2010-05-12 13:00:43 | ||
ÇáãÓÇåãÇÊ Ýí åÐÇ ÇáÈÇÈ áÇÊÚÈÑ ÈÇáÖÑæÑÉ Úä ÑÃí ÇáãÑßÒ | ||
المساكين ... بقلم : م. ليلى دادوخ |
||
منذ أن كنا أطفالاً كنا....نحلم! وكانت أحلامنا صغيرة مثلنا.... ولا أبالغ إن قلت بأننا كنا نعيش على هذه الأحلام.... نكبر فتكبر معنا وكأننا نسقيها من أيامنا لتعيش أكثر فأكثر.... مرة... قالت لي رفيقة الطفولة و كانت جارتنا في الحي قصة! وهي في الأصل عادة عند شعوب بلغاريا.... مفادها أن هناك طفلة صغيرة فقدت قطعة نقدية في درب عودتها من المدرسة, فلما شكت الموضوع لجدتها وكانت الجدة بلغارية الأصل,استطاعت الجدة أن تقنعها بأن تضع قطعة نقدية أخرى بنفس القيمة في مزهرية للورود أو أي مكان تخفيها فيه, وأن تتمنى أمنية..أمنية ما تحلم بها..وتتمناها أن تتحقق! وفعلاً فعلت الطفلة.... وكانت المفاجأة أن جاء يوم تحققت أمنيتها فلما فتشت عن تلك القطعة النقدية التي وضعتها في المزهرية... لم تجدها! ولما سألت جدتها استطاعت الجدة مرة أخرى أن تقنعها بأن الأمنية احتاجت تلك القطعة النقدية لتتحقق.. ومنذ أن سمعت هذه القصة.... وأنا متأثرة بها للغاية!!! ربما تأثرت بها في طفولتي بسبب مخيلة الطفلة الزاخرة بالأماني و الأحلام التي كنت آمل بأن تتحقق ولكنني كبرت و كبرت تلك القصة في داخلي ورغم أني وقت سمعتها من صديقتي استهزأت بمضمونها... إلا أنني ومباشرة وضعت قطعة نقدية تمثل لي حلماً ما في صندوق قديم وتمنيت أن يتحقق حلمي وانتظرت.... ومرة أخرى تمنيت شيئا آخر...ووضعت قطعة أخرى ....وانتظرت! ومرة ثالثة ... ورابعة و خامسة...وامتلأت صناديقي القديمة و مزهريات البيت و أحواض الزريعة ...ودروج المكتبات بالعديد و العديد من القطع النقدية الصغيرة....بقيمتها و التي تحمل آمالاً و أحلاماً كبيرة! من قال يوما بأن الشيء الكبير يحمل مضمونا كبيرا دوماً؟؟؟؟ ولكن الأماني............لم تتحقق والأحلام بقيت أحلاما.... والقطع النقدية لم تغادر أماكنها......ولم تختفي! والطفلة الصغيرة المنتظرة و المنتظرة....بقيت تتأمل أن يفاجئها القدر يوماً كما حكت الحكاية.... ولكن ....هيهات..... فالحكايا تبقى حكايا!!!! وعلي صبري وما من شيء يحدث! إلا أن خطر لي مرة خاطر مجنون..فهرعت أجمع كل تلك القطع المبعثرة هنا و هناك..وكان لي أخت صغرى تشاركني المجهود..وقمت بشراء ميكروفون جديد ..وجلست انا و اختي الصغرى نولف هذا الجهاز البسيط على موجة الراديو..وكانت فرحتنا غامرة بأن جلسنا نبث على مدى ساعات أغاني و مقالات و حكم و نكات واستطاعت صديقاتنا في الحي أن يسمعننا..وأن يشاركننا الأثير في هذه الإذاعة المصغرة! كان ذاك حلمي... الذي طال و لم يتحقق....والذي خفت عليه الإنتظار أن يقتله ... فقمت بتحقيقه بنفسي بدلا من ترقب المعجزات.... الأحلام... هي زادنا اليومي.... فبلا حلم لن ننام ولن نصحو لغد أفضل بالحلم نستطيع تحمل الحياة بكل مفاجآتها ونستطيع أن نتابع.... ومن المهم أن نتابع لأن التوقف بحد ذاته و إن كان ساكناً..هو حركة للوراء الأحلام... هي آمالنا و طموحاتنا العريضة..التي تصطدم بحواجز الواقع فتصغر و تضعف... إن لم نكبرها و نقويها ومساكين.... من لا يملكون أحلاما يعيشون لأجلها فعلاً.... مساكين!!!! |
||
جلال الاسطه 2010-05-12 23:30:51
من المسؤول؟
كلامك جميل ولكن من المسؤول عن إضاعة أحلام آلاف و آلاف الشباب العربي؟ -سوريا
انور 2010-05-12 23:27:59
مسكن ضروري
منذ ان يخلق الانسان وهو يحلم وحلمه مرتبط بحياته وإلا لما استطاع استيعاب هذا الكم الهائل من الضغوط اليومية الحلم هو المسكن ليومياتنا الذي بدونه لا نعيش تحية للكاتبة -سوريا
اكرم 2010-05-12 23:16:14
رعاية
الحلم يحتاج لرعاية و اهتمام وبقدر ما نقدم هذه الرعاية بقدر ما ينمو الحلم و يكبر شكرا لك هذه المقالة الرائعة -سوريا
سوري في الخارج 2010-05-12 23:07:31
كلامك حلو
الكلام حلو حلو ومعناه يطرق ابواب العاطفة الحسية وربما اكثر من يحلم هم الأطفال لأن الكبار لم يعد لديهم الوقت و الصبر لذلك -سوريا
سهير 2010-05-12 23:05:15
عن جد روعة
بعد اللي حكيتيه عن الاحلام حسيت فعلا انو نحنا عايشين من اجل الاحلام الحلم بغد افضل الحلم بوظيفة بزوج مثالي بفرصة العمر لك مني التحية -سوريا
باسل 2010-05-12 19:28:36
ابتكار
كلماتك الجميلة والقصة الرائعة ذكرتني بأيام الطفولة ... نتمنى من الله ان تحققي احلامك يا م.ليلى
ولك أقول كمان قال الشاعر الكبير ادونيس : " اليأس عادة والامل ابتكار" وبالفعل اللي ما بيعرف يبتكر ويحلم مسكين -الإمارات
|
||
copy rights ©
syria-news 2010 |