هل كنت يوماً ضحية؟ هل سبق لك أن أُعجبت كالآخرين بشخص ما، نجم ما، مطرب ما، ممثل ما ..إلخ

انتبه فالموضوع جدي جداً، وخصوصاً في الوقت الحاضر، اسأل عن الأصل والفصل وتعرف على تاريخ نجمك المفضل كي لا تتعرض لموقف مشابه للذي تعرض له (Fulan) – وفلان هنا بالأحرف اللاتينية كناية عن (فلان) بالأحرف العربية - والذي أودى بحياته بعد أزمة قلبية شديدة.

تقول الحكاية، أو المقالة، أو القصة، أو يقول الخبر: إن الشاب الألماني (Fulan) تعرض لأزمة قلبية نقل إثرها إلى المستشفى، وفارق الحياة بعد دقائق رغم المحاولات الجادة لإنقاذ حياته والسبب - لاحظ هنا - أن ذلك الشاب وبمحض المصادفة اكتشف أن نجمته المغنية الألمانية المفضلة، والتي علق صورها في كافة أرجاء منزله، وعشقها حد الجنون، والملقبة بـ (Kim Petras) ما هي في الحقيقة إلا (Tim Petras) أي أنها نتيجة ناجحة لعملية تحويل جنس جرت لها أو له مذ كان طفلاً، وقد تمت العملية على أيدي أحد الأطباء المختصين بعمليات تحويل الجنس منذ العام (1970).

المشكلة أن تلك المطربة لا تنكر أصلها،  بل وتتباهى بأنها استطاعت إقناع أهلها والمجتمع بأنها أنثى، على الرغم من أنها ولدت ذكراً وعاشت طفولتها على ذلك الأساس، ونسبة قليلة من معجبيها هم الذين لا يعرفون حقيقتها التي تبث خلال العديد من البرامج التلفزيونية الألمانية والعالمية وعلى الإنترنت من خلال موقعها الرسمي ومواقع كثيرة أخرى، صممت من قبل معجبيها الذين (استساغوا) تلك الفكرة المجنونة.

أسوء ما في الأمر أن تلك الفتاة بصوتها، وشكلها، وتحولها عبارة عن أنثى بكل معنى الكلمة (أي أن تلك العملية نجحت بنسبة عالية بإيصال هذا الشاب المتحول جنسياً إلى صورة الفتاة الحسناء التي لن تميز بينها وبين أي فتاة أخرى، إلا إذا علمت أنها كانت ذكراً يوماً ما).

ما أريد قوله إن عمليات تحويل الجنس (الجراحية) و(النفسية) بدأت تتغلغل في مجتمعنا، فكثيراً ما نسمع أن أنثى تحولت إلى ذكر وأن ذكراً تحول إلى أنثى، ولكن ماذا لو كان هذا المتحول هو نجمك المفضل أو نجمتك المفضلة ما هو إلا متحول جنسياً، دفعه اضطرابه النفسي إلى الخضوع لعملية جراحية حولته من .. إلى ..؟؟ – ليس ضرورياً أن يكون ذلك على الصعيد الفني، فهناك الرياضي، والسياسي، والاجتماعي وو إلخ – ابحث في ماضيه، وانبش في أصوله ولكن أنصحك بالسيطرة على أعصابك خصوصاً أن شاشاتنا العربية (محطات الأغاني خاصةً) تبث لنا صنفاً رديئاً من الغناء والمغنين، فالمغني الذكر مشكوكٌ بجنسه وبعض المغنيات الإناث اللاتي أخفين أصواتهن خلف (الميكسرات الصوتية) مشكوكُ بجنسهن أيضاً، وإذا اكتشفت الحقيقة فاضحك على نفسك لأنك استمعت لوصية المرحوم الشاعر ابن الوردي حين قال: لا تقل أصلي وفصلي أبداً ... إنما أصل الفتى ما قد حصل. فمن يدري ربما كان يخفي أمراً لم يرد أن يعرفه أحد..