ تسجيله في المركز بعد أن أصبح له أصدقاء كثر، وأصبح له أملا في الحياة"، ويضيف "أكثر من ذلك أنه بدأ يعلمنا مع أخوتي في البيت ما يحصل عليه هنا في المركز من مهارات في الكمبيوتر".

وهنا تضيف د. ختام "إهمال ذوي الاحتياجات الخاصة قد يؤدي إلى تفاقم مشكلاتهم، وتحولها من مشكلات صحية إلى مشكلات اجتماعية ونفسية مزمنة".

ويقول برهان السيد أحمد أحد طلاب المركز "عندما يتقن الشخص استخدام الكمبيوتر يلغي الإعاقة من حياته"، لكن برهان يعاني من صعوبة القدوم إلى المركز بسبب "عدم توفر حافلة خاصة بمواصلاتنا نحن المعاقين".

مشروع يبحث عن الاستمرار

وتأسس المركز المهني المعلوماتي مطلع العام الحالي بالتعاون بين بالتعاون بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سورية UNDP ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ووزارة الاتصالات والتقانة.

ويستقبل المركز ذوي الاحتياجات الخاصة من الناحية الفيزيائية، والملمِّين بمبادئ القراءة والكتابة والحساب.

ويعمل إياد يعقوب وهو مهندس كمبيوتر ومسؤول المعلوماتية في أحد برامج الأمم المتحدة أستاذا في المركز، ويقول "لم أكن أتوقع أن يتجاوب معي الطلاب بهذه السرعة، إنهم يناقشون ويتقدمون بسرعة في التعليم".

وتقول مديرة المعهد المهندسة كندة الخوري "نأخذ أجورا رمزية (300 ليرة سورية) كرسم اشتراك ومنح الشهادات إلى ذوي الاحتياجات الخاصة الدارسين لدينا، وكي يغطي المركز بعضا من نفقاته لجأنا إلى إقامة دورات لموظفي جهات القطاع العام والخاص والأفراد بأسعار تشجيعية كثيرا".

وإضافة إلى شهادة الـ ICDL، يمنح المركز شهادةCIW  العالمية المتخصصة في أساسيات الانترنت وتصميم المواقع الإلكترونية ولغات برمجة الانترنت وإدارة المخدمات، وشهادات في البرامج ذات العلاقة بالتصميم والإخراج الطباعي مثل Photoshop& Illustrator& InDesign، وشهادة في اختصاص مايكروسوفت أوفيس، وشهادة برنامج التصميم الهندسي أوتوكاد، وغيرها.

المسؤولية الاجتماعية للفعاليات الاقتصادية

وتقول رنا صقر منسقة العلاقات العامة بشركة شل "لدى الشركات الأجنبية العاملة في سورية مسؤولية اجتماعية اتجاه مثل هذه المراكز والجمعيات والفعَّاليات التي تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة".

وتضيف "هذه المسؤولية الاجتماعية تملي على الجميع دعم المشروعات المتوافقة مع أجندة الحكومة السورية، كتلك المشروعات التي تعالج قضايا الإعاقة والبطالة والسلامة الطرقية وغيرها".

وتفيد تقارير بأن 85% من أموال المستثمرين العرب تستثمر خارج الوطن العربي، منها 60% في الولايات المتحدة وحدها، وتقول التقارير إن "هذه الرساميل العربية تؤدي دورا اجتماعيا كبيرا في المجتمعات التي تستثمر فيها".

كما يقول الخبير الاقتصادي في المركز الاقتصادي السوري صافي شجاع "استغرب من الفعاليات الاقتصادية التي تنفق على حفلات باذخة أكثر من إنفاقها على مشاريع تساهم في تنمية البلد".

ويقترح شجاع على مؤسسات الدولة "دعم مثل هذه المشاريع بشكل مباشر وغير مباشر، وذلك عن طريق توجيه موظفيها مثلا لمثل هذه المراكز للحصول على شهادات متخصصة في الكمبيوتر أو اللغة أو ما شابه".

وتقول زينة أرحيم الناشطة في الهلال الأحمر "نحن مع رعاية الشركات والفعاليات الاقتصادية للأحداث الثقافية والاجتماعية كالمعارض وحملات التوعية البيئية وغيرها، لكن يجب أن يتم ذلك ضمن أولويات معينة، أعتقد أن أولها إعادة تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة".

وتتسائل زينة "هل نكتفي بأن يكون كل ما قدمناه للأشخاص الذين يعانون من أوضاع صحية معينة هو تغيير اسمهم من (معاقين) إلى (ذوي احتياجات خاصة)؟".

خالد موسى - سيريانيوز


Powered By Syria-news IT