2009-10-30 23:00:43 | ||
ÇáãÓÇåãÇÊ Ýí åÐÇ ÇáÈÇÈ áÇÊÚÈÑ ÈÇáÖÑæÑÉ Úä ÑÃí ÇáãÑßÒ | ||
العجوز (الجزء الأول) رواية عربية ... بقلم : هاني يحيى مخللاتي |
||
تحركت سيارته وبعد ميل تقريباً رن هاتفه، نظر ببرود إلى شاشته
التي أظهرت رقماً غريباً، بدا مندهشاً، مرتبكاً، أمسك باب سيارته فتحه وقفز منها
فكسرت يده اليسرى وأصيبت قدمه بجرح بليغ جلس على كرسيه المتأرجح، كانت عيناه تبحثان عن شيء ما، نظر إلى إحدى مقتنيات المنزل وسرح، ربما كان يفكر، وربما كان يحاول أن يتذكر كيف حصل على هذه التحفة النادرة التي وضعها في مجموعته الثمينة، والتي تتمثل بالأهرامات والتماثيل المصغرة لأشهر المعالم الأثرية من كل البلدان إضافة إلى الحيوانات المحنطة والتي حرص على أن تكون الأغلى ثمناً، أو ربما كان يستعرض شريط حياته، فحياة أمثاله مليئة بأحداث وأمور عجيبة، وأغرب ما فيها تكوين ثروة نفيسة بأقل وقت ممكن..!! قطع هدوءه صوت صرير أحد الأبواب، انتابه إحساس سيئ لطالما عايشه، ثم بدأت معركته المعتادة والتي تدور في رأسه كلما سمح لذلك الإحساس بالتسلل إلى قلبه، والتي لا تنتهي إلا بمعجزة تحول ما أحسه إلى اطمئنان، نظر نحو باب الغرفة، لابد أن أحداً سيدخل ويشهر مسدساً في وجهه ليرديه قتيلاً وينهي ما عاشه أو ما عاش لأجله.! أسوأ ما في الأمر أن ثروته ستضيع ولن تكون لأحد من بعده، على الأقل كانت هذه أخطر كوابيس هذا العجوز الذي رهن حياته لأعمال مشبوهة تعود عليه بمبالغ طائلة. طال انتظاره ولم يدخل ذلك القاتل المأجور، والذي حصل على مبلغ زهيد مقابل إنهاء حياة هذا الرجل، تسارعت دقات قلبه، وازداد خوفه، حصل هذا سابقاً وكاد الخوف يقتله إلا أن شخصاً دخل وأنهى الهلع الذي استقر في قلبه، ألا وهو خادمه الذي يعيش معه، أما في هذه المرة لن يكون الخادم هو من أغلق ذلك الباب، لأن الخادم قد ذهب إلى زوجته المريضة ولن يعود قبل يومين..!! لم لا تكون قطته هي من حرك ذلك الباب؟ فقطته النهمة تحب اللعب وقد تكون هي من سيدخل الآن. مرت تلك اللحظات العصيبة دون حتى أن يقف على قدميه اللتين لم يعد يشعر بهما على الإطلاق، همّ بالوقوف فسمع ما يخشاه .. خطوات شخص يمشي في ممر منزله متجهاً نحو الغرفة التي يجلس فيها، تسمرت عيناه بالباب، رسمت مخيلته شكلاً للشخص الذي سيدخل، والذي سيكون ملثماً ومرتدياً ذاك اللباس الأسود الذي سيخفي جسده بالكامل، سيكون مسدسه سابقاً له وبسرعة فائقة سيطلق منه رصاصة تنهي كل شيء. لم يعد يسمع تلك الخطوات، لكنه يعرف أن هذا يعني أن ذلك الشخص اقترب من غرفته وهو الآن يمشي بحذائه الأسود على السجادة الفاخرة. بدأت أسئلته التي لا تنتهي والتي لم يكن يوماً ليعثر لها على إجابة، أو بالأحرى، تلك التي تغنيه ثروته عن التفكير بأجوبتها..!! لماذا فعلت هذا؟ لماذا عشت هكذا؟ لماذا .... وقبل أن يطرح على نفسه سؤالاً آخر سكت تماماً لأنه الآن على الأرض، ممدد وغارق في دمه القاتم، تماماً كما تخيل، إلا أنها كانت ثلاث، ثلاث رصاصات تؤكد أنه لن يعيش ليتنفس من جديد، لن يعيش ولن يكون في أي مكان باستثناء قبر صغير سيدفن فيه مشرحاً على يد أحد الأطباء الشرعيين. كان القاتل طويلاً ورشيقاً، لباسه الأسود غطى كل جسده، ووجه مختبئ في لثام أخفى ملامحه جيداً، اقترب من الجثة بخطواته الحذرة، مبتعداً عن الدماء ثم انحنى ومدّ إصبعيه إلى رقبة صاحب الجثة ليتأكد أنه ميت، مع أن الرصاصات الثلاث والمسافة التي أطلقت منها تكفي لتأكيد الوفاة، وقف وانصرف بعد أن تأكد أنه فعلها دون أي دليل يكشف هويته. خرج القاتل من منزل العجوز بعد أن نزع اللثام عن وجهه، ارسل عبر جواله رسالة نصية فارغة وبعد أن وصل إلى منعطف طريق ركب سيارة بيضاء كان قد ركنها بعيداً عن المنزل. تحركت سيارته وبعد ميل تقريباً رن هاتفه، نظر ببرود إلى شاشته التي أظهرت رقماً غريباً، بدا مندهشاً، مرتبكاً، أمسك باب سيارته فتحه وقفز منها فكسرت يده اليسرى وأصيبت قدمه بجرح بليغ، بدأ يزحف، كان يحاول كالمجنون أن يبتعد عن تلك السيارة.. وإذا بها حولت ذلك الشارع إلى رماد، انفجرت لتسفر عن أول حادثه انفجار في تلك المنطقة الآمنة. |
||
هاني يحيى مخللاتي 2009-11-01 16:14:14
شكراً للقراء الأعزاء
في الجزء الثاني ستتضح نسبياً خيوط الرواية، لن يطول غيابي بإذن الله، ترقبوا الجزء الثاني.. قريباً
سوريا
الدكتورة الحائرة 2009-11-01 02:35:30
فهمت من المغزى الخوف من المعاملة بالمثل
يعني هاد العجوز كان في يوم من الايام قاتلا لعجوز آخر وسارق آثار ومجرما كبيرا دون اخلاق ويتعامل مع عصابة كبيرة وهو وبعد ان اصيب باشلل واستغنى عنه الجميع يخشى ان يفعل به احدهم مافعله هو بالعجوز ودائما يعيش بقلق وكوابيس مخيفة ودمار لا تبنيه امول العالم ولاتعيد الحيوية الى اوصاله انشالله يكون تفسيري صحيح او ممكن تشرحلنا -سوريا
مش فاهمها 2009-10-31 13:34:47
بتمنى افهمها بالجزء التاني
تمنى تكون مفهومة بالجزء التاني
-سوريا
|
||
copy rights ©
syria-news 2010 |