أهدي هذه القصيدة إلى الحبيبة الغائبة
قضيت عمري صلاة وشمع وندوره
حتى جمعني الهوى فيكي يا سنيورة
وبقيت كل ما رحت زورك علا العنوان
ارجع بخيبة أمل وجناح مكسورة
وكثرة ما جيت ورحت صار يعرفوا الجيران
وحتى القضية تضل شوي مستورة
قررت أرسم حلاكي بريشة الفنان
صورة مابين القلب والعين محصورة
من لون قوس القزح جبتلك الألوان
ونست ريشة جنح من كل عصفورة
وعصرت ماء الزهر والتوت والرمان
وبديت غطس الريشة بروح مسرورة
مزجت الليل والمسك والعنبر الدبلان
وصورت شعراتك جداديل مضفورة
ورسمت لمعة زحل وسهيل والميزان
عجبين تحتو الهلال سيوف مشهورة
وشمس الصباح نسلت من توبها خيطان
غزلت منها الرموش نجوم وبدورة
وجريت كحل الحجل ع كحلة الغزلان
وكحت فيها الجفون بيد مسحورة
وغزلت غيم السما وموج البحر فستان
مطرز بحب الخرز إبرة وماسورة
داب بعيونك بحر أزرق بلا شطآن
موجو حملني بلا مركب وشختورة
جمعت من لجتو الياقوت والمرجان
طلعت بلون البَرَد حبات منثورة
وعصرت دم الورد ع المبسم الفتان
حَمّر شفافك بنقطة عطر معصورة
وكيف كان خد الشمس عند الشفق خجلان
كانت خدودك بذات اللون مغمورة
ولما ع كرسي الخدود البان فاح وبان
وصارت الصورة قبال العين منشورة
تأملت فيكي وفيها بك إطمإنان
طلعت الصورة عليكي حفر محفورة
بالعين بروزتها بالريف بالأجفان
وتاما يشوفك حدا بعيني يا أمورة
حبستك بقلبي وصرت كل ما لقائك حان
غمض عيوني عليكي وإحضن الصورة
